وأوضحت الصحيفة أن ذلك يأتى فى وقت تؤكد فيه مواقف أمريكية أن واشنطن بصدد اتخاذ إجراءات عقابية ضد الدوحة، وسط ترجيحات بأن أول الإجراءات سيبدأ بطرح مشاريع قوانين فى الكونجرس لملاحقة قطر لدعمها الجماعات الإرهابية منذ أواسط تسعينات القرن الماضى.
وبدأت أصوات عديدة فى واشنطن تطالب إدارة الرئيس دونالد ترامب بمراجعة العلاقات مع الدوحة بعد ورود أدلة عديدة على ضلوعها المباشر فى هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، وهو ما كشفه مؤخرا جون هانا، مستشار الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش لشئون الأمن القومى، عن إقدام الحكومة القطرية على استضافة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، خالد شيخ محمد ومنحته وظيفة بين عامى 1996 و1995، كما اتهم الدوحة بالتعامل بوجهين مع الولايات المتحدة بدعمها للمتشددين وتحويلها «الربيع العربى» إلى شتاء للمتشددين.
وأكد "هانا" أن قطر حليف لا يمكن للولايات المتحدة الاعتماد عليه. وطالب هانا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن يكون متيقظًا لقطر وممارساتها المشبوهة.
وبدأ المستشار الأمريكى مقاله بوصف قطر بأنها "حليف وهمى"، فهى حريصة على الحفاظ على علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة لأنها هى الدولة التى تعتمد عليها بشكل أساسى للحفاظ على أمنها الداخلى، ولكنها قامت -فى الوقت نفسه- طيلة الـ20 سنة الماضية، باتباع سياسات قوضت مساعى واشنطن لتحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط.
وقام المستشار الأمريكى باتهام قطر بأنها تتعامل بوجهين مع الولايات المتحدة؛ فهى حريصة على إبراز وجه الحليف الصدوق المخلص، ومن أجل ذلك وافقت على استضافة عدد من القواعد العسكرية الأمريكية الهامة فى الشرق الأوسط، ولكنها كانت تبطن وجها آخر قبيحا، فطالما قامت قطر بلعب دور الداعم السياسى والمالى والعسكرى والفكرى الرئيسى لعدد من الميليشيات العسكرية الراديكالية الهادفة إلى زعزعة أمن المنطقة، وذلك من خلال قناة "الجزيرة" القطرية.
وأوضح الكاتب أن قائمة الاتهامات التى من الممكن توجيهها لقطر باعتبارها دولة داعمة لعدد من الجماعات الإرهابية طويلة للغاية، ولكنه قال أنه سيتحدث عن أبرزها، ومنها: دعم حركة حماس، وجماعة الإخوان، وذكر أن قطر حرصت على مساندة الرئيس المعزول محمد مرسى، كما أنها بذلت كل ما فى وسعها لنزع الشرعية عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وذلك من خلال استخدام قناة "الجزيرة" الإخبارية، فضلا عن أنها صارت الملاذ الأمن لقادة جماعة الإخوان الهاربين.
ولفت الكاتب إلى الدور الفاضح الذى قامت به قطر من خلال دعمها لعدد من المنظمات الإرهابية فى ليبيا وسوريا؛ حيث أنها قامت بتمويل وتسليح العديد من الجماعات الإسلامية الراديكالية هناك، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة كانت تعمل مع حلفائها على تقديم الدعم للجماعات المعتدلة، إلا أن قطر كانت دائمًا ما تعمل على هدم تلك السياسة من خلال تقديم كميات كبيرة من الأسلحة للجماعات المسلحة المتطرفة، وهو ما أثار قلق المسئولين فى واشنطن.
وانتقل الكاتب للحديث عن الصدمة التى شعر بها المسئولون الأمريكيون فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى حين اكتشفوا الدعم الذى قدمته قطر للإرهابى خالد شيخ محمد، أحد مخططى هجمات 11 سبتمبر، ما مكنه من الهرب من الشرطة الفيدرالية الأمريكية، متهمًا أحد الوزراء القطريين المخضرمين بأنه هو الذى وفر الحماية المطلوبة لشيخ محمد.
واهتم الكاتب بالحديث عن الدور المريب الذى كانت تقوم به قناة "الجزيرة" مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إذ بدت حينها كالمنصة الإعلامية له.
وقال "هانا" أن العديد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين أبدوا استعجابهم من تواجد قناة "الجزيرة" فى المواقع التى تشهد قيام تنظيم القاعدة بتوجيه ضربة للقوات الأمريكية، وكأن القناة تتلقى معلومات مسبقة عن الهجمات المحتملة التى يخطط التنظيم لشنها.