كتبت إسراء الشرباصى
لم يتبق إلا ساعات قليلة أمام الحكومة لعرض بيانها أمام مجلس النواب غدا الأحد، وهو البيان الذى يحدد مصير حكومة شريف إسماعيل، وأيضا وزرائه الجدد، من خلال موافقة البرلمان على منحه الثقة أو رفض البيان، وعلى الرغم من إجماع عدد من نواب البرلمان على صعوبة إسقاط حكومة شريف إسماعيل بعد طرح برنامجها على المجلس غدا، مؤكدين أن الظروف الحالية للبلاد لا تسمح بالاعتراض على برنامج الحكومة، إلا أن الجميع ينتظر هذا اللقاء المصيرى، حيث إنه لم يقف رئيس الحكومة أمام البرلمان منذ عهد رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل فى برلمان الإخوان.
ومن ذاكرة البرلمان، أن هناك حكومات عديدة فى الآونة الماضية وقفت أمام البرلمان فى موقف حرج، بل استطاع النواب الإطاحة ببعض الحكومات أثناء إلقاء خطابهم بالبرلمان من بينهم الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق، ويعد من أكثر رؤساء الحكومات الذين حظوا بهجوم ومعارك شديدة تحت قبة مجلس الشعب سواء من خلال استجوابات أو طلبات إحاطة كان أبرزها انتقاد سياساته فى مجال الخصخصة التى أضرت بالاقتصاد الوطنى.
هذا بخلاف استجوابات كثيرة وساخنة عن فساد البنوك وتهريب الأموال للخارج، ثم بيع شركات الأسمنت للأجانب.
واتهمه النائب فريد إسماعيل من خلال استجواب تقدم به فى بداية الفصل التشريعى لبرلمان عام 2005 متهما حكومة عاطف عبيد بالخيانة وطالب بمحاكمته جنائيا وسياسيا، ولكن لم تتم مناقشة الاستجواب فى المجلس، وهناك نواب آخرون انضموا للمطالبة بمحاكمة عبيد فى هذه القضية منهم الدكتور إبراهيم الجعفرى والنائب الوطنى محمد الصحفى.
وكان النائب المستقل كمال أحمد من أبرز المعارضين لسياسات عبيد فى الخصخصة ودخل معه فى أكثر من اشتباك أبرزهم خلال إلقاء عبيد لبيان الحكومة فى جلسة 8 يونيو 2001 حيث كان عبيد يتحدث عن إنجازات حكومته ومدى نجاحها، مما دفع النائب كمال أحمد إلى مقاطعته أكثر من مرة رافضا ما يدعيه وبعد أن وجد من البيانات التى يعلنها عبيد ما استفزه قال له "أنت فاشل"، وهنا قام سرور باستصدار قرار من المجلس بطرد النائب من البرلمان.
وأيضا من المواجهات العنيفة مع عبيد والتى شهدتها جلسة مجلس الشعب بتاريخ 11 يناير 2003 خلال مناقشة خمسة استجوابات حول تدهور البنوك المصرية، لكن الدكتور عبيد اتهم النواب المستجوبين وهم رجب حميدة والبدرشينى وعادل عيد ورفعت بشير بالجهل فى المجال الاقتصادى.
ومن أبرز الملفات التى أثارت ضجة إعلامية كبيرة هو ملف تصدير الغاز لإسرائيل الذى قام عبيد بتمهيد الطريق لتنفيذه، حيث تم توقيع مذكرة التفاهم بين مصر وإسرائيل فى عهد عبيد.