الخميس، 20 فبراير 2025 04:42 ص

إعلام ما بعد السقوط.. ضياء رشوان: إعلام الإخوان انعكاس للفشل التاريخى للجماعة

إعلام ما بعد السقوط.. ضياء رشوان: إعلام الإخوان انعكاس للفشل التاريخى للجماعة الإخوان - صورة أرشيفية
الإثنين، 17 فبراير 2025 09:00 ص
كتبت إسراء بدر
يلاحظ للمتأمل في إعلام الإخوان والملتحقة بهم سواء التقليدي أو منصاتهم الإلكترونية الموجه من خارج مصر، فيما يخص تصوراتهم أو اقتراحاتهم المواجهة وحل المشكلات والعقبات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه ما يفترض أنه بلدهم، أي مصر، مجموعة من السمات والخصائص المؤسفة المتكررة، فهذا الإعلام وكما سبق لنا الذكر في مقالات سابقة لا يقوم بشيء سوى ملاحقة ما يجري في مصر من سياسات وإجراءات تقوم بها الدولة في مختلف المجالات وخصوصاً الاقتصادي والاجتماعي، مكتفين بالتعليق عليها سلبياً وتصيد كل ما يعتقدون أنه مفيد لهم في السعي لتشويهها وتحريض فئات الشعب المصري ضدها وضد من قام باتخاذها، أي الدولة.
 
ويوضح الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات فى كتابه "الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط" أنه من المنطقي أن يتصور البعض أن هذه الجماعة التي سعت لحكم مصر منذ نشأتها عام 1928 لما يزيد عن ثمانية عقود حتى نجحت في اقتناصه جزيئاً ثم كلياً عام 2012، وأقصاها الشعب المصري عنه في ثورة 30 يونيو 2013، تملك من الأفكار والتصورات والبرامج العملية في مختلف المجالات وخصوصاً الاقتصادي والاجتماعي، ما يمكنها من مواجهة كل المشكلات والأزمات المصرية على هذين الصعيدين وتقديم الحلول والبدائل لها.
 
وما زاد طوال هذه العقود الثمانية من ترسيخ وترويج ذلك التصور عن الجماعة في عديد من الأوساط المصرية وغير المصرية سواء الشعبية أو الإعلامية، هو مساحة الدعاية الواسعة التي صنعتها الجماعة حول نفسها وزعم امتلاكها الحزمات من الحلول والبدائل وتقديم نفسها لهذه الأوساط تحت المصطلح الذي روجت له حينها ومعها عديد من وسائل الإعلام ومراكز البحوث والدراسات الغربية، وهو مصطلح "البديل" الجاهز للنظام السياسي ولكل ما كان قائماً في مصر.
 
 
إلا أن الجماعة وعندما أتيحت لها الفرصة غير المسبوقة - والأخيرة - لحكم مصر جزئياً أولاً بالحصول على الأغلبية المطلقة الواسعة مع حلفائها على مجلسي البرلمان المصري الشعب والشورى)، ثم السلطة التنفيذية كاملة رئاسة الجمهورية والحكومة)، اكتشف كل المخدوعين فيها مدى زيف ادعائها وكل من تحمس لها بأنها "البديل" الوحيد لما كان يجري في مصر. فالإخفاق في إدارة كل الملفات الداخلية والخارجية، سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية وأمنية وغيرها، كان هو السمة المسيطرة على كل سياسات وإجراءات وقرارات الجماعة الحاكمة حينئذ مما أوصل البلاد إلى حافة الهاوية والانهيار التام، الأمر الذي لم تستطع الغالبية الساحقة من المصريين تحمله أو السماح به وصولاً لفقدان بلدهم، فخرجوا بالملايين ليسقطوا الوهم الزائف أو حكم الجماعة في 2013 30 يونيو
 
ولم يكن الفشل الذريع والفاضح والفادح لحكم الإخوان ناتجاً فقط عن زيف وكذب ادعاءاتهم بامتلاك الحلول والقدرة على تطبيقها في كل المجالات بل وأيضاً عن إصرارهم على التصرف كجماعة مغلقة تدير البلاد باعتبارها امتداد للجماعة وليست وطناً يتجاوزها بآلاف المرات، وبمنطق المغالبة والانفراد التام بالحكم وإدارة البلاد تحقيقاً لرؤيتها في "التمكين". وقد حرم هذا الجماعة وهي في الحكم من أي رغبة أو قدرة على التشاور أو الاستعانة بما في مصر من خبرات سياسية وفنية وإدارية كبيرة ورؤى أخرى معتبرة تمتلكها كيانات سياسية غيرها، لأن هذا كان يتضمن بالضرورة اعتراف الإخوان بزيف وكذب ادعائهم بأنهم "البديل" الذي يمتلك كل الحلول وسبل إنهاء الأزمات.
 
لكل هذا، فقد كان منطقياً للغاية أن يتسم إعلام الإخوان والملتحقة بهم بكل أصنافه، بافتقاده التام لأي نوع من المقترحات أو البدائل لما يعلقون عليه من تطورات مصرية وخصوصاً في مجالات الاقتصاد والاجتماع، مكتفين بالتشويه والتزييف والاصطناع لها، ويصلون إلى حالة الإفلاس التام التي يظهرون بها على منصاتهم الدعائية، ويتأكد للجميع أنهم وجماعتهم أكثر ضالة بكثير من هذا البلد الكبير العريق الذي يتوهمون قدرتهم على حكمه وإدارة شؤونه، وأنهم لا يرون إلا "السراب" في الصحراء الشاسعة لفشلهم التاريخي الذريع.

print