ينعكس انعقاد القمة الأمريكية - الأفريقية الثانية للقادة بين الولايات المتحدة وأفريقيا، التى عقدت على مدى ثلاثة أيام فى العاصمة الأمريكية واشنطن، بالاهتمام الدولي المتزايد تجاه القارة الأفريقية، والتي تمتلك إمكانات كامنة كبيرة جدا على مستوى الموارد، والمواد الأولية والطاقة البشرية، أظهرت الحاجة لأهمية تنميتها واستغلالها.
وتؤكد النائبة ميرال جلال الهريدي، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، على أهمية مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة الأفريقية- الأمريكية، المنعقدة حاليا في واشنطن، والتي يشارك فيها 49 رئيس وقائد من الدول الأفريقية بعد توقف نحو ثماني سنوات، فهذه المشاركة تؤكد دور مصر المحوري، ومن جهة أخرى، تعكس القمة تنامي الاهتمام العالمي بالقارة السمراء.
وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن القمة لها مكاسب عديدة للقارة، إذ تسهم في تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، فهي تشير لتبني الجانب الأمريكي لآليات لتعزيز العمل الأمريكي الأفريقي المشترك .
وأضافت النائبة ميرال الهريدى، أن ما تعرض له العالم في الآونة الأخيرة من أزمات متلاحقة وظروف استثنائية، عصفت بكل الدول، سواء جائحة كورونا، أو الحرب الروسية الأوكرانية، وتبعاتها الاقتصادية، أسهم في إعادة ترتيب الأولويات في الاقتصاد العالمي، فالولايات المتحدة الأمريكية تؤكد اهتمامها الشديد بالقارة الأفريقية، لذلك دعت إلى هذه القمة، وأعطتها مساحة كبيرة من الاهتمام على أعلى مستوى، متابعة أن تدشين القمة جاء بعد أشهر وجيزة من زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى عدد من الدول الإفريقية، والتي أعلن خلالها عن السياسة الأمريكية الجديدة تجاه القارة.
ونوهت عضو مجلس النواب إلى أن برنامج الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مشاركته بالقمة، شمل لقاءات مع قيادات الكونجرس ولقاءات مع كبار المسؤولين الأمريكيين ونخبة من مجتمع رجال الأعمال، حيث يواصل الرئيس مباحثاته على كافة المستويات، سعيا لتبنى مقاربة شاملة بين الجانبين تعزز من قدرات القارة السمراء، لافتة إلى أن الرئيس السيسي يولي أفريقيا ومستقبلها اهتماما كبيرا، لاسيما في ظل ما نواجهه من تحديات تغير المناخ وتبعاتها الاقتصادية والحياتية، فالرئيس يسعى لتعزيز الشراكة والعمل من أجل مستقبل أفضل لقارتنا، وكذلك تيسير اندماج الدول الأفريقية في الاقتصاد العالمي أيضا، بما يعظم استفادتها من فرص تحقيق النمو الاقتصادي، فضلا عن نقل التكنولوجيا ودفع حركة الاستثمار الأجنبي.
واستطردت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، أن هذه القمة يعول عليها أيضا في الخروج بنتائج إيجابية، لمساعدة الدول الأفريقية على مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وتوفير الغذاء، وتكثيف الفرص الاستثمارية، بجانب التوجه نحو الطاقة الجديدة والمتجددة، فضلا عن مناقشة القضايا الأمنية، مشيرة إلى أنها ترسخ لعهدا جديدا من العلاقات بين الجانبين قائم على تلبية متطلبات الشعوب والاحترام المتبادل.
وأردفت الهريدي، أن الرئيس السيسي يحرص دائما خلال مشاركاته في المحافل الدولية أن يكون صوت أفريقيا الواعى، بما يسهم في الدفاع عن قضاياها وتبني مشكلاتها، من أجل تحقيق العدالة الاقتصادية والتنموية لترسيخ مكانتها، بما يحمي حقوق الشعوب، ويصون مقدراتها، إذ تلعب مصر دورا رياديا في مساندة الأشقاء الأفارقة من أجل الإعمار والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى تسوية الأزمات والصراعات، حيث تمكنت مصر بزعامة الرئيس عبدالفتاح السيسي من استعادة دورها المحوري في القارة الأفريقية، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية تدرك جيدا ثقل وأهمية مصر في محيطها العربي والإقليمي.
ويقول النائب السيد جمعة، عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل بمجلس الشيوخ، إن انطلاق القمة الأمريكية - الأفريقية، يأتي بعد أشهر من زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى عدد من الدول الإفريقية، والتي أعلن خلالها عن السياسة الأمريكية الجديدة تجاه القارة، باستهداف تكثيف الفرص الاستثمارية ودعم مساعي المحافظة على المناخ وضمان الانتقال العادل للطاقة، ومن ثم فهي تمثل خطوة مهمة نحو بلورة رؤية مشتركة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا تقوم على تلبية متطلبات الشعوب والاحترام المتبادل.
