يعمد الآباء إلى اختيار أفضل المدراس لتعليم أبنائهم، لذا قد يلجأ البعض إلى المدارس الخاصة اعتقاداً منه بأنه يختار لابنه الأفضل، هكذا يظن البعض حتى يصطدم بالواقع المرير، وهو ما حدث مع أحد طلاب الصف الثانى الإعدادى داخل إحدى المدارس الخاصة بمدينة أسيوط الجديدة، والذى تفاجأ حال وجوده داخل الفصل بأحد الطلاب يتعدى عليه بالضرب داخل الفصل، وأثناء حصة دراسية حتى أفقده الوعى ونزف من أنفه فى غياب تام من مدرسة الحصة.
إلا أن ذلك لم يمنع الطالب المُعتدى من موالاة التعدى على الطالب المجنى عليه حتى أصابه بارتجاج فى المخ – كما كشف التقرير الطبي – إلا أن الواسطة في المدارس الخاصة وغيرها يكون لها رأى آخر حينما تتدخل، فعقب علم إدارة المدرسة بالواقعة رفضوا طلب الإسعاف للطالب المُصاب خوفا من المسئولية الجنائية، وتركوه وحيداً مع أمن المدرسة لحين وصول (ولى أمره)، والذى أخذ نجله وتوجه به إلى مستشفى الهيئة العامة للتأمين الصحى والتي شكلت لجنة طبية لعمل الفحوصات اللازمة والتي أظهرت النتيجة سالفة الذكر.
"الواسطة" تُحول طالب في إحدى المدارس من "مجنى عليه" لـ"جانى"
وفى تلك الأثناء - قام (ولى الأمر) بالتقدم ببلاغ إلى النيابة العامة بالواقعة حتى جُن جنون إدارة المدرسة التى قامت فور علمها بتحرير محضر بالواقعة بمساومة (ولى الأمر)، ليتنازل عن البلاغ وإلا سيتم البطش بنجله، باعتبار أن الطالب المُعتدى ابن ناس مُهمين، وعند تمسك (ولى الأمر) بحق نجله القانونى قامت إدارة المدرسة بإصدار قرار فصل لنجله لمدة يومين، وعندما توجه الطالب إلى اللجنة الطبية لتوقيع الكشف الطبى والتى أثبتت إصابته بارتجاج فى المخ ومنحته إجازة مرضية تم إخطار المدرسة بها، فقامت المدرسة ورغم حصول الطالب على إجازة مرضية بعمل إنذار تغيب للطالب فى نفس أيام الإجازة المرضية.
ولم تكتف المدرسة بذلك - بل قامت فور عودة الطالب المجنى عليه من الإجازة المرضية بتحريض مُدرس من أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة بمضايقة الطالب المجنى عليه بأسلوب غير أخلاقى، وعند تقدم والد الطالب بشكوى إلى إدارة المدرسة من سلوك المُدرس المُشين قامت المدرسة بإصدار قرار آخر بفصل الطالب مستغلة فى ذلك أن رئيس مجلس الأمناء من أصحاب الحصانات والذى يوفر الحماية والدعم لإدارة المدرسة فى مخالفة القانون.
ارتكاب جرائم جنائية داخل محراب العلم
وأصدرت المدرسة نكاية في الطالب قرارا بفصله 3 أيام، مبررة ذلك لسلوكيات الطالب وبحجة المخالفات التي يرتكبها في حق معلميه وزملائه أثناء اليوم الدراسي، ومنها: "قول ألفاظ لا تليق بالصرح التعليمي والحرم المدرسي، والاعتداء بالضرب على زملائه أكثر من مرة بدون سبب، والرد غير اللائق على معلميه وتجاوزه في الحديث معهم"، وذلك حتى تكون قرارات المدرسة مشروعة أمام أولياء أمور الطلاب في المدرسة، كل ذلك رغم التقرير الطبي الصادر من مستشفى الهيئة العامة للتأمين الصحى الذى أثبت إصابته بارتجاج فى المخ.
ورغم كل هذه القرارات المجحفة والتى خالفت فيها إدارة المدرسة لائحة الانضباط المدرسى وفرت كافة أنواع الحماية للطالب المعتدى ولم تتخذ ضده أى إجراء وفق لائحة الانضباط والتى تنص على أن الجرائم الجنائية التى ترتكب من أحد الطلاب داخل المدرسة يتعين إخطار السلطات المختصة، وإيقاف الطالب عن الدراسة لحين فصل جهة التحقيق فى الواقعة، إلا أن إدارة المدرسة عكست الآية، وقامت بفصل الطالب المجنى عليه والذى كان كل ذنبه أنه مجنى عليه أم أن ذنبه هو تمسكه بحقه القانونى داخل غابة المستقبل.
تقرير الطب الشرعى