الاحتفال بمرور عام على افتتاح قناة السويس

لم يُبدل عادل دياب عادته بالتجول فى شوارع مدينة الإسماعيلية مستقلًا دراجته منذ أن كان صبيًا فى العاشرة من عمره، حتى خروجه على المعاش، ولكنه يشعر الآن أن المدينة بدأت تعود لجمالها المعروف عنها كـ"باريس الصغرى" مع الاستعدادات لحفل مرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة.



المدينة استعادت جزءً من وجهها الباريسى مع حملات التجميل التى سبقت احتفالية مرور العام الأول على افتتاح قناة السويس الجديدة، وأعاد للمسطحات الخضراء نضرتها وشوارع الحى الإفرنجى القديم بهائه.

يقول دياب: "الشوارع الرئيسة للمدينة عادت جميلة بعكس داخل المدينة الذى أصبح مزدحمًا بالسكان والسيارات، ومازالت منطقة فيلات هيئة قناة السويس وطريق نمرة 6 ومشاهدة السفن بالقناة، من الأماكن المريحة للأعصاب".



مشهد عبور الناقلات العملاقة فى قناة السويس مألوفًا لدى أهالى مدينة الإسماعيلية، التى استعادت خلال الأيام الأخيرة وجهها الباريسى، باعتبارها المدينة التى تأسست عقب الافتتاح الأول للقناة، استعدادًا لحفل جديد يشهده رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى لمرور عام على فتح القناة الجديدة أمام حركة الملاحة الدولية.

"دياب" مثل عدد كبير من سكان مدينة الإسماعيلية نزل للميادين احتفالا بافتتاح القناة فى العام الماضى، ولكنه الآن يتساءل عن ما حققته القناة طوال العام، قائلا: "أنا لا أفهم فى الاقتصاد أو كيف تدار قناة السويس، ولكنى أسمع من التلفزيون عن مشكلات فى الاقتصاد الدولى وسفن تترك القناة لرأس الرجاء الصالح، وفى الوقت نفسه نسمع من المسؤولين عن إيرادات مرتفعة للقناة، بصراحة "الأخبار مُربكة".

أحمد شعيب: الاحتفال فرصة لتذكير المصريين بما أنجزوه

وقال أحمد سعيد شعيب، عضو مجلس النواب عن مدينة الإسماعيلية، إن الاحتفال بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة فرصة لتذكير المصريين بما أنجزوه بتعاونهم وحفر القناة خلال عام واحد.

وأضاف شعيب، "نعلم الظروف الاقتصادية العالمية، ولذلك أجد مبررًا للمسؤولين على هيئة قناة السويس لعدم إعلان إيرادات القناة خلال الأشهر الماضية، ويبدو أنها لاعتبارات أمن قومى وهذا يعود إليهم".

محافظ الإسماعيلية: الرئيس سيتفقد موقع حفر أنفاق قناة السويس

ويستعد ديوان محافظة الإسماعيلية بتجميل الميادين والشوارع الرئيسة للمدينة لاستقبال الضيوف حضور الحفل.
وقال اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، فى بيان رسمى: "الرئيس سيتفقد موقع حفر أنفاق قناة السويس بالمدينة والمشروعات القومية الكبرى قبل أن ينتقل لشرق قناة السويس لمنصة الاحتفال لمتابعة الموقف التنفيذى للمشروع القومى الكبير لتنمية محور قناة السويس، وعرض آخر ما تم من الإنجازات على أرض الإسماعيلية وافتتاح النادى الرياضى الاجتماعى الجديد بمدينة الإسماعيلية الجديدة".

النائب عصام منسى: الحدث يستحق الاحتفال

وصف عصام منسى، عضو مجلس النواب حفل عام على الافتتاح بأنه حدثًا يستحق الاحتفال، لأنه العام الأول للقناة الجديدة ويتزامن مع 60 عامًا على التأميم".

