"أبو مينا" خارج قائمة اليونسكو الحمراء

بعد تعاقد وزير الآثار خالد العنانى مع شركة مقاولات لخفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا غرب الإسكندرية، باعتبارها منطقة مسجلة باليونسكو منذ عام 1979، تستعد هذه المنطقة للخروج من القائمة الحمراء لليونسكو بعد القضاء على هذه المياه التى تهدد الآثار بها، وأكد نواب البرلمان أنه من المحتمل أن يقوموا بزيارة لهذه المنطقة وخصوصا بعد الانتهاء من تقرير زيارة منطقة الأهرامات.

منطقة أبو مينا حجر الزاوية الذى أقيمت حوله الإسكندرية

بدأت أهمية هذا الموقع مع احتضانه لجثمان مارمينا العجائبى الجندى المصرى فى الجيش الرومانى، بعد استشهاده ومع الاعتقاد فى بركة مارمينا فقد تحولت مقبرته لمزار اعتبر حجر الزاوية الذى أقيمت حوله المدينة، حيث ازدهرت المدينة فى القرنين الخامس والسادس ميلاديًا وأصبحت مركزاً متميزا يقصده الزائرون طلبًا لأخذ البركة والشفاء وللسياحة الدينية المسيحية وكذلك أهم مزار مسيحى بعد القدس والأراضى المقدسة.

أحمد إدريس: أبو مينا تستعد للخروج من القائمة الحمراء لليونسكو بعد شفط المياه الجوفية وسبقتها الأقصر

قال النائب أحمد إدريس، عضو مجلس النواب، وعضو لجنة السياحة والطيران المدنى بالبرلمان، إن منطقة أبو مينا الأثرية بغرب الإسكندرية تستعد للخروج من القائمة الحمراء المهددة بالشطب من التراث العالمى باليونسيكو، بعد بدء مشروع لحمايتها وشفط المياه الجوفية المتراكمة التى كانت تهددها، مؤكدا أن ما حدث فى هذه المنطقة هو تكرار لما حدث بمعبد الكرنك بالأقصر مؤخرا.

وأكد "إدريس" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن المياه الجوفية من أهم المشاكل التى تواجه المعابد والمقاصد الأثرية، حيث تؤدى إلى زيادة نسبة الرطوبة الناشئة عن ارتفاع مستوى المياه الجوفية مما يزيد ملحية التربة، وتؤدى هذه الأملاح إلى تفتت قواعد البناء وتحللها، لهذا جرى التعاقد مع بعض الخبراء العالميين فى مسائل المياه الجوفية، للحضور إلى القاهرة ومحاولة إيجاد حل لهذه المشكلة.

وتابع "إدريس"، أن هذه المشكلة قديمة جدا والتى تعانى منها الآثار المصرية، فهى ليست بجديدة، فقد ظهرت عمليات التآكل بوضوح منذ فترة طويلة، لافتا إلى أنه سيطالب أعضاء اللجنة فور الانتهاء من مناقشة تقرير زيارة منطقة الأهرامات، بعمل زيارة ميدانية إلى الإسكندرية لمناقشة الأزمة.

لميس جابر: منطقة "أبو مينا" قديما أهم مركز حج مسيحى فى العالم بعد القدس والمياه الجوفية تهددها حاليا

قالت النائبة لميس جابر، عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، إن منطقة أبو مينا، غرب الإسكندرية، كانت قديمًا أهم مركز حج مسيحى فى العالم، بعد مدينة القدس، وبُنيت على قبر الشهيد "مارمينا العجائبى" المتوفّى عام 296 ميلاديا، ووافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" على تسجيلها عام 1979 لتمثل بذلك الأثر السكندرى الوحيد فى قائمة التراث العالمى، لأنها حافظت على ما فيها من كنيسة وبيت عماد وبازيليك ومؤسسات عامة وشوارع وأديرة ومنازل، وعانت سنوات طويلة من أثر المياه الجوفية المتسربة إليها من رى الأراضى الزراعية المجاورة.

وأضافت لميس جابر - فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن مشروع شفط المياه الجوفية فشل بعد توقف الطلمبات فى المشروع القديم، ما أدى لتراكم المياه الخضراء فى المقبرة، لافتة إلى أن شركة المقاولات الجديدة تسلمت الموقع فعليًّا، تمهيدًا لبدء تنفيذ مشروع شفط المياه الجوفية، على أن يشمل العقد صيانة دورية لمدة عام.

وتابعت عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار تصريحها بالقول، إن المشروع يشمل إصلاح الطلمبات القديمة المعطلة، وخفض منسوب المياه الجوفية، وربطها بالشبكة العمومية للصرف الصحى، وذلك وفق ما أعلنه وزير الآثار خالد العنانى خلال لقائه بالنواب فى منطقة هضبة الأهرامات قبل أيام.