مؤتمر العمل العربي في دورته الـ51 بالقاهرة: رسائل دعم للعمل المشترك وتأكيد على أولوية حق العمل في ظل التحولات العالمية
الرئيس السيسي يرحب بالوفود العربية ويؤكد دعم مصر للعمل العربي المشترك
وغزة في قلب المؤتمر: دعوة للتصدي للإبادة والتهجير القسرى
نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ألقى وزير العمل محمد جبران كلمة في افتتاح الدورة الـ51 لمؤتمر العمل العربي، رحّب خلالها بأطراف الإنتاج الثلاثة من ممثلي الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال العرب، مؤكدًا حرص مصر الدائم على تعزيز دورها القومي في دعم مسيرة العمل العربي المشترك، واستمرارها في مساندة قضايا الأمة العربية، وسعيها الدائم لاستقرار ونماء شعوب المنطقة.
وقال الوزير جبران في الكلمة الرئاسية: "إنني على يقين تام بأن هذا المؤتمر سيكون قيمة حقيقية تُضاف إلى قيم العمل العربي المشترك، سواء من حيث الموضوعات المطروحة أو النتائج والتوصيات، وسيساهم في التنمية، خاصة في ظل ما نمتلكه من مقومات النجاح والتقدم والتكامل لمواجهة تحديات ومتغيرات سوق العمل".
كما توجه الرئيس بالشكر إلى منظمة العمل العربية على جهودها في دعم قضايا التشغيل والتدريب، ومواجهة البطالة، وتعزيز الحوار الاجتماعي في بيئة عمل لائقة تُشجع على الاستثمار وتحافظ على مكتسبات العمال، مشيرًا إلى أهمية التشريعات المتوازنة بين أطراف العملية الإنتاجية.
وفي ختام كلمته، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح أعمال الدورة الـ51 لمؤتمر العمل العربي، متمنيًا النجاح للمؤتمر والمشاركين.
ووجه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، التهنئة إلى منظمة العمل العربية بمناسبة مرور 60 عامًا على تأسيسها، مؤكدًا أنها تمثل ركيزة أساسية ومحركًا فاعلًا للعمل العربي المشترك من خلال تنسيقها مع أطراف العملية الإنتاجية ودعمها للممارسات النقابية التي تضمن توازن العلاقات بين العمال وأصحاب الأعمال.
وخلال كلمته بالمؤتمر، توجه بالشكر إلى مصر على استضافتها ودعمها المتواصل للمنظمة، مشيرًا إلى أن التغيرات العالمية المتسارعة غيرت من قواعد المشهد الاقتصادي والاجتماعي، وبات "كسر القواعد هو القاعدة"، مؤكدًا أن هذا التحول يجعل من حق العمل أولوية قصوى.
وأوضح أن تطورات سوق العمل، خاصة في قطاع الخدمات، أدت إلى اندثار وظائف وظهور أخرى، في ظل صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب الاستعداد الجاد لهذه الثورة التكنولوجية عبر تأهيل العمال وتشريعات متطورة تواكب المرحلة.
وفي السياق الإقليمي، ندد أبو الغيط بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشيدًا بدعم منظمة العمل العربية والدولية لطلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة في مؤتمر العمل الدولي المقبل، والذي سيشهد للمرة الأولى تمثيلًا ثلاثيًا لفلسطين.
وقال المدير العام لمنظمة العمل العربية، فايز علي المطيري،: إن المنظمة نجحت في تطوير التشريعات، وتأهيل الكوادر، ورفع القدرة التنافسية لأسواق العمل، مشيرًا إلى أن التحديات العالمية تفرض على الجميع تفعيل العمل المشترك، وتحقيق التنمية المستدامة، ومجابهة البطالة، خاصة بين الشباب.
وأكد ضرورة تعزيز الشراكة بين الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال، مع الاعتماد على القطاع الخاص، وتحديث البيئة التشريعية بما يواكب متغيرات سوق العمل.
وتناول المطيري التحولات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى ضرورة تأهيل العمال لمواكبة هذا التطور، حمايةً للعنصر البشري وضمانًا لاستمرار التوازن في سوق العمل.
وأفرد المطيري جزءًا مهمًا من كلمته للحديث عن الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكدًا أن القطاع يتعرض لحرب إبادة منظمة من الاحتلال الإسرائيلي تستهدف البشر والحجر، عبر سياسة الأرض المحروقة وتدمير البنية التحتية وتهجير السكان.
وشدد على الموقف الثابت للمنظمة في دعم الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن عمال غزة يتعرضون لحملة إبادة ممنهجة، وداعيًا إلى تكثيف الجهود لضمان تمثيل فلسطين في المحافل الدولية، لا سيما في مؤتمر العمل الدولي المقبل.
من جانبه، دعا محمد الجيطان، نائب رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، إلى توحيد صفوف أطراف الإنتاج الثلاثة في العالم العربي لدعم جهود إعادة إعمار غزة، ووقف محاولات التهجير القسري لسكان القطاع.
وأشار الجيطان إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة البطالة، وتمكين المرأة، ودعم ذوي الإعاقة، وتعزيز قدرات الشباب، بهدف خلق قوى عاملة عربية قادرة على المنافسة محليًا ودوليًا.