وقال "منسى" مصر تحتاج للإحساس بالإنجاز والفخر به، ولكن فى الوقت نفسه نحتاج أن نعرف ماذا أضافته القناة الجديدة لمصر، وهو ما ننتظره من الفريق مميش فى عرضه للنتاج العام.

وأضاف "نعرف أن الهدف المالى لزيادة الإيرادات ممتد لعام 2023، ولكن حجم الإنجاز الضخم بحفر القناة فى عام واحد رفع طموح الشعب بعوائد القناة فى عام واحد، ولكن الاقتصاد العالمى متأثر بانخفاض أسعار النفط و تباطؤ التجارة.
وخلال الاحتفال يعرض الفريق مميش رئيس هيئة قناة السويس، الإيرادات التى حققتها قناة السويس منذ افتتاح القناة الجديدة، ومشروعات جديدة لخدمة المنطقة والملاحة بالقناة.

وكانت هيئة قناة السويس قد توقفت على إعلان إيراداتها الشهرية منذ شهر مارس الماضى، وبتتبع البيانات الرسمية الصادرة عن الهيئة، تبين أن عدد السفن التى عبرت القناة منذ شهر أغسطس الماضى وافتتاح القناة الجديد بلغ 11 ألفًا و647 سفينة، وإيرادات 3 مليارات و429 مليون دولار.

تباطؤ الاقتصاد على العالم

ويقول تقرير لموقع "hellnic shipping"، المتخصص فى اقتصاديات النقل البحرى، "مشروع قناة السويس الجديدة يستهدف أن يرفع إيرادات القناة إلى 13.5 مليار دولار فى عام 2023، ولكن القناة تأثرت بتباطؤ معدلات النمو، وحققت انخفاضًا يقترب من 5% فى نهاية 2015 بـ 5.1 مليار دولار مقابل 5.5 مليار دولار فى عام 2014.

وأضاف التقرير "كان من المفترض مع اتساع الممر المائى الأكثر شهرة فى البلاد مضاعفة الأرباح السنوية فى أقل من عقد من الزمان، لضخ الحياة فى الاقتصاد المصرى، وخلق أكثر من مليون فرصة عمل جديدة، ولكن بعد مرور نحو عام، وعائدات قناة هى فى حالة ركود، وذلك بفضل تباطؤ الاقتصاد العالمى وأسعار النفط بخسة، وفى الوقت نفسه وضعت قناة السويس خطة طموحة لتطوير المنطقة المحيطة بالقناة إلى مركز البحرى العالمى وبعد لجذب المستثمرين.



وفقًا للأرقام الصادرة عن هيئة قناة السويس، شهد الإيراد الشهرى انخفاضًا عن العام الماضى بحساب الإيراد بالعملة الأشهر "الدولار"، وأضاف التوسع الحديث لقناة بنما الشهر الماضى تنافسًا مع قناة السويس لتقدم طريقًا بديلًا للسفن الكبيرة التى تحمل البضائع من آسيا إلى مراكز اقتصادية على الساحل الشرقى الأمريكى.

هيئة قناة السويس قدمت ثلاثة عروض لتخفيضات على رسوم عبور السفن العملاقة فى خطوط ملاحية بين الساحل الشرقى الأمريكى وسنغافورة، وناقلات النفط التى تعود فارغة للخليج العربى عبر رأس الرجاء الصالح، بتخفيض وصل إلى 65% لسفن الحاويات، و45% لسفن النفط والغاز الفارغة.



التخفيض الأخير جاء ردًا على تقرير نشرته منظمة "سى انتل" فى فبراير الماضى، عن عبور 115 سفينة على الأقل من رأس الرجاء الصالح بحمولة فارغة، تجنبا لدفع رسوم إضافية لقناة السويس، وقال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وقتها إن عدد 115 سفينة رقم بسيط مقارنة بما يعبر فى القناة، ويمكن لـ115 سفينة أن تعبر للسويس خلا ثلاثة أيام فقط وليس فى ثلاث أشهر مثلما رصد التقرير.