ترتفع الأصوات وتؤكد بانتهاء زمن المناطق العشوائية خلال عام 2018 المقبل، وهذا بتركيز كافة جهود الحكومة المصرية، وتخصيص ميزانية كبيرة لإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة لنقل قاطنى هذه العشوائيات إليها وتنميتهم والارتقاء بهم، وفى ظل هذا المجهود، كشف تقرير هام أعده الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء مؤخراً، عن نسب السلبيات داخل هذه المجتمعات التى جعلت 85% من شباب العشوائيات يتعاطون المخدرات، و60% يستخدمون الإنترنت بطرق عشوائية، و60% مشاجرة بالأسلحة البيضاء، و59% حوادث السرقة، و81% معاكسات وتحرش، و51% من الشباب يبررون أسباب التحرش والمعاكسات، و70% يوافقون على ضرب الزوجة، و75% يستخدمون وسائل تنظيم الأسرة، هذا بخلاف تجمع القمامات فى كل مكان مع غرق المناطق فى مياه الصرف الصحى ونقص مياه الشرب وقله الكهرباء، حول هذا الملف الهام ناقش موقع "برلمانى" أعضاء مجلس النواب عن رؤيتهم فى هذه النسب وكيفية الحد منها.
يحيى كدوانى: "معظم العشوائيات نتيجة نزوح أبناء الصعيد بحثاً عن لقمة العيش"
فى البداية قال النائب يحيى كدوانى وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب،إن العشوائيات تعد من الظواهر الاجتماعية التى ظهرت فى الفترة الأخير نتيجة نزوح أعداد كبيرة من القرى والنجوع من المحافظات الأخرى إلى القاهرة، بحثاً عن سبل العيش، الأمر الذى تسبب فى ظهور كافة السلبيات الموجودة داخل مجتمعنا وللأسف هى فى تنامى مستمر.
وتابع وكيل لجنة الأمن القومى بمجلس النواب،أن تلك المناطق تحتاج إلى نظرة شاملة وموسعة وعاجلة من الحكومة لمواجهاتها، وهذا ليس فقط عن طريق إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة ونقل أهالى تلك العشوائيات إليها، ولكن من المفروض والأساسى أن تقوم الدولة بتنمية المجتمعات النائية فكرياً وسلوكياً للحد من نزوحها إلى العاصمة الأم ونشر عشوائيات جديدة، حيث أن معظم تلك النزوحات تأتى من محافظات الصعيد لذلك وجب الاهتمام بها وتنمية ذلك القطاع الكبير والمهمل منذ زمن بعيد حتى أنتج قنبلة موقوته تسقضى على الأخضر واليابس إذا لم تتدارك، مضيفًا، أنه لدينا مثال ناجح نتمنى أن يتكرر مثل حى "الأسمرات".
"شيمكو": الإصلاح الاقتصادى يعد قاطرة النجاة للخروج من الأزمة
فيما أكد النائب محمد شيمكو عضو مجلس النواب، أن جميع السلوكيات السيئة والسلبية داخل المناطق العشوائية، لا يمكن معالجاتها إلا بالإصلاحات الاقتصادية.
وتابع عضو اللجنة الدينية بالبرلمان، أنه إذا كان هناك اقتصاد منتعش داخل البلاد يمنح للشباب عمل مشروع، وللزوج دخل يوازى حالة الغلاء المنتشرة فى الآونة الأخيرة، فلن يكون هناك أى عنف ولا أى مخالفات داخل المجتمع.
وأوضح عضو مجلس النواب عد دائرة السيدة زينب، أن قضية انتشار تعاطى المخدرات داخل المجتمع تعد من القضايا الهامة، والتى تدخل تحت طائلة الأخلاق والأمن، فالمخدرات تأتى من خارج البلاد وتدخل بطرق غير شرعية فهى تحتاج إلى الرعاية أمنية وأخلاقية حيث يجب أن تدلى الأسر اهتمام كبير من الأسر لأبنائهم وأيضاً التماسك الأسرى يحد من المخدرات بشكل كبير.
