أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، ضرورة الاقتداء بأحوال البيت النبوى الشريف، والتماس المنهج النبوى الشريف فى التعامل مع الزوجات، وأهمها التواصل والترابط بين جميع أفراد البيت.
وحذر خلال لقائه ببرنامج "مكارم الأخلاق فى بيت النبوة"، من أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعى وسوء استخدامها أصبح أحد العوامل المسببة لزيادة حالات الطلاق، طبقًا لما أثبتته عدة دراسات اجتماعية وإحصائية؛ حيث انكفأ كلُّ واحد من الزوجين أغلب أوقاته على جهازه وعالمه الافتراضى الخاص، واتَّخذه متنفسًا له فى تعدُّد العلاقات والصداقات التى تضرُّ كيان الأسرة، وكذلك نشر مختلف أحوال حياته وشئونه الخاصة، مضيفًا أن أسباب وقوع الطلاق لا يشترط توافرها جميعًا فى كل الحالات، بل لكل حالة ظروفها التى تختلف بها عن غيرها، ومن أسباب حدوث المشاكل الأسرية كذلك الجهل بالحقوق الزوجية، وكذلك التدخل الخاطئ للأهل والأقارب فى الحياة الزوجية لأبنائهم.
وأشار مفتى الجمهورية إلى أن الشرع الحنيف جعل الأهلَ والأقاربَ مصادر مكملة للأسرة من أجل تحقيق الاندماج بين الزوجين، وشرع فى حقِّهم تجاه الزوجين النصيحةَ والإرشادَ ومدَّ يد العون والمساعدة فى تبادل الخدمات المادية والمعنوية، ولكن هذا الأمر مقيَّد بعدم توسع هؤلاء وتغلغلهم داخل الأسرة إلى حدٍّ يصل بالأمر إلى تحفيز أحد الطرفين ضد الآخر، فلا يخفى ما فى ذلك من المفاسد التى تهدِّد هذا الميثاق الغليظ، فينبغى أن يكون هذا التدخل فى الإطار المحمود الذى يدعم استقرار الأسرة ويحافظ على سريان المودة والرحمة والتفاهم بين الزوجين، وليس لجلب المزيد من المشاكل والشقاق والعقبات وغيرها من الأمور المخالفة لسيرة النبى الكريم داخل البيت النبوى وخارجه.