أسابيع قليلة، وربما أيام، وتبدأ امتحانات الفصل الدراسى الأول، بينما هناك تلاميذ كثيرون لم يتسلموا الكتب الدراسية حتى الآن، ولم تقدم وزارة التربية والتعليم مبرّرًا منطقيًّا لهذا التأخير، فى حين نصح وزير التربية والتعليم فى تصريحات سابقة، بالاعتماد على الكتب الدراسية الخارجية، وهو ما تسبب فى ثورة غضب عارمة لدى عدد من أعضاء مجلس النواب.
فى هذا الإطار، تقدم أحد النواب بسؤال فى هذا الصدد للدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، بينما يبحث نائب آخر حقيقة الموضوع، مشدّدًا على أنه حال تأكده من حقيقة الأمر وتقصير الوزارة فى هذه النقطة فسيتقدم بطلب إحاطة للوزير، بينما أكدت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالمجلس، على استدعاء الوزير فى اجتماعات اللجنة، لمعرفة أسباب هذه الأزمة، ووضع حلول لمشكلة طباعة كتب الفصل الدراسى الثانى من الآن، فى ظل أزمة الطباعة التى نعيشها حاليًا بسبب القرارات الاقتصادية الأخيرة وأثرها على سعر الدولار وأسعار مستلزمات الطباعة.
نائب يطالب بمحاكمة المتسببين فى تأخير تسليم الكتب المدرسية
فى البداية، تقدم هشام والى مؤمن، عضو مجلس النواب، بسؤال لوزير التربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى، بشأن عدم تسليم الكتب المدرسية لطلبة الصف الثانى الثانوى حتى الآن، متسائلاً عن أسباب تأخر تسليم الكتب، وأسباب تأخر طباعتها، خاصة مع اقتراب انتهاء الفصل الدراسى، بينما تتوفر الاعتمادات المالية اللازمة.
وأضاف "والى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه كان لزامًا على الوزارة الانتهاء من طباعة الكتب بحد أقصى بداية سبتمبر 2016، قبل بداية السنة الدراسية بأسابيع، أى قبل تحرير سعر الصرف وزيادة سعر الدولار وأسعار الورق، موضّحًا أن الدكتور الهلالى الشربينى رد بحدية على سؤال أحد المشاركين فى مؤتمر الشباب المنعقد بتاريخ 10 ديسمبر 2016، حول أهمية الكتاب المدرسى، قائلًا: "هو الكتاب لما يتأخر أسبوع أو أسبوعين من بدء الدراسة الدنيا بتهيج وما بتبطلش ليه؟"
وتابع النائب هشام والى تصريحه، قائلاً: "معالى الوزير لم يعر اهتمامًا لتواصل عدد من أولياء الأمور مع الوزارة، التى أفادت بأنها ستوفر الكتب فى غضون أسبوع بحد أقصى، إلا أنه لم يحدث إلى الآن، وفى تصريحات صحفية ولقاءات تليفزيونية طالب التلاميذ بالاعتماد على الكتب الخارجية بدلا من الكتب الدراسية، والإهمال الحكومى يزداد يومًا بعد يوم، وحينما يصل للتلاعب بالنشء وبالعملية التعليمية، فعلى الوزير أن يترك موقعه لمن يستطيع إدارة هذا الملف المهم"، مطالبًا بمحاكمة المسؤولين عن تأخر الكتب الدراسية، بتهمة نشر الإحباط داخل الدولة، كما يحاكم بها تنظيم الإخوان الإرهابى.
"تعليم البرلمان" تستدعى الوزير بسبب بسبب أزمة الكتاب المدرسى
فى السياق ذاته، أكدت ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن تأخير تسليم الكتب الدراسية الخاصة بالفصل الدراسى الأول فى بعض المراحل التعليمية المختلفة أمر خطير، وستنتج عنه زيادة فى انتشار الدروس الخصوصية، والإقبال على الكتب الخارجية التى أصبحت باهظة الثمن.
وطالبت ماجدة نصر، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، بمحاسبة المسؤول عن هذا الأمر، خاصة أن الفصل الدراسى الأول لم تتبق به سوى أيام قليلة، وهناك تلاميذ فى عدد من المحافظات لم يتسلموا الكتب الدراسية حتى هذه اللحظة، وهذا الأمر يعد جريمة متكاملة الأركان تستوجب العقاب وتقديم المسؤول عنها للمحاكمة أيًّا كان منصبه.
وأوضحت عضو لجنة التعليم بالبرلمان فى تصريحها، أن اللجنة ستستدعى الوزير خلال ساعات، من أجل مناقشة خطة عمل الوزارة فى طباعة الكتب المدرسية الخاصة بالفصل الدراسى الثانى فى ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، ومعرفة المتسبب الحقيقى فى عدم الانتهاء من تسليم كتب الفصل الدراسى الأول حتى الآن.
ورفضت النائبة ماجدة نصر مقترحات بعض المسؤولين فى وزارة التربية والتعليم، حول طباعة مناهج الفصل الدراسى الثانى على "سيديهات" بدلا من الكتب الدراسية، قائلة: "لا بد من آلية لتنفيذ هذا المقترح، ولا بدّ من التمهيد له، خاصة أن كثيرين من التلاميذ والطلبة لا يمتلكون أجهزة كمبيوتر فى منازلهم، مستبعدة التطرق لهذه الفكرة خلال العام الدراسى الحالى.
خالد هلالى: الوزير لديه رؤية.. ولو ثبت الأمر سأتقدم بطلب إحاطة
من جانبه، تهكم النائب خالد هلالى، على مسألة عدم الانتهاء من تسليم الكتب الدراسية الخاصة بالفصل الدراسى الأول لبعض التلاميذ حتى الآن، قائلا: "دى كارثة".
وأضاف "هلالى" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن وزير التربية والتعليم لديه رؤية جيدة للنهوض بالمنظومة، وعليه تقديم مقترحات للخروج من هذه الأزمة، وطرح بدائل لعدم الوقوع فيها مرة أخرى مع بدء الفصل الدراسى الثانى، خاصة بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة، التى أثرت على قطاع الطباعة بشكل كبير بزيادة أسعار الأوراق والأحبار ومستلزمات الطباعة المختلفة.
وطالب عضو مجلس النواب فى تصريحه، الحكومة بالشفافية فى التصريحات حول أزمة الكتاب المدرسى، لأن هذا الموضوع يتعلق بمستقبل أطفال مصر، ولا بدّ من سرعة إيجاد حل عملى له، والتصدى لهذه الأزمة، مطالبًا بطرح أفكار خارج الصندوق لتفادى أزمة طباعة الكتب بشكل عام، ومؤكّدًا أنه سيتقدم بطلب إحاطة للوزير حال ثبوت أن هناك عددًا من المدارس لم تُسلّم التلاميذ الكتاب المدرسى.