واستطرد "شيمكو"، أن هناك قطاعات كبيرة يجب أن تتضافر جهودها للتنمية تلك المجتمعات العشوائية، لأن القضاء عليها ليس بنقلها إلى أماكن أخرى ولكن يجب علينا أن نخرطها داخل المجمع لتكتسب سلوكيات أفضل، هذا مع الاهتمام الإعلامى بأن يكون يدٍ دافعة للأهداف المرجوة التى نسعى إليها وليست يدٍ هدامة كما يحدث فى بعض الأحيان.
"الغول" يجب اشتراط تقديم شهادة خلو الشباب من تناول المخدرات لإقامة مشروعات صغيرة
ويرى النائب محمد الغول وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، ارتفاع نسب السلبيات داخل المناطق العشوائية من انتشار الجريمة بشكل أوسع مع ارتفاع نسب المتعاطين للمخدرات والعنف ضد المرأة وغيرها من السلبيات تعد قنابل موقوته داخل مجتمعنا المصرى.
وأضاف وكيل لجنة حقوق الإنسان، أنه فى المرحلة الحالة تم إنشاء ما يقارب من 850 ألف وحدة سكنية تمهيداً لإزالة العشوائيات وعمل مناطق عمرانية جديدة محترمة تليق بالمواطن المصرى،هذا مع توفير كافة الإمكانات لهؤلاء المواطنين.
وأكد "الغول"، أن هذه المجتمعات العمرانية الجديدة لا يمكن أن تشيد فى يومٍ وليلةٍ ولكننا نحتاج إلى فترات طويلة مقسمة الوقت ومحددة الهدف،فالقضية كبيرة وضخمة ولا يمكن أن تحل بسهولة، خاصة وأن سبب ارتفاع معدل الجرائم داخل هذه المجتمعات يعود إلى انعدام التعليم أو الحصول على تعليم متدنى الذى يحد من فرص ارتقائهم بالآخرين، لذلك وجب خلق بدائل لهم مثل إنشاء مشروعات صغيرة بديلة تعوضهم عن فرص العمل الضائعة منهم على أن تكون لهم مردود مادى مجزى.
ويقترح عضو مجلس النواب، أن يتقدم الشاب الذى يريد إقامة مشروع من المشروعات الصغيرة والمتوسطة بشهادة تثبت خلوه من تعاطى المخدرات، وهذا ليس إدانة ولكنه حافز لتطويره والارتقاء به.
أحمد العوضى : معظم سكان العشوائيات يعانون من تدنى مستوى التعليم لذلك انتشرت المخدرات
ومن جانبه قال النائب أحمد العوضى عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، معظم ساكنى المناطق العشوائية يعانون من تدنى مستوى التعليم، وهذا أحد أسباب انتشار المخدرات بين شباب تلك المناطق، هذا بالإضافة إلى ارتفاع نسب الفقر التى ترفع نسب الجريمة، لذلك والت الدولة اهتمام كبير إلى تلك المناطق وخصصت لها مبالغ مالية هائلة من أجل بناء وحدات سكنية تليق بسكان تلك المناطق لتعمل على رفع مستواهم بقدر الكافى.
وتابع، أن معدل الجريمة فى هذه المناطق مرتفع للغاية نتيجة لتعاطى الشباب للمخدرات،لذلك يجب سرعة انتقال سكان تلك المناطق وتأهيلهم جيداً لحياة جديدة لأن تواجد فى هذه المناطق يشكل خطراً كبير على المجتمع.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن القضاء على تلك العشوائيات ليس بالشديد الأمنى فقط ولكنه بتضافر كافة قطاعات الدولة وخاصة الزهر الشريف والكنيسة، والإعلام، فهذا الملف هام للغاية ولا يجوز التهاون فيه.