أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن نسب التصويت المعلنة من قبل عدد من اللجان العامة في مختلف محافظات الجمهورية والتي تم رفع محاضر الفرز الخاصة بها إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، تشير إلى أن معدلات المشاركة والتصويت في الانتخابات الرئاسية 2024 تجاوزت نظيرتها في الاستحقاقات الدستورية السابقة، سواء انتخابات رئاسية أو نيابية أو استفتاءات وطنية؛ وفاقت نسبة المشاركة في الانتخابات الحالية كل التوقعات التي توقفت عند مستوى 45 : 50%.
وذكرت أنه من بين تلك الأسباب التي أدت إلى حالة الزخم الحالية تأتي تعددية الانتخابات الحالية وقدرة الأحزاب السياسية المختلفة على المشاركة بفاعلية في المشهد الانتخابي:
حيث ضمت الانتخابات 3 مرشحين بخلفيات حزبية مختلفة، ودعمت أحزاب أخرى ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لا ينتمي لحزب سياسي وقرر خوض الانتخابات بصفته المستقلة.
المرشح حازم عمر حظي بدعم كبير من حزب الشعب الجمهوري الذي يتمتع بقاعدة شعبية مكنته من حصد 50 مقعداً في مجلس النواب، ما يعني قدرته على حشد المواطنين للتصويت بعد أن نشر برنامجاً انتخابياً قائماً على 3 محاور اقتصادي واجتماعي وسياسي وتمكن من الوصول إلى عدد كبير من المواطنين من خلال التحركات الميدانية والتواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
أما المرشح عبد السند يمامة، فتمتع بدعم القاعدة الشعبية لحزب الوفد الذي يعد أعرق الأحزاب السياسية في مصر، وقد عملت حملته الانتخابية على الحشد والتصويت لصالحه؛ وقد تمكن المرشح فريد زهران من تقديم نفسه ممثلاً عن أحزاب المعارضة، حيث يترأس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وسانده عدد من أحزاب المعارضة في حملته، ودعموا برنامجه الانتخابي، الأمر الذي قد يكون قد ساهم في رفع مستوى الحشد الجماهيري على الأرض لصالح المرشح.
وتطرقت الدراسة إلى أن النصيب الأكبر من الحشد فقد كان من نصيب الأحزاب الداعمة للقيادة السياسية، والتي كان من أبرزها حزب مستقبل وطن وحزب حماة الوطن الذين استمرا في عقد لقاءات جماهيرية طوال فترة الاستعداد للسباق الانتخابي، ساهمت في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين والتأكيد على ضرورة المشاركة الإيجابية في الاستحقاق الانتخابي واختيار رئيس مصر القادم.