اجتمعت لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، برئاسة النائب أسامة العبد، اليوم الإثنين، لمناقشة طلبى الإحاطة المقدمين من النائب عطية مسعود، بشأن العجز الشديد الذى تعانى منه إدارة أوقاف وادى النطرون فى الأئمة ومقيمى الشعائر والعمال، وما يتردد عن الخطبة المكتوبة بما لها من تأثير سلبى على موضوع الخطبة فى كل مجتمع على حدة، وذلك بحضور جابر طايع ممثل وزارة الأوقاف.
نائب يطالب وزارة الأوقاف بحل مشكلة العجز الشديد فى الأئمة بوادى النطرون
قال النائب عطية مسعود، إن إدارة الأوقاف بوادى النطرون تعانى من العجز الشديد فى الأئمة ومقيمى الشعائر والعمال، مطالبا وزارة الأوقاف بحل المشكلة.
وأضاف "مسعود"، أن وادى النطرون فيها 176 مسجدا، و18 مسجد أهلى وزاويتين، و54 إماما فقط، وتوجد مساجد كثيرة تغلق يوم الجمعة
وتابع: "نطالب بنظرة لأهالى هذه المناطق النائية التى تعد تربة خصبة لكلام تانى سواء تطرف أو غيره، وأطلب زيارة من اللجنة الدينية إلى وادى النطرون لرؤية الموقف على أرض الواقع"، وهو ما رحب به الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة، قائلا: مستعدين من الصبح".
وتحدث "مسعود" عن موضوع الخطبة المكتوبة، مؤكدا أنه لا يؤيدها ويرفض فكرة صعود الخطيب للمنبر وأداء الخطبة من خلال ورقة، مشيرا إلى أنه فى وادى النطرون اعترض بعض المواطنين على أن يلقى الإمام الخطبة من الورقة مما دفع الإمام إلى الاعتذار وقيام إمام آخر بالخطبة بدلا منه.
وزارة الأوقاف: نعانى من عجز فى الأئمة بنسبة 60% ونستعين بخطباء المكافأة
وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن "الأوقاف" تعانى نسبة عجز أكثر من 60 % فى الأئمة، وأن نسبة الأئمة المعينين 40% فقط، ويتم الاستعانة بخطباء المكافأة لتغطية هذا العجز.
وأضاف "طايع" فى كلمته خلال اجتماع اللجنة الدينية، أنه منذ 2010 لم تنزل أى مسابقة للتعيين فى الأوقاف سوى فى 2012 أيام الإخوان، وتم تعيين حوالى 2800، وبالتالى لا يوجد وظائف منذ نحو 5 أو 6 سنوات، فضلا عن أن عدد المساجد زاد بنسبة كبيرة والتعيينات متوقفة.
وأشار إلى أن محافظة البحيرة فيها نسبة عجز عالية فى الأئمة، وفيها تضخم فى بعض المدن، مستطردا: "سنعيد القوافل التوعية لمنطقة وادى النطرون من القاهرة، وقوافل دعوية من داخل البحيرة نفسها، من أماكن لا تعانى من عجز صارخ فى الأئمة، وستكون هناك قافلة من البحيرة شهرية وقافلة من خارج البحيرة كل شهرين، فهناك أماكن لا تصلها الدعوى ترسل إليها قوافل وأئمة منها منطقة سيناء، والإمام يتم تعيينهم فى المكان ولا ينقل منه لمدة 5 سنوات أو 3 سنوات على الأقل، وبالنسبة للعمال توجد مسابقة عمال وأول مجموعة سيكون تعيينها فى البحيرة".
وأوضح أنه بالنسبة لخطباء المكافأة فالحافز لا يرضى الناس، ولو تم توفير درجات وظيفية لهم سنعينهم، وتم الاتفاق مع اللجنة الدينية على إقامة مسابقة لخطباء المكافأة ومن يجتاز المسابقة يعين ومن لم يجتازها ترفع مكافآته من 140 إلى 300 جنيه.
الأئمة هم السلاح لمواجهة الإرهاب والتطرف
وأكد رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف أن الأئمة هم السلاح لمواجهة الإرهاب والتطرف، ولذلك اختيارهم ومراقبتهم أمر مهم، قائلا: "توجد كفاءات لكن نحتاج أن يتم توظيفهم لتحكم السيطرة عليهم، ويوجد تعاون بين الأزهر والأوقاف وسنأخذ تنفيذ ما وعدنا به بالنسبة لوادى النطرون مأخذ الجد، وبشكل عام هناك قوافل لدروس توعية يومية وقوافل لخطبة الجمعة، وأى حد بيخطب من الجمعيات الشرعية وأنصار السنة التى تعمل لصالح الدين فهو مشفوع منا".
