قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء إرسال الوفد المفاوض إلى العاصمة القطرية الدوحة، لبحث تفاصيل المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل في قطاع غزة.
وقال مكتب نتنياهو في بيان: "قررنا إرسال وفد المفاوضات إلى الدوحة نهاية الأسبوع وعقد جلسة للكابينت لمناقشة تفاصيل المرحلة الثانية من الصفقة".
والاثنين، التقى نتنياهو مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال زيارته إلى واشنطن، في أعقاب اللقاء سيتجه وفد إسرائيلي إلى الدوحة للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة مع الفصائل.
وأمس، أعربت قطر عن أملها، في أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للوفاء بتعهداته، وإرسال فريقه التفاوضي إلى الدوحة فور عودته من واشنطن.
ووفق الخارجية القطرية، فإن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كان يجب أن تبدأ أمس الاثنين بموجب الاتفاق.
وفي الضفة الغربية، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، عدوانه العسكري على مدن وقرى ومخيمات في محافظات جنين وطولكرم وطوباس شمالي الضفة الغربية، في وقت استشهد فلسطيني خلال اشتباك مسلح وعملية إطلاق نار على حاجز تياسير شرق طوباس أدى لمقتل جنديين إسرائيليين اثنين وإصابة 6 آخرين بينهم قائد فرقة في كتيبة الاحتياط 8211 التابعة للواء إفرايم الإقليمي.
يأتي ذلك، فيما تستمر آليات الاحتلال العسكرية في عمليات التجريف للبنية التحتية وتفجير وتدمير المنشآت والمباني السكنية، بينما وسعت قوات الاحتلال الاسرائيلي من حملات الاعتقال والتنكيل بحق المدنيين، ودفع آلاف منهم على النزوح القسري في مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين والفارعة.
واقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، فجر الثلاثاء، عددا من البلدات والمخيمات في بالضفة الغربية، واعتقلت عددا من الفلسطينيين، ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مخيم طولكرم، الذي يتعرض لحصار مشدد منذ 9 أيام، فيما ينتشر جنود الاحتلال الاسرائيلي في أحياء المخيم، ويداهمون منازل الفلسطينيين، ويخربون محتوياتها، ويهجرون ٍسكانها منها قسرا.
وألقت مسيرات إسرائيلية قنابل على منازل الفلسطينيين بمنطقة طلعة الغبز في المدينة، في حين اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال عند الشارع العسكري بجنين.
ودفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي بتعزيزات عسكرية إلى مخيم جنين، ودهمته من المدخل الرئيس، قرب المستشفى الحكومي.
فيما، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تصديها لاقتحام بلدة طمون بمحافظة طوباس مع بدء الاحتلال الاسرائيلي استخدام ناقلات الجند، كما قالت إن سرايا القدس-كتيبة طولكرم إن مقاتليها في سرية قفين فجروا آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة، وحققوا إصابات مؤكدة.
في مخيم الفارعة في طوباس، دارت اشتباكات دارت بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي، ويشهد المخيم وبلدة طمون جنوب طوباس، اقتحاما إسرائيليا تخلله مداهمة منازل وتهجير سكانها قسرا وتحويلها لثكنات عسكرية ومراكز تحقيق.
إلى ذلك، صرّحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بأن العدوان الإسرائيلي على مخيمي جنين وطولكرم هجّر آلاف الفلسطينيين، مشيرةً إلى أن المشاهد المروعة في الضفة الغربية تنذر بتصعيد جديد.
وفيما يتعلق بعملية تفخيخ وهدم نحو 20 مبنى سكني في مخيم جنين، قالت الوكالة: "لم نتلقَّ أي تحذير مسبق بشأن الانفجارات في مخيم جنين، ولم يعد الاتصال بقوات الاحتلال مسموحًا به، فيما دُمرت أجزاء كبيرة من المخيم في تفجيرات متتالية".
من جانبه، أوضح رئيس بلدية جنين، محمد جرار، أن 35-40% من الأحياء لا تزال محرومة من المياه نتيجة عمليات التدمير، حيث خرج أهم بئر للمياه، "السعادة"، عن الخدمة منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، مما أدى إلى انقطاع المياه عن عدة أحياء في جنين.
في رام الله، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد المدنيين وممتلكاتهم والبنى التحتية في مخيمات وقرى شمال الضفة الغربية المحتلة، خاصة في جنين وطولكرم وطوباس والفارعة وطمون.
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى جريمة التهجير القسري وإجبار الفلسطينيين على النزوح من منازلهم تحت تهديد السلاح، كما حدث مع 20 عائلة في طمون مؤخراً، و15 ألف فلسطيني.