طالب أحد أعضاء الجماعة السلفية بعقد مناظرة مع شيوخ الطرق الصوفية، لإثبات عدم وجود رأس الحسين فى مصر، معللاً ذلك بأن الحسين رضى الله عنه قتل فى كربلاء بالعراق، وقيل إن رأسه أرسلت إلى يزيد فى الشام، وبذلك فإن الحسين لم يدفن فى مصر، الأمر الذى أثار غضب شيوخ الطرق الصوفية معلنين قبول الدعوة على الفور.
من جانبه حاور موقع "برلمانى" أعضاء اللجنة الدينية بمجلس النواب، للوقوف على أسباب تلك الدعاوى التى تصدرها الجماعة السلفية بين الحين واآاخر، كما حاور الأمين العام للطرق الصوفية التى قبلت الدعوة بشرط أن تكون لديهم مراجع خلاف "ابن تيمية".
أسامة العبد: "لا نريد فتنة أكثر من الفتن التى نعيش فيها.. وكفى بمصر ما هى فيه"
الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان أبدى اعتراضه على ذلك التصريح قائلاً: "لا نريد فتنة أكثر من الفتن التى نعيش فيها، وكفى مصر ما هى فيه".
واستطرد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أنه لا نريد اتساع الفرقة، ولكننا نريد الاتساع فى التوافق، ومصر لا تتحمل مثل هذه الأشياء فى هذا التوقيت، فإننا فى حاجة إلى من يعمل على فكرة نمو الاقتصاد المصرى، حيث إننا مقبلون على مصر الحديثة التى تريد أن تنمو وتزدهر وتعود إلى قيمتها العربية والإفريقية والعالمية.
الأمين العام للطرق الصوفية: "مستعد لمناظرة مع السلفيين إذا كان المناظر كفء علمياً"
ورد الدكتور عبد الحليم العزمى الأمين العام لاتحاد الطرق الصوفية، على ذلك قائلاً: "‘إنه لا مانع من المناظرة بشرط أن يكون المناظر كفء علمياً ولديه مراجع غير ابن تيمية".
واستطرد أمين عام اتحاد الطرق الصوفية، أن لديه كل الأدلة بأن رأس الحسين رضى الله عنه وأرضاه توجد فى مصر، والوحيد الذى قال إنها ليست فى مصر هو "بن تيمية"، وتعد قضية رأس سيدنا الحسين تاريخية وليست دينية، فمشكلة الجماعة السلفية تعتبر أن من يقول إن الرأس موجودة فى مصر كافر، فالمسألة تاريخية وليست دينية.
وأوضح "العزمى"، أن لدينا أكثر من 42 مؤرخا يؤكدون تواجد رأس الحسين فى مصر، ومنهم ابن الأورق الذى حضر دفن رأس الحسين بنفسه وأرخ لهذا الحدث.
وتابع الأمين العام لاتحاد الطرق الصوفية، أن من يروج لهذا الكلام يكره الرسول الكريم وأهل بيته، ويريدون التشكيك فى أهل البيت، كى لا تقتضى المسلمون بهم وتفشل الأمة وتفسد، فالقضية فى النهاية هى أحقاد على النبى وأهل بيته.
النائب محمد شيمكو: "كلام فارغ ونبش فى القبور"
ووصف النائب محمد شيمكو عضو اللجنة الدينية، تلك الدعوة التى طالب بها سامح عبد الحميد الداعية السلفى بشأن إثبات عدم وجود رأس الحسين رضى الله عنه فى مصر، بأنها: "كلام فارغ ونبش فى القبور".
وتساءل عضو اللجنة الدينية: ما الاستفادة من معرفة إذا كانت رأس سيدنا الحسين موجودة فى مصر أو غيرها من البلدان؟ وماذا سيزيد من الإسلام أو يقلل فيه؟، متابعا: "كفى بحثاً عن الشهرة".
وأكد عضو اللجنة الدينية، أنه يجب أن نبحث فى الأمور التى تمس الإسلام ونحن نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى فمثل هذه الأمور لن تزيد المسلمين ولن تنقص منه شىء، فلا يجوز أن جميعنا نبحث عن كيفية الخطاب الدينى، ويأتى أحدهم ليشتت الأمر بوجود رأس الحسين فى مصر أولا.
ووجه "شيمكو" رسالة إلى الجماعة السلفية وكل من يفكر فى تشتيت أمر المسلمين: "أرجو أن يكونوا مسلمين على حق وأمناء على أمة الإسلام فيجب عليهم مناقشة الأمور التى تخص الأمة الإسلامية، أما ما يفعلونه فهو عبث بحثاً عن الشهرة".
النائب شكرى الجندى: "لا داعى للمهاترات"
فيما قال النائب البرلمانى شكرى الجندى عضو مجلس النواب، "لا داعى لفتح باب للمهاترات فى مصر".
وتابع عضو اللجنة الدينية، أن مصر تمر بفترة حرجة تملؤها ضغوط كثيرة فلا داعى لأى أحداث تثير اللغط بين المسلمين بعضهم البعض، فيحب أن نتفرغ إلى ما هو أفضل من ذلك، حيث خدمة الوطن بكل طاقتنا، فلا يجب أن نشتت أنفسنا ونقحمها فى أمور فرعية لا طائل منها غير صنع فجوة بين المسلمين وبين أهل الوطن الواحد.