ينشر "برلمانى" نص كلمة مصر فى مؤتمر العمل الدولى (الدورة 105) المنعقد حاليا فى جنيف، والتى سيلقيها اليوم، محمد وهب الله - الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال مصر ووكيل لجنة القوى العاملة بالبرلمان، ورئيس الوفد العمالى المصرى المشارك فى المؤتمر.
وجاء نص كلمة ممثل مصر كالتالى:
السادة الحضور
يطيب لى بالأصالة عن نفسى وبالإنابة عن الإتحاد العام لنقابات عمال مصر، والوفد العمالى المصرى أن أرفع لسيادتكم خالص الأمنيات والتحيات بمناسبة انعقاد مؤتمر العمل الدولى.
أنى أتفق مع ما أشار إليه المدير العام بأن التنمية المستدامة والعمل اللائق والعدالة الاجتماعية هم المحرك الأساسى لعجلة الإنتاج، وتقدم الأمم ومن هذا المنبر أؤكد أن الوقت قد حان لتحويل هذه الحقوق الإنسانية إلى واقع ملموس للعمال فى كل مكان.
وإننا إذ نؤكد على أهمية تعزيز الحق فى وجود بيئة عمل صحية وآمنة تحترمها الحكومات وأصحاب الأعمال.. وكذلك الحفاظ على حقوق المرأة العاملة، مما يسهم فى استقرار الأوضاع بين أصحاب العمل والعمال والنهوض بالاقتصاد القومى.
فالتنمية المستدامة هى السبيل الوحيد الذى من شأنه زيادة الاستثمارات وتوفير فرص عمل لائق ومن ثم يتحقق مفهوم العدالة الاجتماعية الذى تسعى إليه أطراف العمل الثلاثة وهذا يجعل الشباب يتطلعون لمستقبل أفضل فى بلادهم بدلا من الهجره غير الشرعية التى تكون نهايتها أما الغرق فى قوارب الموت أو السجن فى أراض أجنبية.
السيد رئيس المؤتمر
أعتقد أن هناك معوقات كثيرة للتنمية المستدامة أولها الإرهاب، الذى هو السبب الأساسى لسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حيث إنه يهدم المشروعات الإنتاجية ويدفع المستثمرين إلى الهروب ويؤدى ذلك إلى ارتفاع معدلات البطالة وزيادة التضخم الاقتصادى علاوة على تدمير الممتلكات العامة والخاصة وخلق حالة من الخوف والهلع بين الناس.
لذلك تشن مصر حربا ضارية على الإرهاب وتسعى لاستئصال جذوره، ويتطلب هذا الأمر تضامنا وتعاونا دوليا لأن هذا الخطر لا يؤثر على دوله معينة، ولكن له أثر خطير على الجميع ولعل ما يحدث فى الساحة العالمية مؤخرا هو خير دليل على كلامى.
وفى مصر تم وضع خطط عاجلة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وتغيير خريطة العشوائيات عن طريق بناء مساكن جديدة بالأماكن الأكثر خطورة وتبنى مبادرة جريئة تقدم بها رئيس الدوله الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل القضاء على الفقر فى العشوائيات، كما نسعى كنواب عماليين بالمشاركة مع الجهات المعنية على إصدار قوانين جديدة والتأمين الصحى بحيث يصبح منظومة تقدم الخدمات الطبية لجميع أطياف الشعب المصرى وعدم تحميل غير القادرين أى مبالغ مالية.
وكذلك تقديم مشروع قانون جديد للتأمين الاجتماعى تغطى مظلته جميع أفراد الشعب المصرى خاصة العماله غير المنتظمة التى عانت لسنوات طويلة من التجاهل والإهمال.
السيد رئيس المؤتمر
نود أن نؤكد لكم أن الثورتين اللتين قامتا فى مصر فى مدة قصيرة كانتا من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ونعلم جميعا أن تحقيق العدالة تأخر بعض الشىء، نظرا لصعوبة الوضع الاقتصادى لدينا ولكننا فى المقابل اكتسبنا أشياء كثيرة مهمة منها إقرار دستور يحمى الحريات النقابية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية العمالية.
ونجحنا أيضا فى انتخاب مجلس نواب جديد وتم انتخاب قيادات عمالية استطاعت أن تقدم خريطة تشريعية لتغيير واستحداث قوانين جديدة بدلا من القوانين البالية المنحازة ضد العمال وستبدأ خريطة التغيير خلال الفترة القادمة.
أن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر يعى تماما دوره المحلى والإقليمى والدولى ومن هذا المنطلق يشارك الاتحاد العام لنقابات عمال مصر فى مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الحوار بين أطراف الإنتاج الثلاثة، (الحكومة، العمال، أصحاب الأعمال).
كما أن الاتحاد العام يدعم ويؤمن بالحريات النقابية طبقا للاتفاقيات 87 و98 ويرفض الفرقة ويطالب كل الراغبين فى خدمه العمل والعمال أن يتحدوا تحت راية واحدة لتحقيق مصالح العمال، ولا يتبقى سوى الانتخابات النقابية حيث سيتم دعوه كافه أطياف العمل النقابى فى مصر لخوض انتخابات نقابية فى جو من الشفافية، حيث البقاء للأصلح.
كما أود أن أوجه باسم عمال مصر رسالة من مؤتمركم هذا إلى سيادة الرئيس السيسى رئيس جمهورية مصر العربية:
سيادة الرئيس نعلم أنكم توليتم زمام الأمور فى بلادنا بإرادة شعبية جارفة بعد ثورتين نتج عنهما أوضاع صعبة أثرت على الأمور الاقتصادية والاجتماعية هذا بالإضافتين إلى حربكم ضد الإرهاب والإرهابيين وبفضل جهودكم ازدادت الاستثمارات بنسبة كبيرة، وهذا ما أشرتم إليه فى احتفالية عيد العمال بضرورة توفير بيئة تشريعية تحقق التوازن بين طرفى الإنتاج وتقديركم للعامل المصرى نعدكم أن عمال مصر سيقفون بجانبك من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية وزيادة الإنتاج والمساهمة فى إقامة المشروعات الضخمة لأنهم يؤمنون بدورك الريادى وانه لن تبنى مصر إلا بسواعد أبنائها.
أن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر والحركة العماليه المصريه تناشد أطراف الإنتاج الثلاثة فى العالم الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كما نطالب بالوقوف مع الشعب السورى وعدم التدخل فى شئونه الداخلية. ونعبر عن تضامننا مع كل الشعوب العربية فى نضالها ضد الإرهاب.
كما أننا نتضامن مع أسرة الشاب الإيطالى ريجينى وندعم كل المحاولات لكشف الستار عن هذه الجريمة الشنعاء ومتابعة ذلك عن قرب.
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
خالص تحياتى للجميع
وشكر خاص للسادة المترجمين
والشكر لإصغائكم الكريم