يعتبر التعليم الفنى واحدا من أهم أسباب النهوض فى المجتمعات النامية، ولكن فى مصر هناك عدة مشكلات ناتجة عن سنوات الإهمال التى ضربت كل نواحى التعليم الفنى فى مصر، فعلى الرغم من الاهتمام الدولى الكبير بالتعليم الفنى باعتباره أحد أهم الأعمدة الرئيسية التى ساهمت فى نهضة أكثر من دولة متقدمة صناعياً وتكنولوجياً مثل ألمانيا والصين واليابان وغيرهم لذلك تحدثنا مع النواب عن أسباب النهوض بالتعليم الفنى.
وكيل لجنة التعليم: فى مدرسين لابد من إعدامهم زى خيل الحكومة
قال هانى أباظة عضو مجلس النواب عن حزب الوفد بمحافظة الشرقية، ووكيل لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، إن ملف التعليم الفنى لابد من إعادة صياغته من جديد من الألف إلى الياء.
وأضاف عضو مجلس النواب عن حزب الوفد بمحافظة الشرقية، ووكيل لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، فى تصريحاته لـ "برلمانى" أن التعليم الفنى كان أحد أهم أسباب النهضة الصناعية فى ألمانيا والتى تحتل المراكز الأولى فى الدول الصناعية فى العالم نظرا لاهتمامها بالتعليم الفنى .
وتابع أباظة، أن مصر تحاول أن تأخذ خطوات جادة نحو تطوير التعليم الفنى أو الصناعى من خلال تعميم التجربة الألمانية والتى بدأت الدولة فى تنفيذه من خلال تطوير مدرستى أحدهما فى العامرية بالإسكندرية والأخرى فى محافظة المنوفية.
.jpg "الهلالى الشربينى (2)")
وأوضح أباظة، أن الهدف من تطوير التعليم الفنى ليس الطالب الخريج فقط، وإنما التطوير يستهدف أيضا المدرسين الذين يعملون فى المداس الفنية والتى يحتاج البعض منهم إلى إعدامهم " يضربوا بالنار زى خيل الحكومة " نظرا لما يقومون به من مصائب داخل مدارسهم".
أمين سر لجنة التعليم: التعليم الفنى لا يرتقى إلى المستوى ونحتاج إلى خريج قادر على مواكبة سوق العمل
بينما قالت ماجدة بكرى عضو مجلس النواب والمعينة من قبل رئيس الجمهورية وأمين سر لجنة التعليم والبحث العلمى، أن المشاكل كثيرة جدا ومستوى التعليم الفنى لا يرقى أو يوازى حجم الطموحات فنحن نسعى لتنمية الصناعة، ونسعى أن يكون الخريج يحقق متطلبات سوق العمل، ويخرج لنا شخص قادر على مواكبة سوق العمل وما فيه من تغيرات، الخريج المطلوب فعلا وليس مجرد شهادة للطالب، فيوميا نسمع عن شركات ومصانع تطلب عاملين بصفات معينة ولا تجدهم، وهنا فجوة كبيرة.
وأضافت عضو مجلس النواب فى تصريحات لـ "برلمانى" أن من بين المشكلات طبيعة المادة التعليمة المقدمة حاليا وتأخر المناهج بشكل كبير، والتى لا تتوافق مع ما يتطلبه سوق العمل، إلى جانب نحن بحاجة إلى تغيير ثقافة المجتمع والتى تنظر للتعليم الفنى بنظرة أقل من خريجى الجامعات، لكن لو غيرنا ثقافة المجتمع بإعطاء التعليم قيمته وتطوير طرق التدريس ومدى مناسبتها لمتطلبات سوق العمل، إلى جانب تغيير الشق الثقافى لدى الناس عن التعليم الفنى.
