طالب عدد من النواب بتحسين أوضاع الأطباء لتقليل هجرة العاملين بالقطاع الصحى، وهو الأمر الذى بات يهدد المنظومة الصحية فى مصر، مع تصاعد أعداد الأطباء المهاجرين، حيث حمل التقرير الأخير الصادر عن نقابة الأطباء أرقام صادم تفيد بهجرة أكثر من 11 ألف طبيب بعد أن تقدموا باستقالتهم من منصبهم بالمستشفيات الحكومية والجامعية، وذلك على مدار ثلاث أعوام متتالية من 2019 وحتى عام 2022، ويكشف هذا التقرير الرسمى عن مأزق كبير تتعرض له المنظومة الصحية فى مصر خلال السنوات القادمة.
وفى هذا السياق، قال النائب علاء قريطم، عضو مجلس النواب، إن أزمة عجز الفرق الطبية والأطباء على وجه التحديد من أهم العقبات التى تعترض المنظومة الصحية فى مصر، فقد كشفت جائحة كورونا، مستندا على تقرير نقابة الأطباء المصرية، الذى نشر فى العام الماضى، موضحا أن نحو 934 طبيبًا، قد استقال من مصنبه ليصل العدد الإجمالى لنحو 11 ألفاً و536 طبيباً استقالوا منذ أول 2019 وحتى 20 مارس 2022.
وأكد قريطم، خلال تصريحات له، أن النقابة قد حرت مرارًا وتكرارًا من تزايد معدلات استقالة الأطباء من العمل الحكومة، مؤكدًا على ضرورة أن يتم تدخل من قبل الحكومة لحل تلك الأزمة والحد من هجرة الأطباء المصريين خارج البلاد، مشيرا إلى أنه فى ظل تفشى الأوبئة والجوائح الصحية الخطيرة، فكيف نسمح بهجرة الأطباء للخارج دون أن ندرس العقبات التى تواجههم والعمل على حلها فى أسرع وقت.
فى حين قال النائب يسرى المغازى، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن أزمة عجز الأطباء التى ظهرت منذ جائحة فيروس كورونا، تحتم علينا ضرورة التحرك ووضع خطة لسد هذا العجز، فى ظل تفشى العديد من الأوبئة العالمية الخطيرة، التى تتابعها بدقة منظمة الصحة العالمية، لافتا أن على الحكومة أن تضع المنظومة الصحية من أولوياتها لأنها تمس ملايين المصريين.
وأشار رئيس لجنة الشئون العربية، فى تصريحات خاصة لـ"برلماني"، أن الآلاف من الطباء قرروا الهجرة واختيار السفر فى بلدان أخرى، الأمر الذى تسبب فى عجز فى أعدادهم وبالتالى تأثرت المنظومة الصحية على نحو كبير، لذا فلابد من وضع حلول عاجلة تتمثل فى العمل على تحسين الوضاع المادية والاجتماعية للطبيب المصرى، حتى يسترد مكانته التى اعتاد عليه، مؤكدا على ضرورة حل الأزمات التى تواجه شباب الأطباء فى بداية حياتهم، والعقبات التى تواجههم فى مسيرتهم العلمية
كما أكد النائب رياض عبد الستار، عضو مجلس النواب، على ضرورة إعادة النظر فى رواتب الأطباء وهيكلتها، والعمل للحد من ظاهرة هجرتهم، مؤكدا أنه على مدار السنوات السابقة تفاقمت أزمة تكليف الأطباء فى المناطق النائية؛ بسبب ما يعانونه من قلة الإمكانات فى الوحدات الصحية، وأزمة السكن وتوفير سبل الحياة الأساسية بالمناطق النائية التى لا تشجعهم على العمل، مشيرا إلى أن ذلك يجعلهم لا يفضلون العمل فى هذه المناطق، بما يشكل ضغطًا كبيراً على الأطباء العاملين هناك، فضلًا عن أنه يؤثر سلبًا على الخدمات الصحية المقدمة إلى المواطن المصرى.