الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:35 م

بعد تفاقم أزمة الخطبة المكتوبة..تعرف على كواليس اللقاء الطارىء بين الرئيس وشيخ الأزهر

بعد تفاقم أزمة الخطبة المكتوبة..تعرف على كواليس اللقاء الطارىء بين الرئيس وشيخ الأزهر رئيس الجمهورية وشيخ الأزهر
الجمعة، 05 أغسطس 2016 04:13 ص
تكتبه زينب عبداللاه
بطريقة بسيطة وفى لقاء ودى مع شيخ الأزهر، أنهى الرئيس عبد الفتاح السيسى صراعًا امتد منذ ما يقرب من شهر بين "الأزهر" و"الأوقاف" حول الخطبة الموحدة، بل وأنهى صراعا خفيا ظل يتجدد بين الحين والآخر فى مواقف سابقة، بسبب محاولات الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف الانفراد ببعض القرارات بعيدا عن مؤسسة الأزهر بدعوى تجديد الخطاب الدينى ونبذ التطرف.
ويؤكد هذا اللقاء إدراك الرئيس لخطورة تصاعد هذه الخلافات التى تظهر الانقسام والصراع داخل المؤسسة الدينية الرسمية وبين علمائها الذين يعول عليهم فى أخطر القضايا وهى تجديد الخطاب الدينى والتصدى لمشايخ التطرف وإنقاذ الشباب بنشر وسطية الإسلام.
ولأنها لم تكن المرة الأولى التى يظهر فيها حجم الخلاف والصراع بين الأزهر والأوقاف، والذى يبدأ دائما بمحاولات الدكتور مختار جمعة إثبات أنه حامل لواء التجديد متجاهلا رأى الأزهر، أراد الرئيس أن يحسم القضية وأن يؤكد على ريادة الأزهر وتحمله مسئولية توحيد جهود العلماء لمهمة تجديد الخطاب الدينى ونشر الإسلام الوسطى لمواجهة خطر التطرف.
كانت الأزمة قد تصاعدت بشكل كبير بسبب انفراد وزير الأوقاف بقرار الخطبة المكتوبة ومحاولة فرضها على الأئمة فى كل المساجد، وهو ما رفضه علماء الأزهر وغالبية أئمة الأوقاف، وتصاعد الخلاف بما اتخذته هيئة كبار العلماء بالأزهر فى اجتماع ناقش موضوع الخطبة الموحدة، وانتهى برفضه، مؤكدا أنها تعمل على تسطيح الفكر وتجميد الخطاب الدينى. وزير الأوقاف لم يلتزم بهذا القرار، مؤكدا أن له الولاية الشرعية والقانونية على الوزارة، وملزما أئمة الأوقاف بالخطبة المكتوبة، مع تأكيده بأن وعاظ الأزهر يمكنهم عدم الالتزام بها، وكأننا نعمل داخل دولتين، وأكد أنه لن يتراجع عن قراره ولن يصعد المنبر إلى بورقة مكتوبة، فى تصعيد واضح ومواجهة صريحة للأزهر وقرار هيئة كبار العلماء، وكأنها معركة يسعى فيها للانتصار لرأيه، فى الوقت الذى شدد فيه شيخ الأزهر على العلماء بعدم التعليق حتى لا يشتد الخلاف.
أدرك الرئيس أن هذه الصورة وتلك المعارك الهامشية تسىء لصورة المؤسسة الدينية وعلمائها وتضعفها وتفقد الناس الثقة فيها داخليا وخارجيا، وأن استمرار هذه الخلافات يصب فى صالح مشايخ التطرف، وينسف كل محاولات تجديد الخطاب الدينى التى شدد عليها أكثر من مرة.
رسالة الرئيس جاءت فى وقتها وجددت التكليف لمؤسسة الأزهر وشيخه للم شمل العلماء وإنهاء أى خلاف وهو ما اتضح باللقاء الذى عقده الإمام الاكبر بجميع قيادات الأزهر فور انتهاء لقائه الرئيس، واجتماعه بوزير الأوقاف الذى وصفه "جمعة" باللقاء الأبوى.
رسالة الرئيس أكدت دعم الدولة الكامل والمتواصل لمؤسسة الأزهر الشريف العريقة، جامعا وجامعة، ودوره المحورى فى التعريف بصحيح الدين الإسلامى، ومواجهة دعوات الغُلو والتطرف، وحمله للواء تدريب الأئمة والوعاظ والمفتين لمواجهة قضايا ومشكلات المجتمع، وصقل مهاراتهم لمواجهة التحديات التى تهدد الوطن وشبابه، وهو ما تجسد فى اقتراح الطيب لإنشاء "أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة ولوعاظ والمفتين" وضرورة التنسيق والعمل المشترك بين كل أركان المؤسسة الدينية فى الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء.
رسالة الرئيس من هذا اللقاء تؤكد أنه لا مجال للزعامات الشخصية فى المؤسسة الدينية، وأن خطر انقسام علمائها يوازى خطر انتشار أفكار التطرف، وتضع المؤسسة الدينية على بداية الطريق الصحيح لمواجهة التطرف، فهل تتوقف الخلافات الهامشية بين المشايخ ؟ وهل تتوحد جهودهم لمواجهة تحديات الوطن وهل يدركون ما أدركه الرئيس؟


print