يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ 18 مارس الماضي، في أعقاب انهيار تهدئة سرعان ما تراجع عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ليستأنف سياسة الحرب الشاملة، بما في ذلك عمليات الإبادة والتهجير، ووقف المساعدات الإنسانية، وإغلاق المعابر. يأتي ذلك في سياق عدوان مستمر منذ قرابة 17 شهرا.
ووسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عملياته العسكرية في وسط قطاع غزة، إذ أقدم على تفجير عدد من المنازل السكنية شرق مدينة غزة. كما وجه إنذارات للنازحين الفلسطينيين المتواجدين في مدرسة "فاطمة بنت أسد" في بلدة جباليا شمال القطاع، يطالبهم فيها بإخلاء المبنى تمهيدا لقصفه.️
بدورها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وصول مستشفيات القطاع 25 شهيدا (منهم 3شهداء انتشال)، و 89 إصابة خلال 24 ساعة الماضية، موضحة أنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأكدت الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 51,025 شهيد و 116,432 إصابة منذ السابع من إكتوبر للعام 2023م.
وفي اليوم الـ30 من استئناف العمليات العسكرية، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس فقدان الاتصال مع المجموعة المسؤولة عن أسر الجندي الأمريكي عيدان ألكسندار، وذلك بعد قصف نفذه الجيش الإسرائيلي. من جهتها، أكدت الإدارة الأمريكية أن العثور على الجندي ألكسندار يشكل أولوية قصوى للرئيس دونالد ترامب.
أما على صعيد الجهود السياسية، صرح قيادي في حركة حماس بأن المفاوضات التي جرت مؤخرا في القاهرة لم تفض إلى نتائج، مؤكدا أن المقترح الذي طرح خلال الجولة مرفوض تماما من جميع الفصائل.
وأضاف أن المقترح تضمن شروطا مرفوضة، أبرزها نزع سلاح المقاومة، دون أي ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب أو انسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
في السياق ذاته، توعّد نتنياهو، خلال زيارته إلى شمال غزة برفقة وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، بمواصلة الضربات ضد حركة حماس، مؤكدا أن الحملة العسكرية ستتواصل.
على الصعيد الإنساني، حذر مدير مستشفيات غزة من أزمة حادة في الوقود، مشيرا إلى أن الكميات المتوفرة لا تكفي لأكثر من أسبوعين. وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن الخدمات الصحية تقدم في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يعيق الطواقم الطبية عن أداء تدخلاتها الطارئة لعلاج الجرحى.
فيما، أكد مكتب الاعلام الحكومي في غزة أن القطاع دخل مرحلة الانهيار الإنساني مع تفاقم الجوع بسرعة، مشيرا إلى أن المستشفيات على وشك التوقف والمخابز ومحطات المياه خارج الخدمة.
حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من دخول الوضع الإنساني في القطاع مرحلة الانهيار الإنساني الكامل، بفعل سياسة الحصار والتجويع الممنهجة التي تفرضها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على المدنيين وسكان قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر، وتحديدًا مع انقطاع دخول المساعدات الإنسانية بالكامل منذ أكثر من شهر ونصف بشكل متواصل ومتعمّد.
وأشار الإعلام الحكومي في غزة إلى أن القطاع يعيش كارثة إنسانية حقيقية ومجاعة واضحة المعالم، يُهدد فيها الجوع حياة السكان المدنيين بشكل مباشر، وفي مقدمتهم أكثر من 1,100,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل غياب الغذاء، وشُح المياه، وتدهور المنظومة الصحية بشكل شبه كامل، وحرمان الناس من الحدّ الأدنى من مقومات الحياة.
وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" منع دخول أي شاحنات إغاثة أو وقود إلى قطاع غزة، في ظل تكدّس آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عند المعابر منذ أسابيع طويلة دون السماح بوصولها إلى مستحقيها. فهذا الحصار المشدد لا يستثني جانباً من جوانب الحياة اليومية، ويضرب أساسيات البقاء، ما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون إنسان في القطاع، ويُنذر بانهيار شامل غير مسبوق.
على جانب آخر، أكدت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم، الأربعاء، أن قطاع غزة أصبح مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبّون لمساعدتهم جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت المنظمة في بيان صادر عنها: إن "سلسلة من الهجمات القاتلة التي شنتها القوات الإسرائيلية شهدت تجاهلًا صارخًا لسلامة العاملين في المجال الإنساني والطبي في غزة".
ودعت، سلطات الاحتلال الاسرائيلي إلى رفع حصارها اللاإنساني والقاتل، وحماية أرواح الفلسطينيين، والعاملين في المجال الإنساني والطبي.
وقالت منسقة الطوارئ مع أطباء بلا حدود في غزة، أماند بيزرول، "تحوّلت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين والقادمين لمساعدتهم، إذ نشهد وبشكل مباشر التدمير والتهجير القسري لجميع السكان في غزة. وفي ظل غياب أي مأمن للفلسطينيين أو من يحاولون مساعدتهم، تعاني الاستجابة الإنسانية بشدة تحت وطأة انعدام الأمن والنقص الحاد في الإمدادات، ما يترك للناس خيارات قليلة، إن وُجدت، للحصول على الرعاية".
من جهة أخرى، تواصلت التفاعلات داخل إسرائيل حول العرائض الشعبية المناهضة لاستمرار الحرب والمطالبة بإتمام صفقة التبادل وإعادة جميع المختطفين، حيث تجاوز عدد الموقعين 100 ألف شخص.
في الضفة الغربية، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، صباح الأربعاء، الحرم الإبراهيمي الشريف، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأدى المتطرف بن غفير وعشرات المستعمرين رقصات تلمودية في باحات الحرم الإبراهيمي.
ويأتي ذلك، بالتزامن مع قرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين منذ يوم أمس وحتى مساء اليوم، بمناسبة عيد الفصح، وفتحه بالكامل أمام المستعمرين.
ويغلق الاحتلال الحرم الإبراهيمي 10 أيام سنويا بشكل كامل، بحجة الأعياد اليهودية، ويسلب حق المصلين الفلسطينيين، في إطار استمرار تقسيمه زمانيا ومكانيا.