حوار عبد اللطيف صبح ومحمد عبد المجيد
أعرب النائب ممدوح عمارة، عضو مجلس النواب المستقل عن دائرة "حلايب وشلاتين"، عن سعادته لكونه أول نائب يمثل الدائرة فى تاريخ البرلمان المصرى، مضيفًا - فى أول حوار صحفى له، فاتحًا صدره لـ"برلمانى" - أنه يتوقع تعاون أجهزة الدولة معه كنائب عن أهالى الدائرة، لتنمية المنطقة ورفع المعاناة عن أهلها، قائلا: "الدولة مهتمة بالمنطقة التى تعد ذات طبيعة خاصة، لكونها منطقة حدودية، وهناك ميزانيات لا حصر لها مخصصة لحلايب وشلاتين منذ العام 1981 وحتى الآن".
ونفى عضو المجلس أن تكون حلايب وشلاتين منطقة مهمّشة، كاشفًا عن انضمام 8 من أبناء قبائل المنطقة لقوات حرس الحدود، ممن يُطلق عليهم اسم "الدللة"، جمع "دليل"، وظيفتهم تتبّع الآثار واقتفاؤها، لمساعدة القوات المسلحة فى الحفاظ على المنطقة ومواجهة عمليات التهريب وتحركات الخارجين على القانون، وإلى نص الحوار...
بداية.. حدثنا عن التحديات التى واجهتها خلال العملية الانتخابية؟
حلايب وشلاتين كانت تتبع دوائر محافظة البحر الأحمر، ولهذا كان نوابها دائمًا من شمال المحافظة، والرئيس عبد الفتاح السيسى استخدم صلاحياته لإنشاء دائرة مستقلة فى حلايب وشلاتين، لأكون أول نائب تحت القبة عنها، ويتحقق حلم أهالى الدائرة بأن يمثلهم أحد أبناء حلايب وشلاتين، وتجربتى فى الانتخابات كانت لحظة فارقة بالدائرة، وأنا مؤمن بالشباب الذين ساندونى، فالانتخابات كانت قوية، وشهدت تنافس قبيلتين كبيرتين على مقعد الدائرة، وكنت طوال الوقت أراهن على وعى الشباب ودور المرأة.
وماذا عن التحديات التى تتوقع مواجهتها فى عملك كنائب؟
إن شاء الله لن تكون هناك تحديات وصعوبات داخل المجلس، بل على العكس أتوقع أن تكون كل أجهزة الدولة متعاونة معنا لتنمية المنطقة ورفع المعاناة عن أهل الدائرة، فالدولة مهتمة بالمنطقة، وهناك ميزانيات لا حصر لها تم تخصيصها لحلايب وشلاتين منذ العام 1981 وحتى الآن.
هل تقصد أنه لم يكن هناك تهميش لمنطقة حلايب وشلاتين منذ 1981؟
لم يكن هناك تهميش، فالدولة تعمل على عدد من المشروعات الخدمية والتجارية، ولكننا نتمنّى تحقيق كل مطالب أهالى الدائرة فى القريب العاجل، ولدينا ضمن هذه المطالب العاجلة ما يتعلق باستخراج الأوراق الثبوتية، فنظرًا لأن أغلبية الأهالى مقيمون فى الجبال والوديان، فإنهم لم يحصلوا على بطاقات الرقم القومى، وهناك عدد حصل على البطاقة الورقية القديمة فقط، ولدينا أيضا مشكلة فى شبكات المحمول، إذ نحتاج إلى رفع مستوى جودتها، فأحيانًا نعيش أسبوعًا أو أكثر دون توافر شبكة، وأتمنى أن تمنح الدولة شباب الدائرة قروضًا ميسّرة لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة.
ما طبيعة التحديات الأمنية التى تواجهها حلايب وشلاتين كمنطقة حدودية؟
حلايب وشلاتين منطقة حدودية مع دولة السودان الشقيقة، والقوات المسلحة ووزارة الداخلية تقومان بأكمل دور لهما، فلا شكّ فى أن القوات المسلحة هى السد المنيع وحائط الصد ضد أى خطر يأتى من خارج البلاد.
غالبا ما تكون المناطق الحدودية منافذ لتهريب السلاح والمخدرات.. فما دور قبائل حلايب وشلاتين فى مساندة الأمن لمواجهة الخارجين على القانون؟
لدينا مجموعة من شباب القبائل يُطلق عليهم اسم "الدللة"، جمع دليل، ووظيفتهم تتبع الأثر، وهناك 8 تم تعيينهم فى قوات حرس الحدود كـ"دللة" لمساعدة القوات المسلحة فى الحفاظ على المنطقة، وهناك شخصيات وطنية بالقبائل، عندما يشعرون بأيّة خطورة تبلغ الأجهزة الأمنية على الفور، ونتمنّى من القوات المسلحة والشرطة أن يضعوا أيديهم على نقاط الضعف التى يستغلها الخارجون على القانون فى عمليات التهريب.
هل الإرهاب هو الأخطر على المنطقة أم تهريب المخدرات والسلاح؟
لا يوجد إرهاب فى حلايب وشلاتين، وخلال الفترة الماضية هناك بعض العناصر التى صدرت بحقها أحكام قضائية كانوا فى طريقهم للسودان، ولكن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبطهم على الفور.
ماذا عن طبيعة العلاقة بين قبائل حلايب وشلاتين والقبائل المجاورة لها بدولة السودان؟
من الطبيعى أن تكون هناك صلة قوية بين أى دولتين بينهما حدود مشتركة، وأن يكون بينهما تبادل تجارى وثقافى، ومن ثمّ فنحن وإخواننا السودانيون بيننا علاقة نسب، ونريد أن تعود مصر والسودان دولة واحدة فى القريب، فكل الوطن العربى كان منطقة واحدة، والاستعمار هو من وضع الحدود بين البلدان العربية، وأتمنّى أن تتكامل هذه الدول فيما بينها، مثل دول أوروبا، خاصة وأن العالم لا يعرف إلا لغة القوة، والقوة تأتى من الوحدة.
حلايب وشلاتين.. هل هى دائرة غنية أم فقيرة؟
لا يوجد شىء اسمه دائرة غنية أو دائرة فقيرة، منطقة حلايب وشلاتين مساحتها من 14 إلى 16 ألف كيلو متر مربع تقريبًا، وبها ساحل يمتد لـ 200 كيلو متر على شاطئ البحر الأحمر، وهذا الساحل لم يُستغلّ حتى الآن، وما زالت المنطقة فى انتظار إنشاء مشروعات سياحية وموانئ، ونتمنى أن تضع الدولة منطقة حلايب وشلاتين على الخريطة السياحية فى القريب العاجل، وأن تلتفت إلى سلسلة جبال البحر الأحمر، الممتدة من الزعفرانة حتى حدود السودان والحبشة، والتى تحتوى على كل الخيرات الطبيعية من الذهب والجرانيت والحديد، وكذلك هناك سهل منبسط تُقدّر مساحته بملايين الأفدنة، يحتاج إلى إقامة مشروعات زراعية وصناعية، فالمنطقة واعدة وغنية بالموارد لكنها لم تُستغل حتى الآن.