الإثنين، 10 مارس 2025 09:32 م

ملحمة إغاثية بلا توقف.. حكاية نصف مليون ساعة إنسانية على معبر رفح.. مصر تقود أكبر عملية إغاثة لغزة بجسر إنساني لا ينقطع.. شباب الهلال الأحمر أبطال على مدار 24 ساعة في استقبال المساعدات وإعادة نقلها عبر المعابر

ملحمة إغاثية بلا توقف.. حكاية نصف مليون ساعة إنسانية على معبر رفح.. مصر تقود أكبر عملية إغاثة لغزة بجسر إنساني لا ينقطع.. شباب الهلال الأحمر أبطال على مدار 24 ساعة في استقبال المساعدات وإعادة نقلها عبر المعابر معبر رفح
الإثنين، 10 مارس 2025 04:00 م
رفح ـ محمد حسين
تتواصل الجهود المصرية الحثيثة لدعم الأشقاء في قطاع غزة بلا توقف، بمنظومة إنسانية متكاملة أحد اركانها الهلال الأحمر المصري، بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، حيث لم يكن الأمر مجرد تقديم مساعدات، بل ملحمة إنسانية متواصلة، عمل فيها شباب الهلال الأحمر المصري لأكثر من نصف مليون ساعة بلا توقف، لتأمين وصول المساعدات التي تأتي جوًا وبحرًا وبرًا، في أكبر عملية دعم إنساني تشهدها المنطقة في عصرها الحديث.
 
كشف الدكتور خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، لـ"اليوم السابع"، عن جوانب من تفاصيل الجهود الجبارة التي تُبذل على مدار الساعة لضمان تدفق المساعدات إلى غزة.
 
وقال: "عملية استقبال وفرز المساعدات الإنسانية تمر بمراحل معقدة ومنظمة تبدأ فور وصول طائرات الإغاثة إلى مطار العريش، حيث يتم تفريغ الشحنات وتصنيفها قبل نقلها إلى المناطق اللوجستية، وهناك يعمل المتطوعون على إعادة فرزها وتحديد وجهتها، سواء كانت مساعدات طبية أو غذائية أو إغاثية، وكل ذلك يجري تحت إشراف فرق متخصصة تعمل كخلية نحل بلا توقف."
 
وأضاف زايد أن مصر تُعد الداعم الرئيسي لقطاع غزة، حيث تشكل المساعدات المصرية ثلثي إجمالي الإغاثة الواصلة إلى القطاع، في حين تأتي المساعدات الأخرى من الدول الشقيقة والصديقة، لكن الدور الأبرز يظل لمصر التي تُشرف على دخول وخروج هذه المساعدات عبر المعابر المختلفة، وتحديدًا معبر رفح، العوجة، وكرم أبو سالم، لضمان وصولها لمستحقيها في أسرع وقت.
 
وتابع: معبر رفح لم يكن مجرد نقطة عبور، بل أصبح ساحة للإنسانية في أبهى صورها، وهنا يتجمع شباب الهلال الأحمر المصري على مدار 24 ساعة، يعملون في ظروف صعبة، متحدين كل التحديات، هؤلاء الشباب ليسوا مجرد متطوعين، بل جنود إنسانية.
 
وقال إنهم يقفون في الصفوف الأولى، يستقبلون المساعدات، يفرزونها، ويتأكدون من صلاحيتها قبل تحميلها على الشاحنات، وعملهم لا يقتصر على نقل المواد فقط، بل يشمل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين القادمين من غزة، وهم أول من يلتقي بهم بعد سيارات الإسعاف.
 
وأكد الدكتور زايد أن شباب الهلال الأحمر المصري لا يقتصر دورهم على نقل المساعدات، بل يتعداه ليشمل تقديم الدعم النفسي للمصابين، ونحن لا نستقبل المرضى فقط، بل نمنحهم لحظة أمان وسط الألم، مضيفا:"أول من يواسي المصابين عند دخولهم من معبر رفح هم فرق الدعم النفسي التابعة للهلال الأحمر، يطبطبون عليهم، يمسحون دموعهم، ويقدمون لهم الهدايا في محاولة لمحو آثار الصدمة، وبعد ذلك يتم نقلهم إلى المستشفيات التي تتواجد فيها فرق الهلال لتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولذويهم طوال فترة العلاج."
 
وتابع: من قلب القاهرة، تُدار هذه الجهود الإنسانية بدقة عبر إدارة الهلال الأحمر المصري المركزية، تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى، وبتنسيق مستمر مع محافظة شمال سيناء، وما يحدث ليس مجرد جهود إغاثية، بل منظومة محكمة تعتمد على سرعة التنفيذ والتنسيق الفعّال، موضحا:" كل خطوة تتم بتخطيط مسبق، بداية من استقبال المساعدات وحتى إيصالها لمستحقيها، وإنها عملية متكاملة، تضمن عدم ضياع أي مساعدات أو تأخرها عن مستحقيها."
 
وتابع: الجهود المصرية لم تمر دون أن تلفت أنظار العالم، فقد زار العديد من الوفود الأجنبية، من سفراء وممثلي حكومات ومنظمات إغاثية، المناطق اللوجستية في العريش، حيث شاهدوا عن قرب كيف تُدار هذه العملية الإنسانية الضخمة.
 
وأشار الدكتور زايد إلى أن هؤلاء الزوار أبدوا انبهارهم بالنظام المحكم، وبتفاني الشباب المصري، وخاصة الفتيات، اللواتي يشكلن ثلثي المتطوعين في الهلال الأحمر المصري.
 
"هؤلاء الفتيات يمثلن روح الإنسانية الحقيقية،" ويقول زايد:"يتسابقن للعمل دون كلل أو ملل، يشاركن في كل خطوة، من فرز المساعدات إلى تحميلها، ومن الدعم النفسي إلى الخدمات الاجتماعية، ووجودهن في هذه المهمة الإنسانية كان مفاجأة لكثير من المراقبين الدوليين الذين لم يتوقعوا هذا الحماس والتفاني."
 
وشدد الدكتور زايد على أن الجهود المصرية لإغاثة غزة ليست مجرد استجابة لأزمة، بل تعبير عن التزام راسخ بمساندة الأشقاء في أوقات المحن، وهذه الجهود تعكس رسالة مصرية واضحة، ونحن هنا من أجل الإنسانية، لا نتوقف ولا نتراجع. الجميع يعمل بلا كلل، على مدار الساعة، لضمان وصول المساعدات إلى غزة في أسرع وقت".
 
وأكد أنها ملحمة إنسانية لا تزال مستمرة، أبطالها شباب مصريون اختاروا أن يكونوا في الصفوف الأولى، ليحملوا رسالة أمل إلى من فقدوا كل شيء، وبينما تستمر الشاحنات في التحرك، والفرق الطبية في العمل، يظل الهلال الأحمر المصري عنوانًا للعطاء، شاهدًا على واحدة من أعظم صور التضامن الإنساني في العصر الحديث.

 


الأكثر قراءة



print