قال رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم، إنَّ حكومته تتبع سياسة "الإكثار من الأصدقاء وتقليل الأعداء" فى تعاملاتها الخارجية، فى مسعى منها لتحسين العلاقات مع كثير من الدول، بعد تطبيعها مع روسيا وإسرائيل، ومنها دول كسوريا ومصر، مضيفًا فى حديث تليفزيونى: "تركيا بدأت محاولات جادة لتطبيع العلاقات مع مصر وسوريا بعد فترة من التوتر والخلافات".
هذه التصريحات لا تعد الأولى لرئيس الوزراء التركى، خاصة أنه خرج بنفس التصريحات فى شهر يونيو الماضى، إذ قال وقتها لوكالة "الأناضول" التركية، إنه من الممكن أن يشهد المستقبل القريب زيارات متبادلة بين مسؤولين فى مصر وتركيا، متابعًا: "من الممكن إجراء زيارات متبادلة بين المسؤولين ورجال الأعمال فى البلدين، واتصالات متبادلة تتعلق بالمجال العسكرى"، وهذا التكرار فى تصريحات رئيس الوزراء التركى أثار كثيرًا من التساؤلات حول ما إذا كانت تركيا ستسعى جديا لتطوير علاقتها مع مصر بعد فترة من التوتر والخلاف، وهو ما طرحناه على لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.
العرابى: تركيا تعرف الطريق الصحيح لاستعادة العلاقات مع مصر
فى البداية، قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن تصريحات رئيس الوزراء التركى عن تطبيع العلاقات مع مصر تبدو منطقية وتتوافق مع المعلومات الخاصة بأن كندا تتأهب الآن لاستقبال القيادات الإخوانية المصرية المتواجدة فى تركيا.
وأضاف "العرابى" فى تصريح لـ"برلمانى": "نأمل أن يكون هذا صحيحًا، والجانب التركى يعلم تمامًا ما هو الطريق الصحيح لاستعادة العلاقات الطبيعية مع مصر، وهم من عليهم اتخاذ خطوات عملية بذلك".
وعن تفسيره لاختيار تركيا لهذا التوقيت تحديدًا، للحديث عن استعادة علاقتها بمصر، قال السفير محمد العرابى إنه يعتقد أن تركيا تحاول إعادة بناء علاقاتها الاستراتيجية، بعد أن فقدت الكثير بسبب الإجراءات التى اتبعتها عقب محاولة الانقلاب الأخيرة.
داليا يوسف: عودة العلاقات يجب أن يكون على أساس واضح
فى السياق ذاته، قالت النائبة داليا يوسف وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن مصر تحترم علاقاتها مع جميع الدول، وبالأخص الدول التى لا تتدخل فى شؤونها الداخلية والتى تحترم إرادة الشعب المصرى.
وأضافت داليا يوسف - تعليقًا على تصريحات رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم بأن بلاده ستسعى خلال الفترة المقبلة لتطبيع علاقاتها مع مصر – قائلة: "هذه التصريحات ليست الأولى من نوعها، ومشكلتنا مع تركيا فى تدخلهم فى إرادة الشعب المصرى ورغبة حكومة أردوغان فى تحديد مصير الشعب"، مشيرة إلى أنه إذا أعادت تركيا النظر فى سياستها الخارجية وعلاقاتها بالدول، فإن مصر بالتأكيد سترحب بذلك ،ولكن على أساس عدم التدخل فى شؤوننا الداخلية .
وأضافت داليا يوسف، أن مصر ترحب بعودة العلاقات مع أيّة دولة فى إطار قواعد التعاون الدولى على مستوى اقتصادى وسياسى جيد، مؤكدة أن الشعبين المصرى والتركى لم يتأثرا بتوتر العلاقات بين الحكومتين.
.jpg "داليا يوسف (2)")
طارق رضوان: الكرة فى ملعب النظام التركى
بدوره، قال النائب طارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن تصريحات رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم، عن تطبيع العلاقات مع مصر، ليست الأولى فى هذا السياق، لافتًا إلى أنه كرر هذه التصريحات فى شهر يونيو الماضى.
وأضاف "رضوان" فى تصريح خاص لـ"برلمانى" اليوم، أن الكرة الآن فى ملعب النظام التركى، وعليهم تحديد موقفهم، لافتًا إلى أنه أحيانًا تخرج تصريحات من جانب الحكومة التركية ترحب بتطوير العلاقات مع مصر، ومع ذلك يواصل أردوغان هجومه على مصر، مشيرًا إلى أن موقف مصر واضح فى هذا الشأن، وتركيا تعلم جيّدًا ما هى الخطوات التى يمكن اتخاذها لاستعادة العلاقات معها مرة أخرى.
وأوضح النائب طارق رضوان فى تصريحه، أنه اذا أرادت تركيا استعادة العلاقات مع مصر مرة أخرى، فعليها أن تتوقف أولا عن التدخل فى شؤون مصر الداخلية، وكذلك عن انتقاد ثورة 30 يونيو التى عبرت عن إرادة الشعب المصرى الكاسحة.
