في إطار قيام مركز التخطيط والتنمية الصناعية بمعهد التخطيط القومي بإعداد دراسة جماعية حول دور صناعة الفضاء في دعم التنمية المستدامة في مصر، نظم المركز ورشة عمل حول " دور صناعة الفضاء في دعم التنمية المستدامة في مصر، في ضوء الخبرات العالمية"، بالتعاون مع وكالة الفضاء المصرية، والهيئة القومية للاستشعار عن البعد وعلوم الفضاء NARSS.
تناولت ورشة العمل عددًا من الموضوعات التي ركزت على توصيف أهم التحديات التي تواجه صناعة واقتصاد الفضاء في مصر، بالإضافة إلى رصد الفرص والتطبيقات الأكثر جدوى على الأجلين القصير والطويل، والمقترحات الداعمة لتعزيز حضور وتأثير تلك الصناعة وسلاسل القيمة الخاصة بها في الاقتصاد الوطني.
كما أشارت الورشة إلى أن صناعة واقتصاد الفضاء يُعد مجالًا حيويًا للبشرية، فهو غني بالموارد الطبيعية والإمكانات العلمية والتكنولوجية، ويمكن أن يسهم في التنمية الاقتصادية وتعزيز الاقتصاد الوطني للدول، من خلال خلق فرص عمل جديدة وتطوير الصناعات التكنولوجية المتقدمة، وتحسين جودة الحياة عبر توفير خدمات جديدة مثل خدمات البيانات اللانهائية، وخدمات الاتصالات ورصد الأرض ومراقبة تغيرات المناخ، فضلًا عن إتاحة الفرص للكيانات الخاصة وريادات الأعمال الناشئة للاستثمار في خدمات صناعة واقتصاد الفضاء المختلفة.
وأكدت على أهمية الدور المحوري لوكالة الفضاء المصرية، والتي يمثل تأسيسها تحولاً نوعياً لدعم مشروع الفضاء المصري ودورها التنموي من خلال القانون رقم 3 لسنة 2018 بتأسيس وكالة الفضاء المصرية- EgSA عام 2019 كہيئة عامة اقتصادية تتبع رئيس الجمهورية، تتولى وضع استراتيجية الدولة في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، لدعم الأهداف التنموية والأمنية الوطنية، وتوظيف صناعة الفضاء لتحقيق المستقبل المستدام لمصر.
كما تم استعراض، المحاور الثمانية الرئيسة لتفعيل دور صناعة واقتصاد الفضاء في مصر، وتشمل: تنمية الوعي المجتمعي بدور صناعة الفضاء في التنمية الشاملة، ومحور التعليم بمراحله المختلفة، وصولاً إلى التعليم الہندسي الجامعي، فضلاً عن محور البحث العلمي والابتكار المساند لصناعة الفضاء (نقل -توطين -تصنيع تكنولوجيا الفضاء)، وكذلك محور تطبيقات الاستشعار عن بعد في مجالات وقطاعات التنمية المختلفة (زراعة- مياه- تخطيط عمراني - بيئة).
من جانبه، أكد الدكتور محمد كساب، عضو الفريق البحثى للدراسة، على أهمية تنمية كوادر اقتصادية متخصصة في مجال الفضاء، قادرة على تحويل الأنشطة الفضائية إلى أنشطة اقتصادية تدعم الاقتصاد الوطني وتضمن عوائد خارجية جيدة، ويمكن الاستعانة في ذلك بمراكز الفكر المصرية المعنية مثل معهد التخطيط القومي.
وأشار كساب، إلى ضرورة وجود أدوار توعوية متعددة لوكالة الفضاء المصرية، من خلال زيارات متبادلة مع المدارس والجامعات لتعزيز ثقافة الفضاء لدى الطلاب على كافة المستويات حتى المستوى الجامعي، وتعرف الطلاب على أنشطة الوكالة وتفقد المعامل والمختبرات الخاصة والإلمام بقدراتها ومهامها المختلفة ، لافتًا إلى الدور الرائد للقطاع الخاص المصري في نشر ثقافة الفضاء مجتمعياً، على الأخص مبادرة ( مجموعة شركات العربي) بتصنيع نماذج أقمار وتوزيعها في المدارس بنظام : STEM لنشر الوعي والثقافة والممارسات الفضائية بين الطلاب في مراحل التعليم المبكرة.
وفي سياق متصل، أكد كساب على ضرورة دراسة تحويل مصر إلى قاعدة لإطلاق الأقمار الصناعية، حيث تتمتع الدولة بمزايا جغرافية ومناخية وبيئية تنافسية فريدة مواتية للإطلاق من البر، ومن البحر: Sea Lunch ، مقارنة بدول العالم، فضلاً عن دراسة فرص اقتصادية على المستوى الإقليمي ، خاصة على المستوى الأفريقي بعد القرار الجمهوري عام 2023 باستضافة مصر مقر وكالة الفضاء الأفريقية ASFA ))، والفرص على المستوى العربي، ويمكن تسويق تطبيقات لهيئة الاستشعار على المستوى الأفريقي ترتبط بنماذج لإدارة المياه، والتصحر وغيرها من التطبيقات.