الإثنين، 28 أبريل 2025 12:50 ص

من الوفاة لإعلان البابا الجديد.. طقوس خاصة للفاتيكان.. تدمير خاتم الصياد لمنع التزوير.. الدخان الأبيض والأسود فى اختيار البابا الجديد.. التابوت الخشبى وإلغاء النعش العالى للبابا فرانسيس.. وإعلان الحداد 9 أيام

من الوفاة لإعلان البابا الجديد.. طقوس خاصة للفاتيكان.. تدمير خاتم الصياد لمنع التزوير.. الدخان الأبيض والأسود فى اختيار البابا الجديد.. التابوت الخشبى وإلغاء النعش العالى للبابا فرانسيس.. وإعلان الحداد 9 أيام بابا الفاتيكان
الأحد، 27 أبريل 2025 02:00 م
كتبت فاطمة شوقى
مع وفاة البابا فرانسيس عن عمر يناهز 88 عاما، بدأ الفاتيكان سلسلة طقوس مهيبة، وهو بروتوكول متجذر في التقاليد يمثل الانتقال إلى عصر جديد في الكنيسة الكاثوليكية، ومن التأكيد الرسمي للوفاة إلى اختيار خليفة متجذر، ويتم التخطيط لهذه العملية بدقة شديدة، وطقوس خاصة، تبدأ بالمطرقة الفضية وتنتهى بالدخان الأبيض أو الأسود.
 
ثلاث ضربات على الجبهة بمطرقة فضية: طقوس للتحقق من وفاة البابا
 
تعتبر المطرقة من بين الطقوس الأكثر إثارة للاهتمام، ويعتبر الشخص المسئول عن التحقق من الوفاة هو الكاميرلينجو، الذي يتولى السلطة في الفاتيكان خلال فترة "المقعد الشاغر"، أي الفترة الفاصلة بين وفاة أو استقالة أو وفاة البابا إلى انتخاب البابا التالي، حسبما ذكرت صحيفة "إل هيرالدو".

ويتولى الكاردينال كيفن جوزيف فاريل هذه المسؤولية، بعد وفاة البابا فرانسيس.
 
تحتفظ هذه الطقوس، رغم التعديلات الحديثة، بالعناصر الرمزية، تقليديا، يقوم الكاميرلينجو بنقر جبين البابا المتوفى بلطف بـ"مطرقة فضية" ثلاث مرات، مع نطق اسمه الأول، ثم يعلن باللغة اللاتينية: "Vere Papa mortuus est" – وهى التي تعنى  "حقا، البابا مات".
 
خاتم الصياد مختلف عما سبقه.. ما هو ولماذا يتم تدميره بعد وفاة البابا فرنسيس؟
 
بعد إعلان وفاة بابا الفاتيكان، يتم تدمير "خاتم البابوى" والذى يطلق عليه خاتم الصياد وهو يتم تدميره بعد إعلان وفاة البابا، حيث يعتبر رمزا لنهاية فترة حكمه ومنعا لاستخدام الأختام المزورة.
 
خاتم الصياد، يمثل القوة الروحية للبابا باعتباره خليفة للقديس بطرس، إن تدميره، وهو لفتة مهيبة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، يمثل رسميًا نهاية البابوية ويبدأ الفترة المعروفة باسم Sede Vacante، حيث تستعد الكنيسة لانتخاب زعيم جديد.
 
ولا يُطلق على ما يسمى بالخاتم البابوي هذا الاسم رسميًا، واسمه الصحيح هو حلقة الصياد أو Piscatory، من الكلمة اللاتينية Anulum Piscatoris. ، وتفسيره هو أن  الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يحمله هو الخليفة الشرعي للبابا القديس بطرس، البابا الأول وفقًا للتقاليد الكاثوليكية، والذي كان في الواقع صيادًا.
 
ويعتبر تصميم هذا الخاتم مميزًا وظل على حاله مع بعض الاختلافات لعدة قرون. وهي تصور القديس بطرس وهو يصطاد السمك من قارب، مصحوبًا باسم البابا الحالي، مكتوبًا باللغة اللاتينية.
 
ما هي وظيفته؟
 
وهو بمثابة الختم الرسمي للبابا. وقد تم ختم وثائق مهمة، مثل المراسيم البابوية، بها، مما أعطى مصداقية لكتابات الفاتيكان. ورغم أن الخاتم لم يعد يستخدم لهذا الغرض اليوم، فقد احتفظ بدوره كرمز للسلطة البابوية والشرعية.
تقليديا، يتم صنع الخاتم من الذهب الصلب، وبعد وفاة البابا، يتم إزالته من الإصبع وتدميره بضربات بمطرقة من الفضة والعاج،  إن هذا العمل الرمزي له هدف تاريخي: منع تزوير الوثائق والإعلان رسميًا عن نهاية البابوية.
 
 
خاتم البابا فرانسيس مختلف
 
لقد كسر البابا فرانسيس التقاليد في تفصيل مهم واحد: خاتمه ليس مصنوعًا من الذهب، بل من الفضة المذهبة، وهي لفتة تعكس أسلوبه الشخصي: البساطة والتواضع والتقشف. على الرغم من احتفاظه بالتصميم التقليدي، إلا أن هذا الخاتم قد صنع خصيصًا له، وهو يرتدي الخاتم السابق في المناسبات الاستثنائية.
 
