تدوينة واحدة على "فيس بوك" أو تغريدة على "تويتر" تكفى لوضعك فى السجن 3 سنوات وتغريمك 20 ألف جنيه، هذا ما حدث مع الشاعرة فاطمة ناعوت، المتهمة بازدراء الأديان، والتى قررت محكمة جنح مستأنف السيدة زينب، اليوم الخميس، رفض الاستئناف المقدم من دفاعها، وأيدت حكم حبسها 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان.
البداية كانت مع نيابة السيدة زينب، التى أحالت فاطمة ناعوت إلى محكمة الجنح، وواجهتها بتهمة ارتكاب جريمة ازدراء الإسلام والسخرية من شعيرة إسلامية، وهى "الأضحية"، من خلال تدوينة لها عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
فيما نفت الشاعرة هذه التهمة أكثر من مرة، واعتذرت عما حدث، وأكدت أن هدفها لم يكن ازدراء الدين، موضحة أن تناولها للقضية غير مخالف للشريعة الإسلامية من وجهة نظرها.
وكانت الشاعرة قد نشرت فى 26 فبراير الماضى، قصيدة جديدة، عبر حسابها الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، بعنوان "سجن"، ويبدو أنها كانت تتحدث فيها عن مصيرها، وتقول فاطمة ناعوت فى قصيدتها:
يكرهونَ الشَّدوَ يا حبيبى
لهذا يُصوّبون نِبالَهم نحو جناحىّ الأعزلين
حتى تُسقطَ حصواتُهم ريشةً وحُلمًا
فلا أطيرُ إلى حيث صوتِك يغنّى فوق الشجر:
تعالى يا حبيبتى
سهروا ليالى إثرَ ليالٍ يجدلونَ قضبانَ الحديدِ
وترساناتِ رصاصٍ
ويفرشون الأرضَ الحزينةَ بالخرسانة المسلحة
حتى يصنعوا سِجنًا مُحكمًا
يليقُ بجموحِ أفكارى التى تطيرُ رغمًا عنهم وعنّى
فيما وراء الحُجُبِ
نحو السمواتِ العُلا
ألمْ يخبرهم العارفونَ
أن خيطًا نحيلاً من الحريرِ
كان يكفى ليربِطَ مِعصمى ويكسرَ جَناحى؟
ألم يخبرْهم ذوو المعرفة
أن حصوةً ضئيلةً من أقواسِهم تشقُّ طريقَها نحو قلبى
كانت تفى بما عزموا عليه عزمَهم؟!
لو كانوا يعلمون
لوفّروا أطنانَ الحديدِ وشكائرَ الأسمنتْ
من أجلِ الفقراءِ
يبنون لهم منازلَ وأكواخًا تحمى أجسادَ العرايا من ويلاتِ الصقيع
إنهم يا حبيبى يكرهونَ الموسيقى
لهذا أغضبَهم همسى إليكْ:
أدركْنى يا بعيدَ الدارْ
هاتِ قيثارتَكْ وغنِّ لى أغنيةَ الفرح
أيها الغلاظُ
وفِّروا زنازينَ العتمة لسافكى الدمِ
وسفاحى الأحلامْ
وخلّوا عنى كلبشاتِ الفولاذْ للصوص العقولِ
وسارقى الأوطان
لا تُشهروا أمام وجهى سيوفَكم
فلا حاجةَ لى بها لأُنحَر
أنا تقتلُنى كلمةٌ تخرجُ من فمٍ عبوسْ لا يحبُّ النغَم.
أمهلونى برهةً
حتى ينتهى شهرُ الربيع
وعهدًا سآتى إليكمْ طائعةً معصوبةَ العينين
بورقة شجرٍ
رابطةً مِعصميَى بسعفةِ نخيلٍ خضراءَ
حاملةً فوق ظهرى مِخلاةً
تحملُ أفكارى التى ستطيرُ من ثقوبِ الجدران الخرسانية
إلى حيث لا تطالُها أياديكم
ولا تسألوا عن قلبى
فقد أودعتُه قبل مجيئى فى كفّ حبيبى
حتى يجعلَه ريشةً يعزفُ بها على قيثارتِه.