تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلى فى خرق اتفاق وقف إطلاق النار رغم قرب موعد الانسحاب المقرر فى 18 فبراير الجارى، لكن المؤشرات تثير القلق؛ فاستمرار الخروقات يدفع بالذهاب نحو سيناريوهات تفيد فى مجملها ببقاء العدو في الأراضى اللبنانية.
وفى سياق هذه الخروقات قطع الجيش اللبنانى الطريق الرئيسية التى تربط بين كفر حمام وراشيا الفخار منعا لتقدم قوة إسرائيلية تضم 6 آليات، حيث كانت القوة الإسرائيلية قد اجتازت الخط الحدودى فى محور مزارع شبعا، وتقدمت إلى بلدة كفرشوبا ومنها إلى محيط بلدة كفر حمام، وسط «إطلاق رشقات رشاشة مكثفة .
من جانبه؛ شدد الرئيس اللبنانى جوزيف عون ، فى حديث لرئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة اللواء باتريك غوشا، على ضرورة الانسحاب الإسرائيلى من أراضينا وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين وهو أحد بنود الاتفاق.
شكوى ضد إسرائيل
إزاء الخروقات الإسرائيلية استشعر لبنان الخطر؛ فتقدم بشكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولى بسبب خرق القرار 1701، من خلال بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، شكوى إلى مجلس الأمن الدولى ردا على خرق إسرائيل للقرار 1701 وكذلك خرق إعلان وقف الأعمال العدائية، وتجاهلها التام لالتزاماتها ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ القرار 1701.
تضمنت الشكوى الإشارة إلى انتهاكات إسرائيل المستمرة لإعلان وقف الأعمال العدائية منذ دخوله حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر الماضى، ومواصلة اعتداءاتها البرية والجوية وتدميرها المنازل والأحياء السكنية، بالإضافة إلى ارتكابها انتهاكات جسيمة تمثلت فى عمليات خطف مواطنين لبنانيين بينهم جنود فى الجيش اللبنانى، والاعتداء على مدنيين عائدين إلى قراهم الحدودية، ما أدى إلى استشهاد نحو 24 لبنانيا وإصابة أكثر من 124، وكذلك استهداف إسرائيل دوريات للجيش اللبنانى ومراسلين صحفيين، بالإضافة إلى إزالتها 5 علامات محددة على خط الانسحاب (الخط الأزرق)، فى انتهاك واضح للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية.
وأكدت الشكوى رفض لبنان هذه الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية الممنهجة، ورفضه إزالة إسرائيل علامات خط الانسحاب وأى محاولة من قبلها لإعادة وضع هذه العلامات بشكل أحادى.
ودعا لبنان مجلس الأمن، والدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية، إلى اتخاذ موقف حازم إزاء هذه الانتهاكات المتكررة، والعمل على إلزام إسرائيل احترام التزاماتها، وطالب بتعزيز الدعم للجيش اللبنانى وقوات اليونيفيل، لضمان حماية السيادة اللبنانية وسلامة المواطنين اللبنانيين.
من جانبه؛ أكد رئيس الرئيس اللبناني العماد جوزف عون لنائبة رئيس الوزراء وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية في سلوفينيا تانيا فاجون، أن لبنان يتطلع إلى وقوف دول الاتحاد الأوروبي إلى جانبه في المطالبة بتطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية التي احتلتها في الجنوب.ضمانة الاستقرار
من جانبه شدد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، أندريا تنينتي، على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من هذه المناطق ووقف الأعمال العدائية، ومشيرا إلى أن الجيش اللبناني جاهز لإعادة الانتشار في جميع أنحاء الجنوب.
وأكد تنينتي، أن الالتزام الكامل من جميع الأطراف بتنفيذ قرار 1701 هو أمر أساسي لضمان استقرار المنطقة، موضحًا أن الاتفاق على وقف الأعمال العدائية وتنفيذ القرار يتطلب المزيد من الجهود لضمان تنفيذه بشكل كامل.
وقال تنينتي، إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من كافة المناطق المحتلة أمرٌ بالغ الأهمية، نظرا لأن وجود هذه القوات يشكل انتهاكاً للقرار 1701 ولسيادة لبنان، مشيرا إلى ضرورة انسحاب إسرائيل بالكامل في هذه المرحلة، خاصة مع ارتفاع مستوى الدمار في تلك المناطق.
وأوضح تنينتي، أن العمل جارٍ بالتنسيق مع الجيش اللبناني والمجتمع الدولي لإعادة إعمار الجنوب وعودة المواطنين إلى مناطقهم.