كتبت إيمان علي
تأتي الذكرى الخمسين لانتصار السادس من أكتوبر 1973 في ظل ظروف إقليمية ودولية أكثر تعقيدًا بمراحل مما كان الحال عليه عشية العبور، لذا من هذه الزاوية يمكن فهم الأهمية الاستثنائية التي تتسم بها هذه الذكرى؛ فمصر تواجه في الوقت الحالي تحديات متعددة الأبعاد على كافة اتجاهاتها الاستراتيجية، وعلى رأسها الاتجاه الاستراتيجي الأهم -الذي كان سابقًا مسرح عمليات نصر 1973- ألا وهو الاتجاه الاستراتيجي الشرقي.
وأكد تقرير للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه قد كان واضحًا أن كافة الحاضرين لهذا المؤتمر، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، حضروا هذا الاحتفال وفي أذهانهم الأوضاع القائمة في قطاع غزة، وحالة التدمير الممنهج والحصار المطبق الذي يعاني منه القطاع حاليًا، وهو شعور له العديد من المبررات؛ فمصر على المستوى الرسمي والشعبي تضع القضية الفلسطينية في سلم أولوياتها وفي مقدمة اهتماماتها على المستوى الخارجي، كونها القضية الأساسية والمحورية في المنظومة العربية.
وأوضحت أن موقع مصر تاريخيًا وجغرافيًا وعربيًا فرض عليها دومًا أن تواكب هذه القضية وتتفاعل معها، وتكون أول من يقدم الدعم للفلسطينيين خلال المراحل المتعددة التي مرت بها قضيتهم، بداية من مرحلة “الكفاح المسلح”، مرورًا بمرحلة “مفاوضات السلام”، وصولًا إلى المرحلة الحالية التي تستشعر مصر فيها مخاطر حقيقية وجدية على القضية الفلسطينية ككل.
وأشار تقرير المركز المصري إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الاحتفال الكبير، جاءت لتترجم حرفيا بما يدور في أذهان كل المصريين بشأن ما يحدث في غزة، حيث أكد بشكل واضح أن الدور المصري في هذا الملف خاصة وفي القضايا العربية عامة كان وسيظل دائمًا حاضرًا، مهما تمت من محاولات لحصار هذا الدور أو التقليل من تأثيره، ومن ثم تناول الرئيس الأحداث الجارية حاليًا في قطاع غزة، حيث أشار إلى أن المسار السلمي التفاوضي يبقى هو الطريق الوحيد المتاح والمقبول، في حين لا تؤدي الصراعات الصفرية التي يتم جر المنطقة اليها إلا إلى معاناة مستمرة للمدنيين، تتنافى مع كافة مبادئ القانون الدولي، والتعاليم الدينية.