وأوضحت بكرى أن المادة المقدمة ليست منهج فقط لكنها طرق تدريس ومستوى المعلم، ولابد من إعادة النظر فى المدخلات لهذا المنتج، وفى لجنة التعليم عملنا لقاءات مع صندوق تطوير التعليم التابع للوزاراء، وتحدثنا عن بعض الأمور، ونحتاج مزيدا من اللقاءات مع المستثمرين لمعرفة خطة الدولة لتطوير التعليم الفنى، ونحتاج خطة سريعة وقوية للوصول إلى مردود قوى.
منى عبد العاطى: هناك ضعف فى الاهتمام به من قبل الدولة وتكلفة التعليم الفنى عالية جدا
ومن جانبها قالت النائبة منى عبد العاطى، عضو مجلس النواب عن محافظة كفر الشيخ وعضو لجنة التعليم بالمجلس، أن هناك ضعفا بالاهتمام بالتعليم الفنى من قبل الدولة على الرغم من الأهمية الخاصة له لكونه أحد أهم أسباب التطور الصناعى والذى يحقق التنمية المستدامة .
وأضافت عضو لجنة التعليم - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن الحل فى الارتقاء بالتعليم هو أن يكون التعليم الفنى المزدوج هو شعار المرحلة القادمة وهو اتجاه بدأت الدولة فى اتخاذه والسبب الأساسى منه إنشاء بيئة مناسبة تخرج خرج فنى يواكب التطور الصناعى .
التعليم المزدوج هو الحل
وتابعت "عبد العاطى " : أن التعليم الفنى المزدوج هو عبارة عن إنشاء مدارس صناعية فى أماكن مناسبة تناسب البيئة الخاصة بها، فإنشاء مدرسة فنية صناعية لابد أن تكون فى منطقة صناعية وكذلك الزراعية فى مناطق ريفية وذلك لتمكين الطالب من الممارسة النظرية بجوار العملية .
وأوضحت نائبة كفر الشيخ ، أن تكلفة التعليم الفنى عالية جدا بسبب ملحقاته العملية فالمدارس الصناعية تحتاج إلى إنشاء ورش ومعدات وقطع غيار وأدوات أخرى، مشيرة إلى أن خريج التعليم الفنى للأسف مستواه ضعيف للغاية وأصبح العدد الأكبر من خريجيه يساوى خريج محو أمية .
وأشارت "عبد العاطى " إلى أنه يجب تطوير المناهج وتأهيل المدرسين ، وتطوير المدارس لكى يتم النهوض بالتعليم الفنى بما يناسب سوق العمل .
وفى نفس السياق طالب النائب عبد الرحمن البرعى وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب الحكومة بضرورة تكثيف مجهوداتها للنهوض بالتعليم الفنى فى مصر، قائلا النهوض لن يتحقق إلا بالتعليم الفنى والزراعى خاصة أن الاتجاه العام للقيادة فى مصر هو المشروعات الزراعية والصناعية.
وأضاف البرعى لـ برلمانى، أن هناك مبادرة يتبناها مجلس الوزراء وهى إنشاء المجمعات التكنولوجية التابعة لصندوق دعم المشروعات التعليمية، والتى تتم بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبى، مشيرا إلى أنه سيتم افتتاح مجمعين بمحافظتى بنى سويف والقليوبية قريبا، يهدفان لإدخال الطلاب سوق العمل منذ السنة الأولى لانضمامهم للتعليم الفنى، للمساعدة فى تأهيلهم جيدا.
الاتفاقات مع رجال الأعمال
كما شدد البرعى على ضرورة عقد اتفاقات مع أصحاب المصانع بالتعاقد مع التلاميذ للعمل والتدريب مقابل حصولهم على راتب بشرط تعيينهم بمجرد إنهاء تعليمهم والهدف من ذلك الوصول لنسبة 60% تشغيل.
كما طالب باستغلال طلاب التعليم الزراعى بمشروع المليون فدان من خلال تمليكهم اراضى هناك لخلق حياة بعيدة عن الدلتا وفتح افاق جديدة بالصحراء واستغلال الطاقات البشرية المهدرة.
