في مناسبة وطنية خالدة، ألقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، حملت بين طياتها رسائل قوية ومباشرة، عكست ثبات العقيدة الوطنية المصرية تجاه الأرض والقضية الفلسطينية، والتزام مصر بدورها التاريخي والإنساني تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
واستعرض الرئيس خلال كلمته محاور عدة، أبرزها التأكيد على قدسية الدفاع عن الأرض، والتنويه ببطولات القوات المسلحة والشرطة، إضافة إلى تسليط الضوء على المأساة الإنسانية في قطاع غزة، والتشديد على رفض التهجير القسري، والدعوة لوقف العدوان الإسرائيلي فورًا.
كلمة الرئيس جاءت في توقيت بالغ الحساسية، لتؤكد أن مصر ستظل صخرة صلبة تدافع عن الأمن القومي العربي، وأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
مصر ترفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية ولن نتخل يوما عن دعم أشقائنا
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، بشأن تطورات القضية الفلسطينية، يُعد موقفا وطنيا وإنسانيا بالغ الأهمية، ويعكس ضمير الأمة العربية التي لم تتخل يوما عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني، في مواجهة آلة البطش والعدوان الإسرائيلي.
وأشار "محسب"، إلى أن الرئيس السيسي عبر بوضوح عن موقف مصر الثابت، الرافض لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير أهل غزة من أرضهم، مؤكدًا أن هذا الرفض نابع من قناعة راسخة بأن الأمن القومي المصري يرتبط ارتباطًا وثيقًا باستقرار الأراضي الفلسطينية وحق أهلها في الحياة والكرامة والحرية.
وأضاف وكيل لجنة الشئون العربية، أن تطرق الرئيس إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة يعكس حجم المأساة، مشيرا إلى أن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من قصف عشوائي، وتدمير لمربعات سكنية كاملة، وارتكاب مجازر متتالية بحق المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء، يمثل جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، ويتطلب تدخلًا فوريًا من المجتمع الدولي.
وأوضح "محسب"، أن التحذيرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، والتي شددت فيها على ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي على دخول المساعدات، تكشف عن عمق الكارثة، حيث يعاني القطاع من نفاد الغذاء والوقود والمستلزمات الطبية، رغم وجود إمدادات متوقفة عند المعابر، بسبب التعنت الإسرائيلي المتواصل، لافتا إلى أن آلاف الشهداء والمصابين لا يزالون تحت الأنقاض في غزة، وسط صمت دولي مريب، متسائلًا: "أين الضمير العالمي من هذا المشهد الدموي؟ وكيف يقف المجتمع الدولي عاجزا عن حماية المدنيين من الإبادة؟".
وأشاد "محسب"، بالموقف المصري الرسمي الذي لم يتوان منذ اللحظة الأولى للعدوان عن تقديم المساعدات، والمطالبة بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، والسعي لإنفاذ قرارات الشرعية الدولية، معربا عن تأييده الكامل لما طرحه الرئيس السيسي بشأن ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية، باعتباره الحل الوحيد لوقف نزيف الدم وإنهاء دوامة الانتقام.
وأكد النائب أيمن محسب، أن ما تقوم به مصر دبلوماسيًا وإنسانيا يمثل خط الدفاع الأول عن الحق الفلسطيني في هذا الظرف التاريخي الحرج، مشددا على أن مصر ستظل، كما قال الرئيس، سدا منيعا في وجه محاولات طمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وستبقى في مقدمة الدول المدافعة عن عدالة القضية الفلسطينية، حتى يتحقق السلام العادل والشامل، وتُستعاد الكرامة لأبناء غزة وفلسطين كافة.
كلمة الرئيس تضمنت رسائل حاسمة أهمها أن القضية الفلسطينية فى قلب الأمن القومى
فيما قال المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بالذكرى الـ43 لتحرير سيناء، حملت العديد من الرسائل الوطنية والقومية المهمة، التي تعكس ثبات الموقف المصري تجاه القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن ما تضمنته الكلمة من تأكيدات حول رفض التهجير وضرورة إعادة إعمار غزة وفق خطة عربية إسلامية، يعكس إدراكا مصريا عميقا لحساسية المرحلة.
