وقالت اللجنة فى بيان لها، بشأن آخر تطورات الأزمة القطرية: "الوساطة الكويتية وجهود أمير الكويت جهودا مشكورة ونثمنها عاليا، إلا أن الدوحة بتصرفاتها وتصريحاتها تجهض عن عمد هذه الوساطة، وتفضل قطر تدويل الأزمة وتلجأ إلي القوى الخارجية غربا وشرقا دون جدوى، فالجميع يعلم جيدا الدور القطرى الذي تمارسه على امتداد سنوات طويلة فى دعم وتمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار فى المنطقة".
وأضافت اللجنة "مؤخرا تأتي زيارة أمير الكويت للولايات المتحدة وتناول الأزمة القطرية في مباحثاته مع الرئيس الأمريكي ترامب أمر محمود ولكن وكما أوضح البيان الرباعي الصادر عن الدول المقاطعة لقطر ليؤكد أن الحل العسكري لم يكن ولن يكن يوما في حسابات تلك الدول"، مشيرة إلى أن الإيهام بوجود مخاطر عسكرية ضد قطر هي لعبة سياسات فاشلة وصبيانية والمقصود فتح الباب لتعزيز القاعدة العسكرية التركية بقطر، والسماح للمستشارين الإيرانيين العسكريين والحرس الثورى الإيرانى بالوجود داخل قطر، وهو أمر بالغ الخطورة علي قطر وشعبها ويمهد لتعميق الأزمة.
وأشارت اللجنة إلى أن التصرفات الصبيانية والمراهقة السياسية التي اتبعتها قطر خلال الفترة الماضية سواء شكوي لدي منظمة الطيران المدنى ضد الدول المقاطعة أو محاولة تسييس الحج، تثبت أن الحكومة القطرية غير جادة في التعامل مع المطالب التى قدمت لها، ويلاحظ أن جميع المطالب التى قدمتها الدول الأربع لا توصى بأن تقوم قطر بأي عمل بل تطالبها بالامتناع عن الأعمال التي بالفعل تمارسها على مدى أكثر من عقدين من الزمان لتمويل ودعم الإرهاب، والأبواق الإعلامية التحريضية لقناة الجزيرة وغيرها، والتدخل في الشئون الداخلية للدول وإيواء رموز التطرف وجماعات الإرهاب، وتقديم الملاذ الآمن لهم، وغير ذلك من السلوكيات التي لا تتسق مع عروبة وإسلام الدولة القطرية وحسن الجوار مع جارتها الخليجية أو مع مصر أكبر دولة عربية ورمانة الميزان في المنطقة.
وتابع البيان: "جاء الاتصال التليفونى الذى أجراه أمير قطر بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي نعتقد أنه تم بضغط أمريكي علي الدوحة بمثابة مناورة تتجرد من الكياسة والخلق، بتحريف ما جاء بهذا الاتصال الذى زعموا بأنه لمناقشة المطالب، مما دفع المملكه العربية السعودية لتعطيل الاتصال والحوار مع قطر إلي أن تعلن رسميا عن قبول المطالب المقدمة لها، وجاء فى الإعلان الأخير الصادر عن الدول الأربعة المقاطعة لقطر أن الأزمة ليست خليجية فحسب بل تمتد لتشمل العديد من الدول العربية والإسلامية، وأن هناك دولا أخرى تدرك جيدا ما تقوم به قطر لكن يمنعها من إعلان موقفها صراحة التغلغل القطرى الشديد فى شئون تلك الدول الداخلية وخشيتها من المؤامرات والتربص".
وقال اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية، إن صعوبة الموقف القطرى أنه ولسنوات طوال قد ارتمى اختياريا فى أحضان الإرهاب وفصائله وتنظيماته ورموزه فى أماكن متعددة فى العالم، وأنفق المليارات من الدولارات لتمويله وروج له دعائيا بدءًا من القاعدة إلى داعش إلى الإخوان المسلمين إلى تنظيم النصرة بسوريا إلى ليبيا واليمن وتشاد وغيرها، فأصبح الخروج من هذه المعادلة معقدا وصعبا، بل أنه استعان بعملاء مأجورين من مختلف أرجاء الأرض لرسم سياساته الخرقاء تارة تنفيذا لأجندات أجنبية أو لمصالح إقليمية مشبوهة، أسيرا لفكرة التباهى والتعاظم فى المنطقة ولعب دور غير مؤهل له ولا يسمح له حجمه أو تاريخه أن يلعبه وكما يقال (التلهف إلى العظمة مصدره الشعور بالضعة).
وأردف "الجمال: "صدق الوزير السعودى عادل الجبير حين صرح بأن المملكة لن تضار ولو استمرت الأزمة القطرية عامين آخرين، ونحن نقول أن مصر والعالم كله لن يضار ولو استمرت الأزمة عشر سنوات، ورغم كل محاولات قطر إظهار قوتها على الصمود فى وجه المقاطعة فإن الواقع والتقارير كلها تشير إلى مؤشرات سيئة للغاية على اقتصاديات قطر".
واستطرد: "تراجع فى الودائع والاستثمارات ونقص فى المواد الغذائية وارتباك سياسى واجتماعى بل أن هناك دعوات لسحب تنظيم كاس العالم ٢٠٢٢ منهم على اعتبار أنه جاء نتيجة للرشاوى والفساد، وختاما أن النظام القطري لم يبلغ الرشد السياسى الذى يمكنها من الخروج من تلك الأزمة فى القريب العاجل، ولكن الأمل لا زال موجودا فى الشعب القطرى ذاته ونحن في انتظار مؤتمر المعارضة القطري الذي سيعقد في يوم 14 / 9 الجاري في لندن وما سيسفر عنه هذا المؤتمر" .