بالصور.. النواب تركوا بيان الحكومة وتسابقوا على الوزراء للحصول على تأشيرات لطلباتهم

فى مشهد مؤسف للغاية ظهر به عدد من أعضاء مجلس النواب خلال جلسة اليوم قبل عرض المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء لبرنامج الحكومة أمام البرلمان، كان قد تسابق عدد من النواب للحصول على تأشيرات وتوقيعات لطلبات تقدموا بها إلى وزراء الحكومة التى من المفترض كانت تقف أمامهم اليوم فى موضع الاختبار.


هؤلاء النواب الذين تسابقوا للحصول على تأشيرات الوزراء على طلباتهم، نسوا أنهم فى الأصل هم رقباء على هذه الحكومة وعلى وزرائها، وأن الحكومة بكامل تشكيلها تقف أمامهم اليوم فى "امتحان"، وبدلا من أن يكونوا فى موقف ترقب وتركيز وإنصاط لكل ما يطرحه رئيس الوزراء عليهم اليوم، لأنه أمر جلل يمس تقييم الحكومة ويمس فكرة بقائها من عدمه، كان يشغل بالهم "تأشيرات الوزراء" فقط، أما الأمور التى تتعلق بالحكومة وبرنامجها لم تكن تشغل بالهم على الإطلاق، فما أن شاهدوا الوزراء بحث كل منهم عن طلب لديه وسارع فى تقديمه إلى الوزير المختص ليحصل على توقيعه، فى مشهد يظهر تلك الحالة "المزرية" التى عليها هؤلاء النواب.


برنامج الحكومة وما تطرحه من خطط أو رؤى لم يشغل بال هؤلاء النواب على الإطلاق، ويبدو أن الأمر لديهم مجرد تحصيل حاصل ولا قيمة له على الإطلاق، وإلا فما التفسير المنطقى لنائب قام خلال إلقاء رئيس الوزراء لبيانه بإرسال طلب لوزير الداخلية للحصول على موافقته؟


نتفهم ما يقوم به النواب من خدمات لأهالى دوائرهم، لكن لكل مقام مقال، وجلسة اليوم تخص الشعب المصرى كله، لا تخص أهالى الدائرة الفلانية أو الدائرة العلانية، وكان يتوجب على هؤلاء النواب أن يكونوا على قدر المسئولية التى منحها لهم الشعب المصرى وأن يؤدوا دورهم بوعى وفهم تحت القبة خاصة فى جلسة تاريخية كهذه، لكن أن يتعاملوا بهذا الشكل الذى ظهر بعضهم عليه خلال جلسة اليوم فهو أمر غير مقبول، ولا يبشر بأن هذا المجلس سيعمل لصالح هذا الشعب ولصالح تحسين الأوضاع، وأن كثيرا من النواب بالفعل ليس لديهم وعى على الإطلاق لدور النائب تحت قبة البرلمان وهو أمر مفزع للغاية.