وأضاف "الجندي"، أن الرئيس السيسي شدد بوضوح على أن القضية الفلسطينية ليست فقط مسؤولية قومية بل هي جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي المصري، وهو ما يترسخ منذ عقود، ويُجدد التأكيد عليه اليوم في ظل محاولات تصفية القضية وفرض واقع جديد بالقوة، موضحا أن رفض مصر المطلق لأي شكل من أشكال التهجير القسري للفلسطينيين يعكس التزاما تاريخيا لا يتغير رغم الضغوط الدولية والإقليمية.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن حديث الرئيس عن السلام العادل والشامل وربطه بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، يؤكد رؤية مصر الثابتة بأن لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة، مؤكدا أن هذه الرؤية هي الوحيدة القادرة على كسر دوائر العنف والانتقام، منوها عن أن الرئيس أرسل في كلمته رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بضرورة الاضطلاع بدورهم المنوط بهم في دعم الحق الفلسطيني.
وأكد النائب حازم الجندي، أن مصر لا تزال صخرة صلبة في مواجهة التحديات الإقليمية، وتتصدى بكل حسم لمحاولات فرض حلول أحادية على حساب حقوق الشعوب، مشددا على أن الكلمة تمثل تجسيدا حقيقيا لمعادلة مصرية متوازنة تجمع بين الكرامة الوطنية، والانحياز للقيم الإنسانية، والحفاظ على الثوابت، قائلا:" الاحتفاء بتحرير سيناء جاء متزامنا مع معركة دبلوماسية وإنسانية كبرى تخوضها مصر على الساحة الدولية لإنهاء العدوان على غزة، وهو ما يعكس شمولية الرؤية المصرية تجاه قضاياها الداخلية والخارجية."
خطاب الرئيس يؤكد أن معركة التنمية لا تقل قدسية عن معركة التحرير
وفي ذات الصدد، أشاد النائب الدكتور فرج فتحي، عضو مجلس الشيوخ، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفال مصر بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، مؤكدا أن الكلمة كانت بمثابة تأكيد جديد على ثوابت الدولة المصرية، التي لا تتغير مهما كانت التحديات، وخاصة ما يتعلق بقدسية الأرض وكرامة الوطن.
وقال "فتحي"، إن حديث الرئيس عن ملحمة تحرير سيناء ومواقف القوات المسلحة والشرطة المدنية في مواجهة الإرهاب، يعيد التأكيد على أن الدفاع عن الوطن لا يقتصر على المعارك العسكرية فقط، بل يمتد إلى مجالات أخرى لا تقل أهمية، وعلى رأسها معركة التنمية الشاملة التي تقودها الدولة في كافة الاتجاهات.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الرئيس وضع معادلة دقيقة خلال كلمته، حين ربط بين تضحيات الماضي من أجل تحرير الأرض، والجهود الحالية لبناء الوطن، موضحا أن التنمية أصبحت اليوم واجبا وطنيا مقدسا، يجب أن يضطلع به الجميع، من مؤسسات الدولة إلى المواطن البسيط، من أجل الحفاظ على استقرار مصر وازدهارها.
وأضاف النائب فرج فتحي، أن الرئيس أعاد التذكير بحجم التحديات التي تواجهها الدولة، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المتأججة، والحرب المستمرة في قطاع غزة، وما تمثله من تهديدات مباشرة وغير مباشرة للأمن القومي المصري، مؤكدا أن بناء الداخل المصري أصبح ضرورة ملحة لتعزيز قدرة الدولة على المواجهة والتأثير في محيطها.
ونوه عضو مجلس الشيوخ، إلى حرص الرئيس على توجيه رسالة تقدير لوعي الشعب المصري ودوره في الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، تؤكد أن الدولة تراهن على المواطن المصري في كل معركة، سواء كانت ضد الإرهاب أو ضد الجهل أو الفقر، لافتا إلى أن هذه الثقة الشعبية هي ما يمنح المشروع الوطني زخمه واستمراره، معتبرا أن هذه الرسائل تمثل بوصلة وطنية يجب أن يسترشد بها الجميع في المرحلة المقبلة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو المجتمعي.