قال الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، إن لديه مجموعة من الملاحظات فيما يتعلق بإقالة وزير العدل أحمد الزند، قد تتقاطع مع الجمهور الكبير الذى طلب إقالته، بسبب ما فسر على أنه إساءة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم.
سبق اللسان ومكنون العقيدة
وأضاف خالد صلاح، ببرنامج "آخر النهار" الذى يذاع على فضائية "النهار": "إذا كنا نتحدث عن البعد الدينى فى القرار المتعلق بإقالة الوزير أحمد الزند، فكتب الشيخ خالد الجندى مقالًا فى "اليوم السابع" حول سبق اللسان ومكنون العقيدة فى هذا الصدد"، مشيرًا إلى أن "الزند" بعدما أدلى بتصريحه حول النبى قال "استغفر الله العظيم"، بالرغم من أن كثيرًا من المصريين عندما يكونوا رافضين لشىء معين يقولون دائمًا "والله لو ملاك نزلى من السما".
وأوضح رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، أنه إذا كنا نتحدث عن إساءة فيما صرح به المستشار أحمد الزند، فالرجل استغفر الله بعد جملته، مضيفًا: "قد أختلف مع الزند فى تصريحه بحبس صحفى، لكن الرجل تكلم عن مسألة أخرى تتعلق بتزوير مستندات ضده وضد أهل بيته، ومعروف أن أحمد الزند هو العدو الأول لمن، وبالتالى كانت هناك حملة شرسة فى الحقيقة تجاه الرجل"، وتابع: "لا أناقش هنا مجموعة من الأفكار التى أختلف أنا شخصيًا مع وزير العدل السابق فيها، لكن أنا أناقش فى منطق".
بنيان الزند الوجدانى معتاد على ذكر النبى
وأشار الكاتب الصحفى، إلى أنه "عندما سأله حمدى رزق، هتحبس صحفى، فرد الرجل بقوله، حتى لو نبى، ثم كرر استغفر الله لعدة مرات كما لو كان يلوم نفسه أنه وضع اسم النبى فى زلة لسان بهذا الكلام، بالإضافة إلى أن استخدامه كلمة نبى غير معرفة بـ"الـ"، وأنا فى تقديرى أن المستشار الزند عندما قال نبى، ثم أعقبها بصلى الله عليه وسلم، لأن بنيانه الوجدانى معتاد على ذكر النبى صلى الله عليه وسلم يعقبه الصلاة والسلام على النبى الكريم صلوات الله عليه".
وانتقد خالد صلاح، فكرة المحاسبة على الهواء بهذا الشكل، مضيفًا:"وإذا كانت هناك إساءة لا قدر الله وحاشا لله، للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، فمكانها ليست هذه المحاكمة العلنية الجماهيرية الواسعة التى يتاح فيها التراشق الحر حتى لخصوم سياسيين"، مشيرًا إلى أن الرجل خرج فى اليوم الثانى فى عدد كبير من المحطات وقدم اعتذارًا مطولًا وأوضح مقصد كلامه.
من أوائل الذين وقفوا فى وجه محمد مرسى
وأكد أن المستشار أحمد الزند قال له قبل قرار إقالته: "إحنا عندنا قضايا كبيرة، وبتسألونى أسئلة أنا بخجل إنى ما أردش عليها وهى فى النهاية قضايا هامشية، بالرغم من وجود قضايا خاصة بالقضاة وإصلاح للمحاكم، وهناك تشريعات"، مضيفًا: "وأنا شخصيًا أشهد لهذا الرجل أنه كان يبذل جهدًا خارقًا، وأعلم أن كثيرًا من تصريحاته تسببت فى مشكلات سياسية، وأخرى لم ترض قطاعات مختلفة، لكن هو من أوائل الناس الذين وقفوا فى وجه محمد مرسى وصد هذه الهجمة على القضاء المصرى قبل 30 يونيو بكثير، فى وجود أيادى كثيرة مرتعشة، فبالتالى متقليش إن الإخوان مش هيستخدموا معركة زى دى!".
ولفت رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، إلى أن إقالة المستشار أحمد الزند، من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، فى هذه القضية، على هذا النحو، بدا لو كان أنها إدانة مسبقة بأن الرجل ارتكب هذا الجرم القبيح الذى تبرأ هو منه فى نفس اللحظة، بالإساءة للنبى الكريم صلى الله عليه وسلم، مشددًا على أن إقالته بهذا الشكل، تثبيت للجريمة عليه، ويستطيع أى أحد أن يرفع دعوى قضائية ضده بتهمة ازدراء الأديان.
وأضاف:"مشهد الإقالة كان ينقصه الكثير من الدقة واللياقة، لأنك عصفت بشخص هو ضلع كبير فى نظام سياسى، تأسست عليه وعلى كثير من أفكارة فى الفترة التى سبقت 30 يونيو، أفكار المواجهة فى 30 يونيو".
