فى الوقت الذى أعلنت فيه جماعة الإخوان الإرهابية عن إلغاء الدعوة الخاصة بالتظاهر يوم الجمعة 11/ 11، بعد مرور ساعات من فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وتغيير خطط واستراتيجيات الإخوان بصورة كاملة فى الوقت الراهن، وضرورة إعادة ترتيب الأوراق مرة أخرى فى ضوء الواقع الجديد، إلى جانب الفشل الكبير الذى لاقته الدعوة فى الشارع المصرى، وعدم قدرة الجماعة وأنصارها على الحشد والتعبئة لقواعدها فى القاهرة والمحافظات.
وقال ياسر العمدة، أدمن صفحة "حركة غلابة"، إن الملاحقات الأمنية هى السبب المباشر فى وقف دعوات التظاهر فى 11/ 11، رغم أنه يدير الصفحة من تركيا وغير موجود فى مصر، بينما السبب المباشر لوقف حملته التحريضية هو توقف الدعم المالى الممنوح له من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، نتيجة للتغير الكبير الذى طرأ فى مواقفهم خلال الوقت الراهن، بعد وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وكعادة الإخوان قاموا بتأجيل دعوات النزول ليوم 11/11 إلى يوم 8/12 تحت مسمى "عودة الأحرار" والتى لديها أكثر من 92 ألف شخص، جاء ذلك بعد ساعات قليلة من تأكيدهم للنزول إلى أن فاز ترامب مما دفعهم لإلغائها، وجاء ذلك ضمن المحاولات الفاشلة لجماعة الإخوان الإرهابية لزعزعة استقرار الوطن، حيث قامت الحركة بمطالبة المتابعين الذين تخطو الـ100 ألف بالانضمام إلى الصفحة الرسمية لدعوات النزول يوم 8/12 لإلغائه، جاء ذلك من ضمن المحاولات الفاشلة لجماعة الإخوان الإرهابية لزعزعة استقرار الوطن.
المواجهة المطلوبة لمثل تلك الدعوات التحريضية تكمن بشكل رئيسى بوضع خطة محكمة لمواجهة أى عنف محتمل أو أى عمليات من شأنها تكدير السلم العام، أو استهداف للمنشآت الحيوية، والمقرات الحكومية فضلا عن إجراءات تأمينية مكثفة من أجل حماية الأهداف والمنشآت الحيوية فى الدولة، بداية من مقرات الوزارات والهيئات والأجهزة الحكومية، والسفارات والبعثات الدبلوماسية والقنصلية الكبرى، والبنوك العامة والخاصة، ومديريات الأمن وأقسام الشرطة، والسجون، ومحطات الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى تكثيف التأمين فى الميادين العامة والشوارع الرئيسية.
العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى فى مكافحة الإرهاب والتطرف الدينى ومدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية، أكد أن دعوات 11/11 أو حتى دعوات 8 /12 مجرد نوع من الظهور أو التواجد ليس أكثر مشددا على أن الأمر محكوم بسيطرة كاملة للأجهزة الأمنية التى تعتبر الأمر تنشيطا لقواتها وتدريبا عمليا ليس أكثر.
وعن الاستفادة المادية والمعنوية للجماعة الإرهابية، أكد عكاشة فى تصريح لـ"برلمانى" أن تلك الدعوات تعزز فرص الجماعة فى التواجد والظهور بشكل مستمر سواء عبر شاشات التليفزيون التى تحدثت على مدار أسبوعين متواصلين عن دعوات 11 /11 فضلا عن التمويل والدعم الخارجى والقنوات الموالية للإخوان.
واستطرد الخبير الأمنى أنه من الصعب حاليا تقييم تحركات الإخوان بعد فوز مرشح الجمهوريين دونالد ترامب، خاصة أن الأخير لن يتم تقييم عمله إلا بعد فترة وهل سيصدق فى ما أعلنه من قبل إبان حملته الانتخابية أم لا وبالتالى سيحدد الإخوان وفقا لتلك المعايير.
وتابع خالد عكاشة أن فشل الإخوان فى الدعوات لتظاهرات اليوم دفعهم لتأجيل التظاهر كباقى الدعوات التى يتم الدعوة إليها ثم إلغائها قبلها بساعات لأسباب وحجج واهية من وجهة نظر المراقبين الذين يرون أنها أسباب تخرج من فشل الدعوات فقط.
من جانبه قال اللواء أحمد العوضى، عضو مجلس النواب وعضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، إن هناك نشاطا للجماعات الإرهابية خلال الشهر الأخير، وهذا له دلالة أمنية، تؤكد أن هذه الجماعات الإرهابية تم دعمها بإمكانيات بشرية ومادية ومتفجرات خلال الفترة الماضية، إلا أنها فشلت فى الحشد ليوم 11/11 نتيجة لموقف الشعب المصرى الرافض لإشاعة الفوضى.
وأضاف "العوضى" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن دعوات العناصر الإرهابية للتظاهر وإثارة الفوضى يوم 11/11 أو يوم 8/12، لن يكون لها أى تأثير، مشددًا على أن الجهات الأمنية مستعدة وجاهزة لصد أى دعوات أو تحريضات ضد مصلحة الشعب المصرى قائلا: "دعوات الإخوان للنزول فزاعة يريدون منها الإخوان إثارة الرعب فى نفوس المواطنين".
وأكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومى أن البرلمان ووزارة الخارجية ستقوم بالتواصل المكثف خلال الفترة المقبلة لشرح الموقف المصرى وعرض كافة الدلائل والبراهين التى تكشف خبايا الإخوان ومخططاتهم لتدمير مصر لاسيما بعد أن أعلن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية، الأمر الذى يتطلب جهودا كبيرة لصد جماعة الاخوان المسلمين دوليا.