خلال الولاية الرئاسية الأولى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، جاءت أول استقالة لمسئول فى إدارته بعد 22 يوما فقط من دخوله إلى البيت الأبيض. وكانت فى أعقاب أزمة كبيرة واتهامات بالكذب. والآن، ومع دوى أصداء فضيحة سيجنال، والضغوط التى يواجهها مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض مايك والتز، فإن أجواء مماثلة غير مواتية تخيم على الإدارة الثانية لترامب.
ففى 14 فبراير 2017، وبعد 22 يوما فقط فى منصبه، أعلن البيت الأبيض استقالة مستشار الأمن القومى للرئيس ترامب بعد فضيحة اتصالات مع روسيا.
واتهم فلين بمناقشة موضوع العقوبات الأمريكية مع السفير الروسى فى الولايات المتحدة خلال الفترة الانتقالية، وقبل تولى ترامب مهام الرئاسة.
وشهدت إدارة ترامب الأولى استقالات فى العام الأول من رئاسته التى بدأت فى 20 يناير 2017 أكثر من أى إدارة أخرى خلال الـ40 عاما الماضية. وكان هناك مسئولا آخر قضى أياما أقل من فلين فى البيت الأبيض، وهو أحد مديرى الاتصالات بالبيت الأبيض أنطونى سكاراموتشي، الذى بدأ وظيفته فى 21 يوليو 2017 ورحل بعدها بـ10 أيام فى 31 يوليو.
وكان من أبرز المستقيلين أيضا فى رئاسة ترامب الأولى شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض الذى تم تعيينه مع بداية رئاسة ترامب ورحل فى 21 يوليو من العام نفسه، وكذلك رينس بريبوس كبير موظفى البيت الأبيض أحد المعينيين فى بداية عهد ترامب ورحل فى 23 يوليو 2017. ومنهم أيضا ستيفى بانون كبير المخططين الاستراتيجيين فى البيت الأبيض، الذى كان له دور كبير فى نجاح الحملة الانتخابية لترامب وعينه الأخير مع بداية الرئاسة، لكنه رحل بعد 7 شهور فقط فى 18 أغسطس 2017.
ويبحث ترامب ما إذا كان ينبغى إقالة مستشاره للأمن القومى مايك والتز. قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه على الرغم من الدعم العلنى الذى أبداه ترامب لمستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض بعد فضيحة سيجنال، إلا أن السؤال الذى هيمن عليه هذا الأسبوع كان ما إذا كان يتعين عليه أن يقيل مايك والتز من منصبه.
وسأل ترامب مساعديه: "هل ينبغى أن أقيله؟" مع دراسته لتداعيات الكشف المذهل عن تسريب لدردشة بين فريقه للأمن القومى على تطبيق سيجنال، والتى أنشاها والتز وأضاف إليها عن غير قصد الصحفى من مجلة ذى أتلانتيك جيفرى جولدبيرج، ليصبح الأخير مطلعا على تفاصيل ضربة عسكرية مخطط لها فى اليمن.
وكان الموقف الذى تبناه ترامب فى العلن هو الدفاع عن والتز ومهاجمة الإعلام. ويوم الثلاثاء الماضى، بعد يوم من الكشف عن القصة، قال الرئيس إن والتز رجل جيد وليس هناك ما يعتذر عنه. لكن خلف الكواليس، سأل ترامب أشخاص من داخل وخارج إدارته عن اعتقادهم بشأن ما ينبغى أن يفعله.
وأخبر ترامب حلفاءه أنه ليس راضيا عن التغطية الصحفية، لكنه لم يرغب أن يظهر وكأنه يذعن لضغط إعلامى، وفقا لعدة مصادرة مطلعة على تعليقاته. وقال إنه كان متردد فى إقالة أفراد فى مراكز عليا فى وقت مبكر للغاية من إدارته.
لكن بالنسبة لترامب، وبحسب ما تقول نيويورك تايمز، فإن المشكلة الحقيقية لا تتعلق على ما يبدو بإهمال مستشار الأمن القومى فى مناقشة خطط عسكرية على تطبيق تجارى، كما تقول المصادر. ولكن المشكلة هى أن والتز له اتصال من نوع ما مع رئيس تحرير مجلة ذى أتلانتيك جولدبيرج، وهو صحفى يكرهه واشنطن. وأعرب الرئيس عن استيائه من وجود رقم هاتهف جولدبيرج لدى مايك والتز.