"انفتاح غربى وحذر روسي.. سوريا الجديدة تٌربك الحسابات الدولية".. توافد دبلوماسي أممى وأوروبى على العاصمة دمشق.. مبعوث الأمم المتحدة بحث مع الشرع المرحلة الانتقالية.. والاتحاد الأوروبى: فتحنا قنوات اتصال مع الإدارة الجديدة.. ونراقب الحريات وحقوق المرأة.. وروسيا تٌجلى دبلوماسييها وتٌبقى على السفير
انقضى الأسبوع الأول على سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة فصائل المعارضة المسلحة بقيادة أحمد الشرع، حتى بدأت الدول الغربية فى تحسس خطواتها نحو الإدارة الجديدة فى دمشق، وبدأ المبعوثون الدوليون التوافد على العاصمة السورية فى محاولة لاستشراف مستقبل البلد العربى، خاصة أن الفصائل المعارضة ورئيسها تم تصنيفها سابقا من قبل الغرب على أنها منظمات إرهابية، فى حين لازالت روسيا تراقب الوضع فى حذر بعد سقوط حليفها الأسد.
ففى الوقت الذى أعلن فيه توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، اليوم الإثنين، عزمه التوجه إلى العاصمة السورية دمشق، كان المبعوث الأممى الخاص إلى سوريا، قد سبقه، والذى عقد إجتماعا مع الشرع فى العاصمة دمشق، وأبلغ خلال الاجتماع "قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع ورئيس حكومة تصريف الأعمال محمد البشير بأن المنظمة عازمة على تقديم جميع أشكال المساعدة للشعب السورى.
وأوضح البيان أن المبعوث الأممى شدد على نية الأمم المتحدة فى تقديم كافة أشكال المساعدة للشعب السورى، مضيفا أن بيدرسون استمع إلى أولياتهم والتحديات التى تواجههم، وفى المقابل قال بيان للإدارة الجديدة فى سوريا إن قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، التقى بيدرسون، وطالبه بضرورة إعادة النظر فى القرار 2254 نظرا للتغيرات التى طرأت على المشهد السياسى، فى إشارة إلى القرار الدولى الذى وضع خارطة طريق للتوصل إلى تسوية سياسية فى سوريا، مضيفا أنه "من الضرورى تحديث القرار ليتلاءم مع الواقع الجديد".
وكذلك فتح الاتحاد الأوروبى قنوات اتصال مع الإدارة الجديدة، حيث أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كاجا كالاس أنّ الاتحاد الأوروبى سيرسل دبلوماسياً كبيراً إلى دمشق، من أجل إجراء اتصالات بعد سقوط النظام، مشيرةً إلى أنّ الأعضاء سيبحثون كيفية التعامل مع القيادة السورية الجديدة فى اجتماع لوزراء الخارجية.
وفى السياق نفسه، أكدت أنّ الاتحاد سيتابع عن كثب ما يفعله المسؤولون فى سوريا، بينما يتمّ بحث الخطوات التالية، لافته إلى أن الاتحاد لن يرفع العقوبات عن سوريا فى الوقت الحالى، لافته إلى إنّ مسؤولى النظام الجديد فى سوريا "أرسلوا إشارات إيجابية، لكنها لم تكن كافية".
وأكدت على أن الاتحاد لن يرفع العقوبات عن سوريا "قبل أن يضمن أنّ حكّامها الجدد لن يضطهدوا الأقليات، وسيحمون حقوق المرأة، داخل حكومة موحّدة تنبذ التطرّف الديني"، وتابعت: "الحكم هو على أفعالهم (أفعال النظام الجديد فى سوريا) وليس فقط أقوالهم، وسوف تُظهر الأسابيع والأشهر المقبلة ما إذا كانت أفعالهم تسير فى الاتجاه الصحيح".
جاء ذلك بالتزامن مع إعلان مسئولين فى الاتحاد الأوروبى أنّ عدة دول فى الاتحاد تستعدّ لإعادة فتح سفاراتها فى العاصمة السورية دمشق، مؤكداً الالتزام بـ"المحافظة على وحدة أراضى سوريا وتأسيس حكومة تشمل الجميع وحماية الأقليات".
وفى هذا الوقت بدت روسيا حذره فى تصريحاتها وتعاملها مع الإدارة الجديدة، حيث قال الكرملين، إنه لم يتم اتخاذ قرارات نهائية بعد بشأن مصير القواعد العسكرية الروسية فى سوريا، وإنه على اتصال بالمسؤولين فى البلاد، فيما ذكرت إدارة الأزمات بالخارجية الروسية أن عمل السفارة الروسية فى دمشق مستمر، وأن السفير ألكسندر يفيموف متواجد بالعاصمة السورية.
يأتى ذلك بعد الأنباء عن أن روسيا تسحب قواتها من خطوط المواجهة فى شمال سوريا ومن مواقع فى جبال العلويين، لكنها لم تنسحب من قاعدتيها الرئيسيتين بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، وأعلنت روسيا الأحد، أنها أجلت بعض الموظفين الدبلوماسيين.
وعربيا أعلنت قطر اليوم الإثنين، استئناف عمل سفارتها فى الجمهورية العربية السورية اعتبارًا من الثلاثاء، وتعيين خليفة عبدالله آل محمود الشريف قائمًا بالأعمال، بعد نحو 13 عامًا من قطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السورى فى العام 2011.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن استئناف عمل السفارة فى دمشق يأتى تعبيرًا عن وقوف دولة قطر المبدئى إلى جانب ثورة الشعب السورى ويعزز جهودها الإغاثية التى بدأت بجسر جوى لمساعدة الشعب السورى على تجاوز متطلبات المرحلة الانتقالية، وتقديم ما تحتاجه سوريا من مساعدات إنسانية عاجلة.
وجددت الوزارة حرص دولة قطر التام على المساهمة الفعّالة فى تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لإنجاز عملية سياسية انتقالية تضمن وحدة الأراضى السورية وسيادتها واستقرارها، وتنقل سوريا الجديدة نحو مستقبل يلبّى تطلعات شعبها الشقيق فى الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.