يتوجه النمساويون اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد لست سنوات مقبلة؛ حيث يتنافس 7 مرشحين، يتقدمهم الرئيس الحالي ألكسندر فان دير بيلين، الذي يتطلع إلى الفوز بفترة رئاسية جديدة بعد ست سنوات قضاها في قصر "هوفبورج" الرئاسي.
وسيطرت حالة من الهدوء النسبي على الحملات الانتخابية بعدما دعمت أكبر الأحزاب في البلاد الرئيس الحالي لفترة ثانية، وأظهرت استطلاعات الرأي تقدمه الكاسح على منافسيه بنسبة تجاوزت 60 في المائة، بينما حصل أقرب منافسيه، وهو جيرالد جروز المرشح المدعوم من حزب الحرية اليميني على نسبة لا تتجاوز 13 فى المائة .
ويدلي أكثر من 6 ملايين مواطن نمساوي "بالغ" بأصواتهم فى انتخابات الغد سواء بالحضور المباشر أو التصويت البريدي كما يحق لمواطني الاتحاد الاوروبي المقيمين فى البلاد التصويت أيضا فيما تم استبعاد 4ر1 مليون مقيم فى البلاد بسبب عدم حصولهم على الجنسية النمساوية.
واختتم المرشحون حملاتهم الانتخابية مساء الجمعة، لتبدأ صباح السبت فترة الصمت الانتخابي، وقد قام الرئيس فان دير بيلين "78 عاما" بجولات واسعة في المهرجانات الاجتماعية وأماكن تجمع الشباب، لشرح سياساته القائمة على حشد جهود البلاد لمواجهة تغير المناخ نظرا لكونه من أبرز قيادات حزب الخضر النمساوي.
كما أكد استمراره دعم أوكرانيا في ظل تصاعد الصراع الحالي مع روسيا، مشيرا الى استمرار تمسكه بدعم الوحدة الأوروبية والتعامل بانسانية مع قضايا المهاجرين وتدفقات الهجرة الى النمسا .
ومن أطرف المرشحين للانتخابات المطرب دومينيك ولازني والذي حرص على حشد مؤيديه فى أشهر ميادين وسط فيينا من خلال موسيقى الروك الصاخبة التى تجتذب الشباب وحضر مرتديا سروالا ممزقا وبخاتم في أنفه.
وركز فى دعاتيه على الحاجة الى التغيير والى تمكين الشباب مشيرا الى إلا أنه يتمتع بالخبرة رغم صغر سنه.
وفى المقابل، ركز المرشح جيرالد جروز المدعوم من حزب الحرية على تعزيز مخاوف المواطنين من الأزمة الاقتصادية ومن مخاطر الهجرة غير الشرعية قائلا "بلدنا عند مفترق طرق يوم الأحد" موجها انتقادات لما أسماه بالفساد السياسي قائلا "السياسيون جمعوا أمولا طائلة في جيوبهم بينما لم يعد الكثيرون قادرين على تحمل فاتورة الكهرباء".
وسيطرت حالة من التقشف في الإنفاق على الحملات الانتخابية وسط استثنائات محدودة وذلك بسبب الازمة الاقتصادية، وتم الاستغناء عن الكثير من أوجه الدعاية والملصقات المفرطة بينما يفسر البعض ذلك بأن الانتخابات شبه محسومة للرئيس الحالي الذي على الأرجح سوف يفوز من الجولة الأولى .
ومن المعروف أن النمسا تتمتع بنظام حكم شبه رئاسي ويتقاسم الرئيس والمستشار الفيدرالي " رئيس الحكومة " السلطات ولكن السلطات الأكبر فى يد الحكومة التى عادة ما تتكون من ائتلاف من أكبر حزبين فى البرلمان ويحق للرئيس فترتين رئاستين كحد أقصى بمجموع 12 عاما .