لا صوت يعلو فوق صوت وقف الحرب ونزيف الدماء فى قطاع غزة، فالكل ينادى سواء فى قطاع غزة أو تل أبيب بضرورة وقف العدوان على غزة واستعادة المحتجزين الإسرائيليين عن طريق التفاوض، فبينما تتواصل الاحتجاجات فى غزة ضد حماس وفى إسرائيل ضد نتنياهو، يظل التساؤل مطروحًا حول مدى تأثير هذه الضغوط الداخلية على إنهاء الحرب.
وانطلقت مظاهرات فى غزة للمطالبة بإنهاء الحرب وتنحى حركة حماس عن السلطة فى أكبر احتجاج مناهض للحركة منذ بدء الحرب فى السابع من أكتوبر 2023.
هذا ودعا المتحدث باسم حركة فتح الموجود فى قطاع غزة، منذر الحايك، حركة حماس إلى "الاستماعِ لصوت الشعب" بتنحيها عن المشهد الحكومى فى قطاع غزة، لتمكين السلطة الوطنية ومنظمة التحرير من القيام بمسؤولياتهما فى القطاع.
وانتشرت رسالة على مواقع التواصل الاجتماعى تدعو إلى 9 احتجاجات ضد حماس فى أنحاء غزة، الأربعاء، حيث قال منظمو الاحتجاجات فى الرسالة: "يجب أن تصل أصواتنا إلى كل الذين باعوا دمنا"، وتابعوا: "ليسمعوا صوتكم، وليعلموا أن غزة ليست صامتة، وأن هناك شعبًا لن يقبل بالإبادة".
وتأتى الاحتجاجات بعد أن تجاوز عدد الشهداء فى غزة 50 ألفا، الأحد، وفقا لوزارة الصحة فى القطاع، مع عدم وجود نهاية فى الأفق.
وتصاعد الغضب الشعبى فى قطاع غزة ضد حماس، حيث شهدت عدة مدن مظاهرات تطالبها بالتخلى عن الحكم وإيجاد حل ينهى الحرب المستمرة.
وخرجت مسيرات فى بيت لاهيا شمال القطاع وخان يونس جنوبه، حيث هتف المتظاهرون ضد حماس، محملينها جزءًا من المسؤولية عما يجرى.
ومع استمرار المظاهرات وتصاعد الغضب الشعبى، تواجه حركة حماس تحديا غير مسبوق فى غزة. فالمحتجون يرون أن الحل الوحيد لإنهاء معاناتهم هو انسحاب الحركة من الحكم، بينما تؤكد حماس أنها مستمرة فى المقاومة ولن تستجيب لهذه الضغوط.
وقال متظاهرون فى قطاع غزة فى رسالة لحركة حماس "سلموا السلطة لأى جهة"، مؤكدين "حركة حماس لا تمثلنا"، حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.
وأكد متظاهرون فى غزة لحركة حماس " أوقفوا نزيف الدماء والتشريد، لم يعد لدينا ما نقدمه وسط الموت والخراب والتدمير".
واندلعت مسيرات حاشدة فى قطاع غزة، اليوم الأربعاء للمطالبة بوقف العدوان وحرب الإبادة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على القطاع ورفع الحصار وإدخال الاحتياجات الأساسية للمواطنين الفلسطينيين.
وامتدت المسيرات من بلدات ومخيمات شمال قطاع غزة، إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، مع تصاعد الغضب الشعبى الفلسطينى تجاه الوضع الراهن.
وردد المشاركون فى المسيرات، شعارات تحث حركة "حماس" على ترك السلطة، كما رفعوا يافطات كتب عليه: "نحن نموت"، "دماء أطفالنا ليست رخيصة"، "بكفى حروب"، "أوقفوا الحرب".
من ناحية أخرى، تظاهر نحو 10 آلاف إسرائيلى أمام الكنيست فى مظاهرات حاشدة تطالب بعودة المحتجزين فى غزة من خلال التفاوض ووقف الحرب على قطاع غزة.
ويطالب عوائل المحتجزين بإنهاء الأزمة وإعادة ذويهم فى أقرب وقت ممكن، فى وقت تتزايد فيه الضغوط على الحكومة الإسرئيلية بعد إقرار الموازنة.
ووصف المتظاهرون نتنياهو بأنه "منفلت فى الدوس على القانون والمساس بالأمن القومي"، ما يضعه فى موقف حرج سياسيا.
ويرى جنرالات سابقون فى جيش الاحتلال أن استئناف الحرب على غزة "تفريط بحياة المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس" وتضحية بأرواح الجنود هباء.
وتزداد الضغوط على نتنياهو من الداخل الإسرائيلى، حيث يتهمه أهالى المحتجزين فى غزة بعدم الاهتمام بمصير ذويهم، وسط احتجاجات واسعة تطالب بإنهاء الحرب.
ويرى محللون أن نتنياهو يستغل الحرب للبقاء فى السلطة وتأمين استمرارية حكومته حتى عام 2026، مؤكدين أنهم تمكنوا مؤخرًا من تمرير الموازنة عبر تقديم إغراءات مالية للأحزاب الدينية غير المجندة فى الجيش الإسرائيلى".