وأضاف أن تلك القمة تعكس وجود تغيير استراتيجي، ورغبة حقيقية لدى إدارة جو بايدن لعودة الاهتمام بأفريقيا وقضاياها، ويظهر مكانة القارة السمراء والإيمان بأهمية ما تمتلكه ليساهم في تشكيل جديد للمستقبل، والسعي لزيادة التعاون القائم على الأولويات المشتركة بين الجانبين، ودعم السلام والأمن، مشددا أن ذلك يتطلب التحول نحو إجراءات ملموسة، تكون بداية لعهد جديد من الشراكة الأمريكية الأفريقية، وتدفع بدعم التنمية المستدامة للقارة وتلبية احتياجات شعوبها، والتوجه نحو مزيد من الشراكات التي تعزز من المسار الاقتصادي للقارة ومن مكانتها على المستوى العالمي والعمل على إشراكها في القرار الدولي.
وأوضح أن القمة ستشهد أعمال تخلق فرص للقاءات بين مجتمع الأعمال وتوفر منصة لشباب القادة الأفارقة، بهدف التوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات الراهنة، وأيضا ما يتعلق وتنمية وتطوير القوى العاملة والصناعات المبتكرة وتحقيق العدالة البيئية، بجانب بحث أوجه مواجهة تحديات الأمن الغذائي والمائي ومكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مشاركته بالقمة، والذي يضم لقاءات مع قيادات الكونجرس ولقاءات مع كبار المسئولين الأمريكيين ونخبة من مجتمع رجال الأعمال، يسعى خلاله لتبنى مقاربة شاملة تعزز من قدرات القارة السمراء، والذي سيرتكز على الموضوعات التى تهم الدول الأفريقية في ظل التحديات العالمية القائمة، وتيسير اندماجها فى الاقتصاد العالمى، خاصة وأن الرئيس السيسي يحرص دائما على أن يكون صوت إفريقيا الواعى فى كافة مشاركاته الدولية وإعادة تقديمها للعالم بشكل مختلف والدفاع عنها من أجل تحقيق العدالة الاقتصادية والتنموية لترسيخ مكانتها.
وأشار "جمعة"، إلى أن ذلك يبرز الدور الريادي الذي دائما ما تلعبه مصر لتسوية الأزمات والصراعات، واستمرار مساندة الأشقاء الأفارقة لإعادة الإعمار وتحقيق التنمية المستدامة، مشددا أن أمريكا تدرك ما تلعبه من دور ذات ثقل وتأثير على مستوى المنطقة والإقليم، والذي تستطيع من خلاله أن تساهم في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين أمريكا والقارة السمراء.
بينما يشير النائب عمرو هندى عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إلى أن مصر حاضرة بقوة فى القمة الأمريكية – الأفريقية، المنعقدة بواشنطن، متابعا:" تُشير البيانات الرسمية إلى أن الاستثمارات الأمريكية تبلغ نحو 23 مليار دولار في مختلف القطاعات في مصر، كذلك بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية 9.1 مليارات دولار خلال 2021، بإجمالي 65.8 مليار دولار خلال العشر سنوات الأخيرة، ومن ثم ترتبط مصر والولايات المتحدة بعلاقات كبيرة على المستوى الاقتصادي، وهي العلاقات التي تُعظم من حجم الشراكة الثنائية.
وأضاف عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، أن دور مصر الريادي والمحوري فى القارة السمراء يجعلها حاضرة وبقوة لحصد مزيد من المكاسب لصالح القارة الأفريقية، اتخاذ مسارات أكثر إيجابية في تنفيذ التعهدات المتعلقة بالتغيرات المناخية ومعالجة معوقات التنمية، متابعا:" القمة الأمريكية الأفريقية تمثل فرصة في طريق تعزيز مساحة التفاهم والتعاون بين الولايات المتحدة ومصر، خصوصًا في ظل الدور الريادي لمصر في المنطقة والعالم".
وأشار هندى، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى استطاع أن يضع مصر على الخريطة الدولية ويعيد لها دورها الريادى فى منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا ، وأصبحت الدولة المصرية أحد أهم الفاعلين المؤثرين في منطقة شرق المتوسط، وهي الفرضية التي عبر عنها إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط وتحويله إلى منظمة إقليمية حكومية مقرها القاهرة، فضلًا عن تبني مصر لمجموعة من الخطوات على طريق التحول لتصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج وتداول الطاقة، ومن ثم أصبحت الدولة المصرية رمانة ميزان المنطقة دولة محورية خلال السنوات الأخيرة بفضل جهود القيادة السياسية.