كتب إيمان على – محمد صبحى
على امتداد قرون طويلة كانت مصر نموذجًا يُحتذى به عالميًّا فى الفن والإبداع، وخاصة فى فن النحت، ما جعل كثيرًا من منجزات الدولة المصرية القديمة أبطالاً تتصدر ميادين العالم ومتاحفه، عبر التماثيل والمسلات والقطع الفنية الفريدة، ولكن رغم هذا التاريخ الطويل وحضورنا فى كبريات عواصم العالم، لم نكن بالكفاءة التى تسمح لنا بأن نحفظ تاريخ أجدادنا ونزين مياديننا وشوارعنا بما يليق باسم مصر، فانتشرت فى الآونة الأخيرة تماثيل جديدة لا ترقى لما صنعه المصريون القدامى وغزوا به العالم وسحروا عيونه، فامتلأت كثير من الميادين والشواع الرئيسية بتماثيل وصفها البعض بـ"القبيحة"، واستمر الأمر مثار سخرية وتهكم على امتداد الشهور والسنوات الأخيرة، إلى أن قرر مجلس الوزراء برئاسة المهندس شريف إسماعيل، حظر عمليات تجميل الميادين أو وضع التماثيل وترميمها إلا بالرجوع لوزارتى الثقافة والآثار، وهو ما قوبل بالترحيب من جانب أعضاء مجلس النواب، مشددين على ضرورة إزالة جميع التماثيل التى أقيمت خلال الفترة السابقة وتضر بالذوق العام.
أسامة هيكل: "التماثيل المشوّهة بالميادين عرّة.. ولازم نشيل العك ده"
فى البداية، اعتبر النائب أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن التماثيل التى انتشرت خلال الفترة الأخيرة بالميادين لا ترقى لمقام مصر وشأنها، واصفًا إياها بـ"العرّة"، التى انتشرت بشكل ردىء للغاية، وعلى الحكومة اتخاذ قرار جاد بإزالتها.
وقال "هيكل" فى تصريح لـ"برلمانى": "عيب أن دولة فى حجم مصر يتحط فيها عك زى ده.. ما أطلّع التماثيل من المخازن واشتغل بيها، أنا مليش فى النحت بس ممكن أعمل تماثيل أحسن من دى، دى لا ذوق ولا قيمة ولا احترام للعين، وتنحدر أكثر بالذوق العام"، مشيرًا إلى أن مثل هذه التماثيل تسىء لمصر بشكل مباشر، وأن المسؤولية تقع على وزارة الآثار ثم وزارة الثقافة لوضع حد لهذا العبث.
حظر التماثيل المشوهة للميادين.. نشوى الديب: عايزين مليون محمود مختار
فى السياق ذاته، قالت النائبة نشوى الديب، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن قرار رئاسة الوزراء بحظر تجميل الميادين دون موافقة وزارتى الآثار والثقافة، يأتى للمحافظة على صورة مصر الجمالية ومقامها أمام العالم، متابعة: "بعض التماثيل كانت سيئة للغاية، زى أم كلثوم، وبهذا السوء نالت من قيمة وقامة فنانة كبيرة مثلها، والموضوع مش قصة حرام أو لأ، ولكن مسألة تنظيم عشان ما نشوهش البلد".
وأضافت نشوى الديب فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الجميع يريد تمثالاً فى كل مكان بمصر، يعبر عن ثقافتها ورقيها، قائلة: "إحنا عايزين فى كل مكان تمثال، ولكن يكون تمثال يليق بمصر، أولادنا وأحفادنا قادرين يعملوا فن زى أجدادهم، عايزين مليون محمود مختار".
أحمد سميح: على المحافظين نزع جميع التماثيل الجديدة لتشويهها صورة مصر
من جانبه، قال النائب أحمد سميح، عضو مجلس النواب وعضو لجنة السياحة بالمجلس، إنه لا بد من تشكيل لجنة من وزارة الثقافة والفنانين التشكيليين، لمراجعة جميع التماثيل التى تم وضعها فى عدد من ميادين المحافظات المختلفة وتشوه صورة مصر بمناظرها السيئة.
وأضاف "سميح" فى تصريح لـ"برلمانى"، أنه لا بد من وضع ضوابط لتلك التماثيل، لاختيار المكان الأفضل لها، ولا بد من تحويل كل من وضع تمثالاً بصورة غير لائقة أو فى مكان خطأ إلى النيابة، لإهدار المال العام، متابعًا: "كان من الأفضل استخدام تلك الأموال فى إصلاح مواسير المياه التى تختلط بالصرف وتضر بصحة المواطنين، وعلى جميع المحافظين مراجعة أماكن وضع التماثيل ونزع ما تم وضعه ويسىء لمصر أمام زوراها من الدول الأجنبية".
مصطفى بكرى: تماثيل الميادين عشوائية.. ويجب إزالتها لإضرارها بالذوق العام
فيما قال النائب مصطفى بكرى، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن وزارتى الثقافة والآثار وجهاز التنسيق الحضارى، جهات معنية بالميادين العامة وعشوائية الثماثيل التى تقام فى تلك الميادين دون تنسيق معها.
وأضاف "بكرى" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن قرار مجلس الوزراء بحظر إقامة التماثيل دون الرجوع لوزارتى الثقافة والآثار قرار مهم وفى محلّه، مشدّدًا على ضرورة إزالة ونزع أى تمثال تم إنشاؤه بالميادين المختلفة، ومن شأنه الإضرار بالذوق العام، مع ضرورة التنسيق مع الجهات المعنية حول الرسومات المفترض إقامتها بالميادين.