تشهد سوريا تطورات كبيرة وخطيرة ومعقدة مع تصاعد القتال، ما زاد من عمليات النزوح الجماعي وعرقل عمليات المساعدات الإنسانية، وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، الدكتور آدم عبد المولى إن الوضع كارثي في أعقاب التصعيد الأخير في حلب ومناطق أخرى في شمال غرب سوريا، منبها إلى أن ذلك التصعيد أدى إلى توقف شبه كامل للعمليات الإنسانية هناك.
جاء ذلك في حوار له بموقع الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه لا يوجد حتى الآن إحصاء دقيق لعدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم أو الذين أصيبوا من جراء العمليات العسكرية سواء كانوا مدنيين أو غير مدنيين، لاسيما أن فريق الأمم المتحدة وكافة الشركاء الإنسانيين العاملين في ذلك الجزء من سوريا لا يتمتعون بأي حرية للحركة في الوقت الراهن.
وقال الدكتور عبد المولى: "من أكثر الروايات الصادمة هي أن هناك جثثا ملقاة في الشوارع، ولا تستطيع فرق الهلال الأحمر العربي السوري أو أي منظمات أخرى حتى الآن جمع هذه الجثث ودفنها بشكل لائق".
وأفاد بأن اندلاع الاشتباكات الأخيرة في حلب وحماة وريفهما، "أدى إلى نزوح ما ما يقرب من 200 ألف شخص، وما زالت موجة النزوح هذه مستمرة حتى الآن".
ولفت المنسق المقيم إلى أنه منذ بداية عام 2024 هناك أكثر من 16.7 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية وبسبب الحرب في لبنان، فر ما يقرب من 600 ألف شخص من سوريين ولبنانيين إلى سوريا؛ غالبية أولئك الذين أتوا إلى سوريا هم من السوريين الذين كانوا يقيمون في لبنان منذ اندلاع الأزمة في سوريا في العقد الماضي.
وأضاف المسؤول الأممي أنه توقفت المخابز تماما عن إنتاج أي خبز في مدينة حلب وهي ثاني أكبر المدن في سوريا وبها ملايين الأشخاص الآن حتى الحصول على الخبز صار أمرا مستعصيا للغاية للغالبية العظمى من السكان.
وعلى الصعيد الإنساني، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن التطورات الجديدة تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المروع بالفعل للمدنيين في شمال البلاد، مضيفا أن المحاصرين في مناطق الخطوط الأمامية لم يتمكنوا من الوصول إلى أماكن أكثر أمانا أو الوصول إلى الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية، بينما يستمر القتال في التسبب في نزوح الناس على نطاق واسع.
ودعا المكتب الأطراف إلى ضمان المرور الآمن لأولئك الذين يفرون، وأنه سواء غادر هؤلاء المدنيون أو قرروا البقاء، فيجب حمايتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية. وأفاد بأنه وشركاء الأمم المتحدة يواصلون جهودهم على الأرض بما في ذلك توفير الغذاء، ومستلزمات الشتاء، وخدمات الحماية وغيرها من المساعدات للنازحين حديثا في إدلب وشمال حلب، لكن قيود السلامة تظل تشكل تحديا رئيسيا.