المستشار الإعلامى السابق للرئيس يشرح أسباب فشل الانقلاب التركى على أردوغان
أحمد المسلمانى الإعلامى والمستشار الإعلامى السابق للرئيس
السبت، 16 يوليو 2016 11:07 م
كتب أيمن رمضان
قال الإعلامى والكاتب أحمد المسلمانى، مقدم برنامج "الطبعة الأولى" المذاع على قناة "دريم" الفضائية، والمستشار الإعلامى للرئيس السابق عدلى منصور، إن سبب فشل الانقلاب التركى هو إدراك الجميع أن الانقلاب كان ضعيفًا، فلم ينضموا له، إذ لم تتواجد قوات قادة الانقلاب خارج أنقرة واسطنبول، لذا عرف أنصار النظام أن الانقلاب سيفشل، إلى جانب أن البعض قد فكر بطريقة "براجماتية"، إذ إن فشل الانقلاب معناه محاكمة من وقف معه.
وأضاف "المسلمانى" فى تحليله للمشهد، أن قادة الجيش لم يؤيدوا الانقلاب لمعرفتهم بتوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لهم حال حدوث انقلاب، إلى جانب رفض حلف شمال الأطلنطى "ناتو" لهذا الانقلاب، متابعًا: "الشعب التركى مرهق للغاية من الإرهاب والتفجيرات، ولديه تخوفات من تنظيم داعش، لذا لن يتقبل الآن وجود انقلاب يؤدى إلى حصار اقتصادى وضرب للسياحة الأوروبية، خاصة أن حلم الشعب التركي هو الانضمام للاتحاد الأوروبى".
وأشار مقدم البرنامج، إلى أن التحالف العسكرى الأمريكى مع أردوغان وتواجد قواعد عسكرية أمريكية هناك، يعنى مزيدًا من القلق بشأن معرفة من سيكون حاكمًا.
هكذا نجح أردوغان فى إفشال الانقلاب
واستكمل "المسلمانى" تحليله بالقول، إن أردوغان أدار أزمة الانقلاب بكفاءة، موضّحًا أنه ظهر فى وقت مبكر عبر الإنترنت، وطالب الجمهور بالنزول للشوارع، كما أنه اتخذ قرارًا صحيحًا عندما ذهب إلى اسطنبول ولم يذهب لأنقرة، لمعرفته بسيطرة قادة الانقلاب على العاصمة، مضيفًا أن رئيس الوزراء "بن على يلدريم"، تعامل مع الموقف بقوة ومسؤولية، وتصرف كرجل دولة قوى، إضافة إلى وزارة الداخلية التى تصدت للانقلاب فى واقعة غريبة للغاية، ففى معظم الانقلابات يندر أن تتصدى الشرطة لحالة انقلاب من الجيش.
واستطرد المسلمانى قائلاً: "وذلك إلى جانب عدم استسلام الجنرال خلوصى أقار، رئيس الأركان التركى، الذى وقع فى الأسر، لذا فالمؤكد أن أردوغان ورجاله أداروا الأزمة بكفاءة عالية".
المعارضة التركية تصرفت بمسؤولية تجاه الانقلاب
وعلى صعيد المعارضة التركية وموقفها، قال أحمد المسلمانى، إن التيارات السياسية المعارضة تعاملت بطريقة مسؤولة ورفضت الانقلاب، مشيدًا بتكاتف المجتمع السياسى المتمثل فى أحزاب المعارضة الكبيرة التى رفضت الانقلاب العسكرى ودعمت أردوغان، إضافة إلى رفض عبد الله جول وأحمد داود أوغلو للانقلاب، وكلاهما أطاح به أردوغان، والذى كان تصرفًا مسؤولًا لصالح التيار الذى ينتميان له.
الانقلاب فى تركيا أحدث شرخا بين الجيش والشعب
ولفت " المسلمانى" فى تحليله، إلى أن الانقلاب العسكرى فى تركيا تسبب فى فتنة كبيرة فى المجتمع بين مؤيد ومعارض له، موضّحًا أن الضابط الطيار التركى الذى أسقط الطائرة الروسية عام 2015، ويتم التعامل معه فى تركيا باعتباره بطلا معتقلاً الآن بتهمة الانضمام للانقلاب.
وتابع المسلمانى: "هناك شرخ كبير جدًا داخل الجيش التركى، وشرخ بين الجيش والشرطة وبين المجتمع التركى، وقد تكون هناك محاولات انقلابية أخرى فى أوقات لاحقة، خاصة مع القبض على ثلاثة آلاف من الجيش بتهمة الانقلاب، منهم عدد من القيادات العسكرية المهمة".
وأشار"المسلمانى" إلى أن أردوغان عام 2007 قام بمحاكمة مجموعة عسكرية فى الجيش بتهمة انقلاب سابق، وتحدث البعض عن أن أردوغان قام بتطهير للجيش، ولكن بعد مرور 9 سنوات حصلت محاولة انقلاب جديدة، وهذا يدل على أن الجيش التركى ليس آمنا الآن، وقد تحدث انقلابات جديدة.
الانقلاب أضعف تركيا وأردوغان
وتعليقًا على الانقلاب العسكرى فى تركيا، قال أحمد المسلمانى، إن الانقلاب قد أضعف تركيا إقليميًّا ودوليًّا، مضيفًا أن خطره يتمثل فى اهتزاز صورة تركيا وأردوغان، وأن ما كتبته الصحف البريطانية عن أن نظام أردوغان لم يعد مستقرًا أمر مؤكد، وهناك احتمال وقوع انقلابات جديدة، مضيفًا أن الانقلاب أضعف تركيا التى اهتزت صورتها من قبل بعد التطبيع مع إسرائيل والاعتذار لروسيا وبدء التقارب مع مصر وسوريا.