انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة السبت، لتبدأ مرحلة جديدة من الغموض المصاحب للقرارات التعسفية لسكان القطاع، حول استئناف الاتفاق.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، معابر قطاع غزة، وأوقفت إدخال البضائع والمساعدات، ردًا على رفض حماس مقترح المبعوث الأمريكي ويتكوف لاستمرار المفاوضات، ووقف إطلاق نار مؤقت في غزة، خلال شهر رمضان وعيد الفصح، ملوحًا بعواقب إضافية.
وقال مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة الأسرى، تقرر وقف إدخال البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة اعتبارًا من صباح اليوم.
وقال المكتب في بيان صادر عنه عقب اجتماع أمني ترأسه نتنياهو بمشاركة وزير الجيش وكبار القادة العسكريين وفريق التفاوض، إنه سيتم -بموجب مقترح ويتكوف- إطلاق نصف الأسرى الإسرائيليين في غزة، أحياء وأمواتا، خلال اليوم الأول من الهدنة المقترحة.
من جانبها قالت حركة حماس، إن قرار وقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق، واتهمت نتنياهو بمحاولة فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه في إرسائها على مدى 15 شهرا.
وجددت الحركة التأكيد على التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، مشيرة إلى أنها أعلنت مرارا استعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.
وحملت الحركة نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن تعطيل المضي في الاتفاق، بما في ذلك التبعات الإنسانية المتعلقة بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وطالبت الحركة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار مع إسرائيل، معتبرة مقترح المبعوث الأمريكى تأكيدا واضحا أن الاحتلال يتنصل من الاتفاقات التي وقع عليها.
روبيو يسرع تسليم مساعدات عسكرية أمريكية لإسرائيل بقيمة 4 مليار دولار
فى نفس الوقت، أعلن وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، توقيعه إعلاناً لتسريع تسليم مساعدات عسكرية إلى إسرائيل تبلغ قيمتها نحو أربعة مليارات دولار.
وذكر روبيو في بيان أن إدارة ترامب، التي تولت السلطة في 20 يناير ، وافقت على مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة تبلغ نحو 12 مليار دولار، مضيفا أنها ستواصل استخدام كافة الأدوات المتاحة لتلبية التزام الولايات المتحدة الراسخ تجاه أمن إسرائيل، بما في ذلك سبل مواجهة التهديدات الأمنية.
غزة بعد الاتفاق مباشرة.. شهيدان و25 مصابًا
يأتي ذلك تزامنا مع تواصل العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية باقتحامات واعتقالات وإرسال تعزيزات إلى المناطق المستهدفة بالحملات العسكرية، حيث استشهد مواطنان بنيران الاحتلال، وأصيب 25 آخرون بجروح، كما جرى انتشال 21 جثمانا، لشهداء سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، غالبيتهم من مناطق وسط وجنوب القطاع، وجميع الجثامين التي جرى انتشالها كانت مُتحللة، وعبارة عن رفات.
ووفق وسائل الإعلام الفلسطينية، فإن قوات الاحتلال المتمركزة داخل ما يسمى "المناطق العازلة"، في مناطق متفرقة في القطاع، خاصة في رفح، واصلت عدوانها واعتداءاتها، وأطلقت النار بشكل متواصل تجاه منازل المواطنين، والأحياء التي عاد إليها نازحون، ما أسفر عن سقوط شهيدين، وأكثر من 25 مصابا.
وأصيب عدد من المواطنين بجروح، جراء إطلاق نار إسرائيلي متواصل، استهدف مواطنين عادوا إلى أحيائهم جنوب ووسط رفح.
كما شهدت مناطق متفرقة شرق وشمال القطاع، خروقات إسرائيلية متواصلة، تخللتها عمليات إطلاق نار من آليات إسرائيلية، ورافعات، تركز معظمها في مناطق جنوب محافظة رفح، وشمال القطاع، ما أوقع المزيد من الضحايا.
وواصلت فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني في القطاع، عمليات البحث عن جثامين مفقودة وعالقة تحت الركام في القطاع، حيث انتشلت خلال اليومين الماضيين 21 جثمانا على الأقل.
ووفق التقرير المحدث، الصادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فقد وصل مستشفيات القطاع 23 شهيدا، منهم 21 شهيدا تم انتشالهم، وشهيدان بنيران الاحتلال، إضافة إلى 23 إصابة، خلال الـ 48 ساعة الماضية.
وأكدت وزارة الصحة بغزة أن عددا كبيرا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
فيما ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48.388 شهيدا، إضافة إلى 111.803 إصابات منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
رغم الدمار.. سكان غزة يقيمون إفطارًا جماعيًا وسط الأنقاض
فيما أقام سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة إفطارا جماعيا ، على بعد مئات الأمتار من قوات الاحتلال المتمركزة في محور صلاح الدين الحدودي مع مصر، وأقاموا صلاة التراويح في مخيم جباليا المدمر شمال القطاع.
كما أقام سكان شمال القطاع صلاة التراويح في مصلى بسيط إلى جوار مسجد العودة بمخيم جباليا، الذي دمره الاحتلال بشكل كامل.
الإعلام الحكومي: إغلاق المعابر يعكس الوجه الإجرامي للاحتلال
من جانبه طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وسطاء وقف إطلاق النار في غزة بالضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق، بجميع مراحله، وتنفيذ البروتوكول الإنساني، وإدخال مستلزمات الإيواء والإغاثة ومعدات وآليات الإنقاذ إلى قطاع غزة.
وعد المكتب في بيان الأحد، أن قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقف إدخال المساعدات، تأكيد جديد على عدم التزامه بتعهداته وتنصله من التزامات وقف إطلاق النار، ما يعكس وجهه الاجرامي القبيح، ويعد استمرارا لحرب الإبادة، وابتزاز لشعب كامل بلقمة عيشه وشربة مائه وحبة دوائه.