وقال "طايع" للنواب: "أنا من أنصار تقديم طلبات إحاطة واستجوابات لرجال الدين..بهدلنى علشان تاخد أجود ما عندى، وأناشد النواب لما تجيب طلب تؤثروا المصلحة العامة، فمثلا هناك نائب طلب نقل 5 أئمة لمحافظة لا يوجد فيها عجز".
رئيس القطاع الدينى بـ"الأوقاف": "الخطبة المكتوبة ماتت قبل أن تولد ولم نلزم بها الأئمة".
الخطبة المكتوبة ليست تكميم للأفواه ولا قتل للإبداع
وتطرق رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، فى حديثه إلى الخطبة المكتوبة، قائلاً: "إن الخطبة المكتوبة ليست تكميم للأفواه ولا قتل للإبداع كما روج البعض، وكان الغرض منها ضبط الخطاب الدينى، ولكنها ماتت قبل أن تولد أو ولدت ميتة، بسبب الهجوم عليها أو لأنها لم تلق رواجا مناسبا ولم تمهد الإذهان لقبولها، وهى كانت فكرة لمعالجة سلبيات معينة".
وأضاف "طايع"، أن وزارة الأوقاف لم تلزم الأئمة بالخطبة المكتوبة وكانت اختيارية للاسترشاد بها فقط، ولضبط عنصرى الوقت والمضون أثناء إلقاء الخطبة، بحيث يكون الوقت فى حدود تلت ساعة، خاصة أن هناك خطباء يستغرقون أكثر من ساعة إلا ربع فى الخطبة رغم أن خطيب آخر يستغرق تلت ساعة أو أقل فى ذات الخطبة، فلم تكن الخطبة المكتوبة امتهانا أو فيها إساءة للخطبة
وتابع: "بعض الناس فهم إنها إجبار منذ الوهلة الأولى، والوزارة لم تعمم أن هناك خطبة مكتوبة حتى تعمم عكسها".
من جانبه، عقب الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، قائلا: "لى تحفظ، فلم يصرح أحد بكلمة إن الخطبة المكتوبة اختيار وضرورة دراسة الأمر دراسة وافية إلا من خلال اللجنة الدينية، واتفقنا مع وزير الأوقاف فى اجتماع باللجنة الدينية على أن يدرس الموضوع دراسة كاملة متأنية واعية وشافية لتتبين الإيجابيات من السلبيات وخلال فترة الدراسة تكون الخطبة المكتوبة على سبيل الاختيار والاسترشاد وليست على سبيل الإجبار"
اللجنة الدينية تبنت حل مشكلة خطباء المكافأة
وأشار إلى أن اللجنة الدينية تبنت حل مشكلة خطباء المكافأة مع وزارة الأوقاف، بإجراء مسابقة لهم ومن يجتازها يتم تعيينه، ومن لا يتجاوز الامتحان ترفع مكافآته من 140 جنيها إلى 300 جنيه".
نائب يطالب بتفعيل قانون الخطابة وفتح باب الترخيص تحت رقابة أمنية
وطالب النائب محمد إسماعيل جاد الله، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، بتفعيل قانون الخطابة الذى ينص على أنه لا يجوز ممارسة الخطابة إلا لمن يرخص له، وأن تكون الخطابة تحت رقابة أمنية.
باب الترخيص للخطابة تحت رقابة أمنية
وقال "جاد الله": "أطالب الجهات المعنية بفتح باب الترخيص للخطابة تحت رقابة أمنية، وأؤيدها لأننا فى ظرف صعب تمر به البلاد، ويجب التعاون مع الجهات المعتدلة التى تؤدى خطاب دينى معتدل مثل الجمعيات الشرعية وأنصار السنة، فالانغلاقية الشديدة ليست فى صالحنا".
وأكد "جاد الله" ضرورة أن يكون هناك تعاون القطاع الدينى فى الأزهر والأوقاف قيما يتعلق بالقوافل الدينية التى ترسل للأماكن التى يكون فيها عجز فى الأئمة.