السبت، 23 نوفمبر 2024 11:20 ص

سمر سلامة تكتب:رغم اتباع "السيسى" سياسة المكاشفة..الحكومة تصر على إتمام اتفاقاتها بعيدًا عن البرلمان..وتتجاهل شراءها 4 طائرات جديدة..وشروط صندوق النقد "مجهولة"..والبسطاء يدفعون الثمن

لماذا تصر الحكومة على العمل فى الظلام؟

لماذا تصر الحكومة على العمل فى الظلام؟ لماذا تصر الحكومة على العمل فى الظلام؟
الجمعة، 19 أغسطس 2016 01:04 م
تسيطر حالة من الغموض غير المبرر على قرارات الحكومة واتفاقاتها ومعاهداتها، رغم اتجاه الرئيس عبدالفتاح السيسى الدائم نحو المكاشفة والمصارحة مع الشعب المصرى، فالحكومة وبرغم ما أثير خلال الساعات الماضية، عن شراء الحكومة المصرية 4 طائرات خاصة من طراز "فالكون 7 إكس" من شركة داسو الفرنسية بما يزيد عن ثلاثة ملايين يورو لتجديد الأسطول الذى تستخدمه الحكومة المصرية، بالتزامن مع دعوة الحكومة الشعب المصرى للتقشف على إثر الأزمة الاقتصادية الحادة التى تمر بها البلاد، فلم تخرج الحكومة حتى الآن، لتؤكد أو تنفى ما تم نشره.

جلسه من البرلمان

الأمر لم يقف فقط عند هذا الحد، بل امتد لتغييب البرلمان ومن ثم الشعب المصرى عن قرار غاية فى الأهمية وهو الاقتراض من صندوق النقد الدولى، وما يتبعه من إجراءات اقتصادية مجحفة، يدفع ثمنها البسطاء ومحدودى الدخل، سواء برفع الدعم تدريجيًا، أو فرض مزيد من الضرائب على السلع والخدمات، وإصلاح منظومة الأجور من خلال الاستغناء عن مليونى موظف بالقطاع الحكومى على الأقل.

وبرغم كل هذه الإجراءات إلا أن الحكومة أصرت على التكتم على شروط الصندوق، وتركت المجال للتكهنات والتوقعات، وهو ما تم حسمه بتصريحات رئيس صندوق النقد الدولى الذى أوضح شروط القرض.

شريف إسماعيل

لم يختلف الأمر كثيرًا عندما أعلنت الحكومة بشكل مفاجئ توقيعها على اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، والتنازل على جزيرتى تيران وصنافير بناءً عليها، وهو ما تم الإعلان عنه من الجانب السعودى والإسرائيلى وليس المصرى، مما أصاب الشارع المصرى بالصدمة والمفاجأة.

دولار

الأمر امتد إلى قرارات خاصة برفع أسعار الكهرباء وبعض السلع الحيوية، دون الرجوع للبرلمان، رغم وجود نص دستورى واضح يلزم الحكومة بعرض اتفاقاتها وقراراتها خاصة تلك التى يتحمل فيها المواطن أعباء إضافية على البرلمان أولًا، وهو ما لم يتم فى أى من هذه المواقف، فلا البرلمان على علم بحقيقة شراء الحكومة لطائرات جديدة، ولا بتفاصيل اتفاقيات صندوق النقد، ولا اتفاقية تيران وصنافير، وعلم بزيادة أسعار الكهرباء من الصحافة والإعلام.

عبد الفتاح السيسى

كل هذه الأمور تطرح تساؤلات عديدة: لماذا تصر الحكومة على العمل فى الظلام؟، ولماذا لا تعترف بحق الشعب المصرى فى المعرفة والمشاركة فى القرار ؟، ولماذا لا تخشى الحكومة مجلس النواب، وهل سحب الثقة فى ظل هذا الفشل الاقتصادى منها واردًا أم لا ؟

طائرة

والحقيقة أن الإجابة على هذه التساؤلات لا يملكها إلا المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وأعضاء حكومته، الذين يخرجون ليل نهار يحدثونا عن دعم حكومتهم للبسطاء ومحدودى الدخل رغم أن جميع قراراتهم ومواقفهم والإجراءات التى يتخذونها ضد هؤلاء.



print