يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقترب من الحصول على أهدافه في أوكرانيا المتمثلة في معادن بقيمة مئات المليارات من الدولارات، والتي بموجبها ستعبر واشنطن عن رغبتها إبقاء أوكرانيا "حرة وذات سيادة آمنة".
وفقا لموقع اكسيوس، تري إدارة ترامب ان الاتفاقية هي وسيلة للحصول على عائد على الاستثمار الأمريكي في أوكرانيا التي تمتلك ثروات هائلة من المعادن الغير مستغلة، ويري المسئولون في كييف ان الصفقة ما هي الا وسيلة لوقف تدهور العلاقات مع إدارة ترامب وإقامة شراكة طويلة الاجل مع واشنطن.
وكشف مسئول اوكراني للموقع الأمريكي أن الصفقة قريبة، وقال إن الوثيقة المعروضة هي الأحدث لكنها قابلة للتعديل، واكدن نائبة زيلينسكي ان الجانبين كانا قريبين من التوصل إلى إتفاق وقالت إن التوقيع عليه سيظهر التزام كييف لعقود من الزمان.
وخلال استقباله أمس للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قال دونالد ترامب إن نظيره الاوكراني من المحتمل ان يأتي الى البيت الأبيض خلال الأسبوعين المقبلين للتوقيع على صفقة المعادن، وكتب في وقت سابق على Truth Social في ذكرى مرور ثلاث سنوات على الحرب بين أوكرانيا وروسيا مؤكدا على أهمية صفقة المعادن الحرجة والأتربة النادرة الحيوية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وقال "نأمل أن يتم توقيعها قريبًا جدًا! الصفقة ستساعد الشعب الأمريكي على استرداد عشرات المليارات من الدولارات والمعدات العسكرية المرسلة إلى أوكرانيا، كما ستساعد اقتصاد أوكرانيا على النمو مع انتهاء هذه الحرب الوحشية والهمجية".
ووفقا للتقرير، يدعو مشروع الاتفاق إلى إنشاء "صندوق استثمار إعادة الإعمار" الذي ستديره الولايات المتحدة وأوكرانيا بشكل مشترك، وجاء في المسودة التي حصل عليها اكسيوس: "تعتزم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تقديم التزام مالي طويل الأجل لتنمية أوكرانيا المستقرة والمزدهرة اقتصاديًا"، وأضافت أن الصندوق سيتم تصميمه بحيث يستثمر في مشاريع في أوكرانيا ويجذب الاستثمارات لزيادة التنمية بما في ذلك في مجالات مثل التعدين والموانئ.
لكنه يشير أيضًا إلى أن الولايات المتحدة ستسترد بعض نفقاتها المتعلقة بـ "الدفاع عن أوكرانيا وإعادة بنائها وإعادتها" إلى ناتجها المحلي الإجمالي قبل الحرب وينص على أن أوكرانيا يجب أن تساهم بمبلغ 500 مليار دولار في الصندوق - وأن مساهمات أوكرانيا يجب أن تكون ضعف مساهمات الولايات المتحدة - لكنه لا يدعو إلى دفع هذا المبلغ للولايات المتحدة.
أغضب زيلينسكي ترامب برفضه اقتراحًا أمريكيا أوليًا، لكنه قال يوم الاثنين في اجتماع زعماء مجموعة السبع إنه يأمل في توقيع اتفاق في واشنطن قريبًا وقال للصحفيين يوم الأحد إن الجانب الأمريكي أسقط مطلبًا بتلقي 500 مليار دولار من مشاريع المعادن الأوكرانية وهو المبلغ الذي أشار زيلينسكي إلى أنه أكثر بكثير مما ساهمت به الولايات المتحدة لأوكرانيا.
ورفض زيلينسكي فكرة التعامل مع المساعدات المقدمة لأوكرانيا باعتبارها دينًا يجب سداده، وأضاف أن الاتفاق يجب أن يتضمن الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، وأشار التقرير الى ان المشروع الذي اطلع عليه يعبر عن الرغبة في ان تظل أوكرانيا حرة، لكنه لا يحدد أي التزام عسكري أمريكي.".
تقع معظم ثروة أوكرانيا المعدنية في الشرق الذي مزقته الحرب ويدعو مشروع الاتفاق الذي اطلع عليه أكسيوس وزارتي الخزانة والتجارة الأمريكيتين، إلى جانب مكتب نائب ترامب، جيه دى فانس إلى وضع تفاصيل الترتيب مع وزارة الاقتصاد الأوكرانية بعد توقيع وثيقة الإطار الأولي.