كتبت أمنية فايد - تصوير كريم عبد الكريم
قال الدكتور عاطف باخوم، استشارى الكبد والجهاز الهضمى والأمراض المتوطنة ومدير قسم البحث العلمى ببرنامج الحرية من الإيدز والإدمان، إنه فى أوروبا حدثت تجربة عظيمة للمدمنين وهى إنشاء أكشاك خاصة للحقن تتسم بالسلامة والأمن الصحى، وتعمل على تقديم جرعات من المخدرات مناسبة للفرد باستخدام حقن صحية وآمنة، وأطلقوا على هذه الأكشاك اسم "أماكن للحقن المراقب"، مشيرًا إلى أن المدمنين موجودون فى كل مكان وللوصول لطريقة تخلصهم من الإدمان أنشأوا هذه الأكشاك حتى لا يموتوا فضلاً عن أن هذه الأكشاك تتيح التقرب من المدمن والتحدث معه عن الأخطار الناتجة عن الحقن الخاطئ، مضيفًا أنها تقلل خطر انتشار فيروس الإيدز الذى ينتقل بنسبة كبيرة عن طريق الحقن، وفى ذلك حماية للفرد حتى يتعافى من الإدمان.
وأضاف الدكتور عاطف باخوم فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، على هامش مؤتمر "تطوير المجتمع والسياسات الصحية والقانونية والبنية التشريعية للتجاوب مع فيروس نقص المناعة الإيدز فى مصر" الذى ينظمه برنامج الحرية من الإدمان والإيدز بالتعاون مع جمعية "فاتحة خير"، أن غياب الوعى المجتمعى عن الإيدز يعد وصمة عار، فشعور المريض بالدونية والاحتقار من الآخرين والنظرة المهينة إليه وطرق تعامل المجتمع معه حتى قبل التعرف على سبب إصابته بالإيدز يدمره نفسيًا ومعنويًا.
وتابع استشارى الكبد والجهاز الهضمى والأمراض المتوطنة، أن المجتمع يرفض مريض الإيدز بداية من دخوله المستشفى وإجراء التحاليل للكشف عن الفيروس ونشر نتائج التحاليل على الجميع بغرض التشهير به، وهذه أولى خطوات الانتهاك الحقوقى الذى يتعرض له المتعايش مع الإيدز، قبل أن ينتقل الازدراء إلى جميع مؤسسات المجتمع وشرائحه، وهنا لا يمكن للمصاب أن يعمل أو يتزوج أو يلحق أبناؤه بالمدرسة وجميعها مواقف تؤدى بالفرد إلى الشعور باليأس، وعدم تقبل المجتمع له والاستسلام للفيروس حتى يموت.
وأوضح مدير قسم البحث العلمى ببرنامج الحرية من الإيدز والإدمان، أن هذه الطريقة تعد الأنسب لنشر الوعى والطرق الآمنة للحد من انتشار المرض، حيث يعد مدمنى الحقن الأخطر فى نقل الإيدز وبنسبة تفوق العلاقات الجنسية، وقد أظهرت الأبحاث التى أجريت فى عامى 2006 و2010، ارتفاع نسب الإصابة بين مدمنى الحقن بصورة كبيرة خلال أربعة سنوات فكانت فى العام الأول 0.08% وفى العام الثانى 0.7%.
ولفت باخوم، إلى أن تنفيذ منظومة استخدام حقن صحية وواق ذكرى سليم، يساعدنا فى حماية المجتمع من انتشار فيروس الإيدز والتقرب من المدمن لحل مشكلته، وتعافيه من الإدمان بالطرق الصحيحة وبالتالى تحجيم المرض والإدمان معًا، هذا بجانب تضافر وسائل الإعلام مع الصحة والجمعيات والتوعية الصحية للحد من انتشار الإيدز.