كتبت إيمان الوراقى
وسط الانشغال بالانتخابات والاستعدادات الجارية على قدم وساق لمرحلة التصويت التى تنطلق يومى 22 و23 نوفمبر الجارى، وتكثيف جهود الدعاية والحشد قبل دخول مرحلة الصمت الانتخابى نهاية هذا الأسبوع، شهدت الأيام الأخيرة سباقًا وصراعًا من نوع آخر، يتصل بالانتخابات وحالتها والسعى إلى التفوق على الخصوم والمنافسين أيضًا، وذلك عبر الصرع المحتدم بين قائمتى "فى حب مصر"، و"التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية"، وقيادات الطرفين، والاتهامات المتبادلة بين عدد من رموز حب مصر والتحالف الجمهورى، والتى تصاعدت وتيرتها وحدّتها يوما بعد يوم ومن وسيلة إعلام إلى أخرى، وفى إطار الغبار الذى أثارته هذه المعركة وحرب التصريحات المتبادلة حتى هذه اللحظة، استطلعنا آراء وزير الإعلام السابق، أسامة هيكل، أحد وجوه هذه الحرب وصاحب شرارتها الأولى من جانب "حب مصر"، والذى وجّه رسالة للمستشارة تهانى الجبالى، المقرر العام لقائمة "التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية" قال فيها: "التزمى بالقواعد الأخلاقية فى المعركة الانتخابية، ولا تجعلى رغبتك فى دخول البرلمان تفقدك أكثر مما فقدتِ، لأن الانتخابات ستنتهى خلال أيام، والواجب إذا نجحت قائمة فى حب مصر أن تقدّمى لها التهنئة، والعكس صحيح، وينتهى الأمر".
ووصف رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى، تصريحات المستشارة تهانى الجبالى، النائب السابق لرئيس المحكمة الدستورية العليا، بـ"العنف"، مضيفًا أن المستشارة ترى الجميع مخطئين ومسيئين ما عدا هى، معطية لنفسها الحق فى تصنيف الناس وفقًا لما تراه، قائلاً فى رسالة مباشرة: "اعقلى شوية يا تهانى، الانتخابات هتخلص ولن يتبقى إلا الود، فلا تفسدى ما تبقّى منه".
هيكل: أتحدث عن ملاحظات لا اتهامات
لم يتوقف أسامة هيكل طوال حديثه مع "برلمانى" عن التأكيد على حقيقة التزامه بعدم السير وراء ما تشنّه القوائم المنافسة من شائعات وما تروجه من اتهامات، وسعيها الدائم إلى الشجار والاشتباك، مشدّدًا على أن حديثه فى هذا الشأن من باب الحديث عن ملاحظات لا اتهامات، وأنه لا يروج أية شائعات ولا يسعى إلى اتهام أحد، ولكن ما يقوله حقيقة واقعة، ولا أحد ينسى أو ينكر أن سوزان مبارك هى من جاءت بـ"تهانى الجبالى" من طنطا، وكانت مجرد محامية عادية ولم تكن الوحيدة التى تستحق، وهناك أساتذة قانون محترمون يستحقون، مضيفًا: "لمّا حد يقول ده تزعلى ليه يا تهانى؟ ليس الحق أن يكون ردّك تشويه الآخرين".
تدخل جهات سيادية فى صراع "التحالف" و"حب مصر"
وفى إطار السعى إلى توظيف كل الأدوات المتاحة والبحث عن رد فعل رسمى على هذا الصراع المشتعل بين القائمتين الكبيرتين، طالب أسامة هيكل، وزارة الدفاع باتخاذ الإجراءات القانونية المنصوص عليها فى القانون العسكرى ضد حسام خير الله، القيادى بـ"التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية"، لخروجه من جهاز مدنى وادّعائه أنه يحمل رتبة عسكرية كبيرة، وهذا ليس صحيحًا وتصل عقوبة هذا الادعاء إلى الحبس، لأن جهاز المخابرات العامة جهاز مدنى، فكيف أصبح "خير الله" فريقًا؟ ولماذا يكتبها على لافتاته الإعلانية والدعائية؟! هذه كذبة يرددها منذ عامين، مختتمًا إشاراته فى هذا الأمر بتقديم النصح لـ"حسام خير الله" قائلاً: "لو عايز تكتب صفة تعريفية يبقى تكتب الأستاذ".
"التحالف الجمهورى" يعانى من التوتر
أما عن تفسيره لحالة الصراع الحادثة، ومن موقعه كأحد قيادات "فى حب مصر"، أرجع أسامة هيكل أسباب الهجوم الشرس الذى يشنه أعضاء قائمة التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية، وعلى رأسهم المستشارة تهانى الجبالى، والفريق حسام خير الله، إلى توتر القائمة وقياداتها بسبب قرب الانتهاء من مرحلة الدعاية الانتخابية ت والدخول فى فترة الصمت الانتخابى ثم انطلاق مرحلة التصويت، ما يدفعهم إلى العمل على تشويه الآخر.
وأكد وزير الإعلام السابق، أن قائمة "فى حب مصر" تعتمد حملة أخلاقية، تقر باحترام منافسيها وتقديرهم، إلا أن المنافسين فى التحالف الجمهورى يريدون تحويلها إلى "خناقة لا أخلاقية"، على حدّ قوله، مضيفًا: "أراهن على وعى الشعب، ولا أحد ينسى تاريخ أحد".