واستنكر خالد صلاح:"العصف بهذا الرجل بهذا الشكل، وعدم ترك فرصة للتوضيح، وإبراء ذمته، أو إصلاح موقفه أمام الناس، وتركه لجماهير ربما غاضبه أساءت فهم الرجل، وأخرى موجهة ولديها موقف سياسى"، مؤكدًا أنه لا يدافع هنا إلا عن منطق الإدارة فى الدولة، متسائلًا: "ما هو المنطق الذى تدير به الدولة شكل اتخاذ قرار إقالة بهذا الحجم؟، خاصة أن هذه الوزارة سيادية، واسم الرجل الذى كان فيها كبير ولامع ومؤثر وصاحب فكر ورؤية وتوجه، فى وقت كان يمكن أن يخرج فيه المشهد فى شكل أرقى بكثير مما حدث".
"الإخوان" تعتبر قرار الإقالة انتصارًا سياسيًا لها
ونوه إلى أن كتائب الإخوان على "السوشيال ميديا"، اعتبرت قرار إقالة وزير العدل انتصارًا سياسيًا لها، مضيفًا: "فى الدين لما واحد بيرتد، قبل ما يقام عليه الحد، هناك إجراء يدعى الاستتابة، ولو لم يتب فيطبق عليه الحد، لكن أنت عندك رجل فى نفس اللحظة التى صرح لسانه بهذه الكلمة، قال استغفر الله العظيم لعدة مرات"، متسائلًا "هل هنا إقالة الوزراء فى مصر يمكن أن تتم عبر هذا النوع من زلات لسان؟".
وقال الكاتب الصحفى، إن هناك فرقًا كبيرًا بين تصريحات الوزير السابق محفوظ صابر، حول دخول "ابن الزبال" السلك القضائى، وتصريحات المستشار أحمد الزند، لأن الأول كان مصمم على موقفه، وطعن فى منظومة عدالة اجتماعية واستقرار مجتمعى، ولم يتراجع أو يتعذر عما بدر منه، رغم أنه هدد كيان قانونى وشرعى والمساواة، لكن "الزند" كان يحكى قصة مؤلمة حدثت له خلال مواجهى لتزوير علنى، ورغم اعتذاره عن "زلة اللسان"، التى خرجت منه، تمت إقالته، لذلك يجب هنا إعادة الحسابات فى هذه الرؤية داخل الدول، لأنه حال محاسبة كل الوزراء على زلات اللسان فلن يمكث وزير فى منصبه.
وكشف عن أن إقالة المستشار على هذا النحو، تفتح أبواب صعبة داخل الدولة، وشكوك فى نفس كل من يتولى السلطة، لعدم دفاع أحد عن الآخر، ومن يسقط يتم ذبحه فورًا، مضيفًا "النبى صلى الله عليه وسلم، حينما سيق له أحد المنافقين، وكان الصحابة يطالبون بقطع رأس هذا المنافق، كان النبى يقول أتريدون أن يقال أن محمد يقتل أصحابه"، وهذا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدرك بحسابات سياسية، لذلك أبقى على منافق، "مش واحد فى زلة لسان واستغفر على الهواء واعتذر مئات المرات!".
كان يمكن تنوير الجماهير وإقناعها بأن تبدى التسامح
واستطرد: "بخاف إن الدولة تتخذ قرارات تظن أنها ترضى قطاعات من الجماهير، فى حين يمكن تنوير الجماهير وإقناعها ويمكن أن تبدى التسامح، لكن أنت اليوم قطعت دابر التسامح والاعتذار، لكن المستشار أحمد الزند دفع ثمن كبير جدًا، وكان يمكن أن يكون مثل أى وزير آخر، لكن الدولة كانت تحتاج إلى رجال أقوياء يضبطون هذه الماكينة الكبيرة فى منظومة العدل"، وتابع "البعد الدينى والبعد السياسى فى هذا الأمر مفتقد، ولا أستطيع أن أفهم أن القرار ولا أستطيع أن أفهم إذا كان رئيس الوزراء قد قدر النتيجة السياسية لذلك أو لا".
وتساءل خالد صلاح: "كيف نتحدث عن خطاب دينى جديد؟ وإحنا معرفناش نواجه فى شخص، اعتذر مباشرة على الهواء، مضيفًا "هو ليه بنتفزع بسرعة من كام تويته وكام بوست؟، وأنا لا أقلل من الغضب، لأن ممكن يكون مفيش ناس سمعت الحلقة أصلًا، وراحوا قالوا إلا رسول الله!".
وأردف: "جمعيات الرأى أو لجان الرأى فى النقابات، كلها وقفت بجانب الكاتب أحمد ناجى، بالرغم من أن روايته "ما تخلعهاش من رجلك" من الناحية الفنية، لكن يتحبس على رواية، دى قصة تانية"، مضيفًا ساخرًا: "بتحبس على رواية، وبتقيل وزير على زلة لسان، وهتحبس فاطمة ناعوت وإسلام بحيرى، مع كل الخلاف، أومال الفهم يروح فين؟ وبتخلى الحوار منعدم وبتقصيه وبتخوف الناس اللى جنبك، هل المهندس شريف إسماعيل مش مدرك ده سياسيًا؟ أيدى مرتعشة وقلوب مرتعشة، وهذا ليس منطق.