الإسكندرية – جاكلين منير
قال الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء وعضو اللجنة الدولية للاستخدام السلمى للفضاء الخارجى التابعة للأمم المتحدة وتضم 77 دولة، إن مصر بصدد إطلاق 5 أقمار صناعية تجريبية متناهية الصغر "بيكو ستلايت" فى عام 2017، والتى تعتبر بداية صناعة الفضاء فى مصر.
موضحا أن مصر قد حصلت على منحة من دولة الصين بإنشاء مركز تجميع فضائى، سيتم من خلال تجميع أول قمر صناعى مصرى "إيجى سات"، وإطلاقة قريبا فى فترات لاحقة، معربا عن أملة فى قدرة مصر مستقبلا فى إنتاج الأقمار الصناعية وصناعة مايقرب من 60% من مكوناته داخل مصر، وذلك حرصا على سرية الشفرة الخاصة بالقمر الصناعى وحرصا على سيطرة مصر الكاملة عليه وعدم فقده فى الفضاء كما حدث مسبقا .
جاء ذلك فى تصريحات صحفية على هامش اليوم الثانى من المؤتمر الدولى الأول للاتجاهات المتقدمة فى علوم الأراضى، والذى تستمر فعالياته على مدار ثلاثة أيام بمكتبة الإسكندرية، وتنظمه الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء مع جامعة الزقازيق، بالاشتراك مع مكتبة الإسكندرية، وبرعاية المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة isessco وصندوق دعم التكنولوجيا والابتكار stdf والاتحاد الدولى لعلوم الأراضى iuss والجمعية المصرية لعلوم الأراضى .
وأوضح أن مصر تتعاون مع دول العالم فى مجال الفضاء مدنيا فقط وليس عسكريا، مشيرا إلى أن مصر تستخدم تكنولوجيا الفضاء فى مجالات التنمية، وهو استخدام تنموى وأمنى للحفاظ على أمن البلاد وليس عسكريا، حيث تصل أكبر قدرة تفريقية لمصر إلى حجم قطر 1 متر، فى حين قد تصل القدرة التفريقية لبعض الأقمار الصناعية التى تستخدم فى أعمال التجسس والأعمال العسكرية إلى قطر 3 سم .
وأشار إلى أن دولة أمريكا تعد أكبر دولة فى العالم فى هذا المجال، وتسيطر على مجال الفضاء فى العالم، حيث تملك حوالى ما بين 500 إلى 600 قمر صناعى، بالإضافة إلى الأقمار الصناعية غير المعلنة والتى تستخدم فى أعمال التجسس .
وأشار إلى أن مصر تأخرت 55 عاما عن تنفيذ البرنامج الفضائى الذى تم وضعه منذ مرحلة الستينيات فى القرن الماضى، وأوضح أن أسباب تأخر تنفيذ البرنامج تعود إلى تآمر خارجى من إسرائيل وأمريكا أولا، ثم بعض الظروف السياسية والحروب التى خاضتها مصر فى 1967 وعام 1973 ثانيا، مما أدى إلى تأجيل تنفيذ البرنامج، بالإضافة إلى عدم وجود إرادة سياسية فى فترات لاحقة، حيث تم الإجهاز تماما على تنفيذ برنامج الفضائى المصرى فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، مؤكدا على أن الفترة الحالية قد شهدت تنشيط لهذا الملف بسبب اهتمام الرئيس السيسى بالبرنامج المصرى الفضائى ووجود إرادة سياسية.
وأشار إلى أن هذا الملف يتم دراسته بكل عناية حاليا من كل الجوانب السياسية والمالية والتقنية استعدادا لتنفيذه واتخاذ قرار بشأنه .
وأكد علاء النهرى على أن مصر لديها قدرات فنية بشرية جيدة فى مجال صناعة الفضاء، ولكن العقبة الحالية هى فى توفير التمويل المالى لتنفيذ مشروعات الفضاء، وأوضح أن مصر حصلت على المركز السادس إفريقيا والرابع عربيا فى هذا المجال، حيث قام بإجراء إحدى الدراسات التى أسفرت نتائجها عن حصول دولة الإمارات على المركز الأول تليها السعودية ثم الجزائر وفى المركز الرابع مصر .
وأوضح أن برنامج الفضاء المصرى لن يمثل عبئا على الدولة، خاصة فى إنشاء وكالة فضاء مصرية وهو المشروع الذى بصدد عرضه على البرلمان خلال أسبوعين، موضحا أن مشروعات الفضاء هى التى قد تمثل عقبة مالية لتكلفتها الباهظة.