الدخان الأبيض أو الأسود.. أبرز طقوس اختيار بابا الفاتيكان الجديد
 
كما يعتبر الدخان من أبرز الطقوس التي تتم في حال وفاة بابا الفاتيكان واختيار آخر، ويبدأ الفاتيكان في الاستعداد لاختيار بابا جديد، في عملية تتم بعد 15 أو 20 يوما من الوفاة، فماذا يعني ذلك؟
 
يعتبر الدخان الأبيض أو الأسود المنبعث من كنيسة سيستين كان دائمًا أحد أهم اللحظات وأكثرها دلالة بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، لأنه يمثل بداية حبرية جديدة، فالدخان، هو الوسيلة التي يتم بها إعلام العالم في حال وجود بابا جديد.
 
وُلِد تقليد استخدام الدخان في عملية اختيار البابويين، المعروف أيضًا باسم "فوماتا" (باللغة الإيطالية)، بهدف إعلام المؤمنين خارج الفاتيكان بشكل واضح عن حالة الانتخابات البابوية، و تعود أصول هذه الممارسة إلى القرن الثالث عشر، عندما أنشأ البابا جريجوري العاشر، أثناء مجمع ليون، وثيقة Ubi periculum، وهي وثيقة أسست قواعد جديدة للاجتماعات.
 
إن الدخان المنبعث من مدخنة كنيسة سيستين له معنى خاص يعتمد على لونه، يشير الدخان الأسود إلى أنه لم يتم التوصل إلى توافق حتى الآن بشأن انتخاب رئيس جديد للكنيسة وأنه سيتم إجراء تصويت جديد؛ في حين أن اللون الأبيض، من جانبه، مرادف للاحتفال والفرح بالنسبة للكاثوليك، لأنه يمثل الإعلان الرسمي عن انتخاب بابا جديد.
 
كان لون الدخان في البداية ناتجًا عن حرق أوراق الاقتراع مع القش الرطب لإنتاج الدخان الأسود والقش الجاف لإنتاج الدخان الأبيض. ولكن هذه التقنية لم تكن فعّالة دائماً، كما في حالة انتخاب يوحنا بولس الأول في عام 1978 وبندكتس السادس عشر في عام 2005، حيث كان الدخان رمادياً، مما ولّد ارتباكاً بين المؤمنين الذين كانوا ينتظرون الإعلان.
 
ولهذا السبب، تم تطوير نظام أكثر موثوقية في وقت لاحق، باستخدام المعرفة الكيميائية الحديثة لضمان أن يكون لون الدخان دائمًا واضحًا ونهائيًا.
 
ويتكون الدخان الأسود من سلسلة من المكونات الكيميائية، والتي تنتج دخانًا كثيفًا وطويل الأمد. يتضمن الخليط المصنوع بعناية بيركلورات البوتاسيوم للاحتراق، والأنثراسين لتوليد دخان كثيف، والكبريت لتكثيف اللون الأسود للدخان.
 
طقوس مختلفة للبابا فرانسيس
 
تميزت جنازة البابا فرانسيس بالعديد من المظاهر المختلفة عن أسلافه، فقد تجنب البابا الكثير من مظاهر الترف وكسر التقاليد المتبعة فى جنازة بابا الفاتيكان حيث اختار أن تكون الجنازة أكثر بساطة وتواضع.
 
وللمرة الأولى في تاريخ الفاتيكان، شهد العالم طقوس جنازة جديدة لبابا راحل، وفقًا لتعديلات أقرها البابا فرانسيس في أبريل 2024، تضمنت ثلاث مراحل رئيسية قبل دفنه في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، وهو الموقع الذي اختاره بنفسه.
 
كما اختار البابا فرنسيس التخلي عن الممارسة المتبعة منذ قرون بدفن الباباوات في ثلاثة توابيت متداخلة مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط، وبدلًا من ذلك، تم وضعه في تابوت خشبي واحد مبطن بالزنك، وتم إغلاقه بإحكام خلال الليل.
 
وفي خروج آخر عن التقاليد، سيكون أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ أكثر من قرن من الزمان، مفضلًا كنيسة القديسة مريم الكبرى في روما، التي تبعد نحو أربعة كيلومترات عن كنيسة القديس بطرس، كمثواه الأخير.
 
ولا يحمل قبره سوى كلمة "فرنسيسكوس"، وهو اسمه باللاتينية، منقوشًا على قمته. وهناك نسخة مستنسخة من الصليب البسيط المطلي بالحديد، الذي كان يرتديه حول رقبته معلقة فوق اللوح الرخامي، وسيجوب موكب جنازته المدينة للمرة الأخيرة، مما يسمح للكاثوليك بتوديعه.
 
كما ألغى التقليد الذي يقضي بعرض جثمان البابا على منصة مرتفعة، تُعرف باسم "النعش العالي" أو "السرير الجنائزي"، في كاتدرائية القديس بطرس ليتاح للناس إلقاء نظرة الوداع، وبدلاً من ذلك، سيُدعى المعزون لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، بينما يبقى جثمانه داخل التابوت دون غطاء.

 


print