قال محمد وحيد، المتخصص فى مجالات التقنية والاستثمار فى التكنولوجيا والرقمنة، إن مصر نجحت خلال سنوات قليلة فى تقديم نموذج تنموى ناجح وملهم على صعيد الاتصال والتكنولوجيا والتحول الرقمى، حتى أصبحت الأفضل عربيا فى البنية التحتية ونمو خدمات الاتصال ومعدلات الشمول الرقمى، بالنظر إلى الأرقام الحالية وما كانت عليه قبل سنوات، وما سجلته من معدلات نمو تصاعدية مستقرة، فضلا عن اقتحام عالم المدن الذكية وإطلاق حزمة مشروعات بالغة الضخامة لتدشين عشرات من مدن الجيل الرابع، وتطوير أكواد واشتراطات البناء لدمج تقنيات الاتصال والمعلوماتية ضمن المكون المعمارى، وتوفير بيئة ذكية وتفاعلية للمعيشة والعمل.
وأضاف محمد وحيد، أن تلك الجهود المستمرة أحرزت تقدما كبيرا على صعيد تطوير الأداء اليومى فى كل أروقة الدولة، سواء ما يخص الحكومة والأجهزة الرسمية ودولاب العمل الإدارى والتنفيذى، وهو ما يحقق طفرة نوعية على صعيد كفاءة الإدارة، ومستوى المعيشة والخدمات، وتنظيم وميكنة الحياة اليومية لمائة مليون مواطن. متابعا: "أهمية هذا المسار لا ترتبط فقط برفع كفاءة المؤسسات الرسمية، وتطوير بيئة العمل، وتعزيز جدوى المشروعات الاقتصادية والأنشطة اليومية، وإنما تمتد إلى جودة الحياة والوصول لمعدلات معيشة ورفاهية مرتفعة، وتحفيز المواطنين وزيادة رضاهم عن الأنشطة والخدمات المقدمة من الدولة، بما يدعم المجتمع ماديا ونفسيا، ويزيد كفاءة الأفراد ويرفع إنتاجية العاملين والشركات، وبالتبعية ينعكس ذلك على الاقتصاد والدولة نفسها، وعلى معادلة الإنتاج ومستويات التقدم ونمو الناتج وقدرات الدولة على الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين".
وأكد خبير الاستثمار التكنولوجى، أن حصيلة الجهود العميقة والشاملة من جانب الدولة على مدى السنوات الماضية، قادت إلى تحسن موقع مصر على كل المؤشرات المتصلة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأدوات الرقمية فى المجالات الإدارية والاقتصادية والخدمية، وعلى سبيل المثال فقد تقدمت مصر سريعا حتى أصبحت واحدة من أسرع 10 دول فى نمو إجراءات الشمول الرقمى عالميا، مع تقدم ترتيبها فى سرعة الإنترنت الأرضى للمرتبة الرابعة على مستوى أفريقيا، وإطلاق 60 خدمة على منصة مصر الرقمية من المقرر نموها إلى 170 بنهاية 2021 ثم 250 بنهاية 2022، والوصول لذلك تجريبيا بإتاحة 150 خدمة رقمية فى بورسعيد ضمن منظومة التحول الرقمى، وصولا إلى تكليل تلك الجهود باختيار العاصمة الإدارية الجديدة لتكون العاصمة الرقمية العربية فى 2021، مقدمة النموذج الأهم والأكثر إلهاما للتخطيط العصرى ومدن الجيل الرابع والتجمعات التنموية الشاملة فى المنطقة والعالم.
وشدد "وحيد"، على أن استمرار هذه الجهود بسرعة وكفاءة، وتسريع وتيرة التحول الرقمى وتعظيم البنية التحتية وقدرات قطاع الاتصال وميكنة الاقتصاد والخدمات، وما يتزامن مع ذلك من تطوير للتعليم وإرساء ركائز منظومة جديدة لتأهيل المتعلمين والكوادر الشابة، واستحداث برامج تكنولوجية ورقمية للتدريب، ودعم مجالات ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والأنشطة النوعية المرتبطة بالتكنولوجيا، تتضافر معا لخلق سياق حداثى متطور فى العمل والإنتاج وإدارة السوق، بما يخلق مزيدا من الفرص الاقتصادية والاستثمارية، ويرفع قدرات المؤسسات التنموية والعناصر البشرية، ويفتح الباب للمنافسة إقليميا وعالميا عبر التوسع فى تصدير السلع والخدمات، والانخراط فى المجالات المستحدثة من أدوات التقنية والبرمجيات والدعم الفنى وخدمات الاتصال والتعهيد، وتصدير الكوادر والعناصر الفنية المؤهلة، والمنافسة فى المنصات التكنولوجية وأسواق التجارة الرقمية، وكلها تمثل مسارات متنوعة ومتضافرة من أجل إعادة هيكلة الاقتصاد وتطوير السوق وآليات عملها وخلق نهضة تنموية شاملة، تلبى تطلعات المجتمع والمراكز الاستثمارية، وتخلق فرصا أوسع للنمو والرفاهية والاندماج العضوى فى السوق العالمية.