استقبلت لجنة الشئون الأفريقية خلال اجتماعها اليوم برئاسة النائب مصطفى الجندى، وفدا برلمانيا كنديا، يضم أعضاء بمجلسى الشيوخ والعموم الكنديين، برئاسة روبرت أوليفانت رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس العموم.
وأطلق أعضاء لجنة الشئون الأفريقية تحذيرا للغرب عبر الوفد البرلمانى الكندى الذى يزور القاهرة والبرلمان، من الاستماع إلى رويات جماعة الإخوان الإرهابية حول حقيقة الأوضاع فى مصر وتصديقها، أو السماح لهم بالتواجد فى مجتمعهم لأنهم ليسوا خطرا على مصر فقط بل وعليهم أيضا.
وأكد مصطفى الجندى رئيس اللجنة أن مصر تتغير بعد ثورتين، وأن البرلمان يعكف حاليا على إعداد تشريعات جديدة لجذب الاستثمارات وترسيخ نظام جديد للبلاد، قائلا "فلنعترف أننا لدينا فعلا وضعا اقتصاديا حرجا، لكن لابد من الإشارة إلى ضرورة الوقوف إلى جانب مصر التى تمثل صمام أمان للأمن الدولى، كما أن المصريين لن ينسوا من يقف بجانبهم وخاصة وهى تحتاج للمساعدة الآن".
وأشار الجندى إلى ضرورة توجيه الدعم والمساندة للدولة المصرية، واستطرد "الأسعار ارتفعت 100% والمرتبات وقفت عند 50% لأننا فى نفس القارب ونعيش فى زمن صعب، وحان الوقت للوقوف مع مصر التى تعانى من حصار اقتصادى وتوقف حركة السياحة، مصر لا تنسى أصدقاءها الذين يقفون بجوارها، وإذا ماحدث لمصر أى شئ، سيعانى العالم برمته، نحن قومنا بثورة، والآن نسعى للانطلاق".
ودعا الجندى إلى ضرورة بناء جُسُر لإقامة مشروعات اقتصادية وزراعية ضخمة بين البلدين، وخاصة فيما يتعلق بالقطن المصرى والاستفادة منه بما يُسهم فى خلق فرص عمل للشباب لديهم، فضلاً، عن التعاون لمد أفريقيا بالكهرباء.
ووجه رئيس اللجنة نقدا حادا لبعض الدول التى تأتى إلى القارة السمراء للاستيلاء على ثرواتها ثم العودة بها كمنتجات، محتدا "نحن سئمنا من ذلك"، وتابع: لكن الرئيس السيسى يريد الذهاب لأفريقيا بمشروعات قوية، ومنذ وفاة نيلسون مانديلا، لم يحل مكانه أحد فى أفريقيا، وأمامنا فرصة لأخذ هذه المكانة باعتبار أفريقيا هى القارة الأغنى، وذلك لأن الطريقة الوحيدة، هى الإنتاج، ويكون لدينا شريك وليس لص يسرقنا.
وبدورها قالت النائبة منى عزيز أن جماعة الإخوان ببوكو حرام فى نيجيريا، لافتة إلى أن المرأة هى من عانت ودفعت الثمن خلال حكم الجماعة الإرهابية التى تحمل رسالة بعيدة عن الإسلام الحقيقى، وسعت إلى تغيير الهوية المصرية فضلا عن مكتسبات المرأة خلال كل السنوات الماضية.
وتابعت "اقرو التاريخ فهناك صورة مغلوطة عن الإسلام، والاخوان يودون الظهور بدور الجماعة الضعيفة والمغلوب على أمرها لكنها تسعى إلى السيطرة، ونريد مساندتكم فى وقف أى معونات للجمعيات التى تأخد شكل دينى والمحسوبة على الحركات والجماعات السلفية".
وفى السياق ذاته أكدت النائبة مى محمود أن مصر تخلصت من الفاشية الدينية التى تحكمها، وبدأ الشباب فى تحقيق حلمه والتواجد فى البرلمان والقيادة فى الوقت الذى لم يكن يحلم بتحقيقه خلال حكم مبارك والإخوان.
وطالبت بدعم كندا فى تلك المرحلة الهامة من تاريخ مصر للخروج من عثرتها الحالية، الامر نفسه الذى اتفق معه "الجندى" لتحقيق شراكة مع مصر عبر تقديم الدعم الفنى والتكنولوجى.
وقال النائب ماجد أبوالخير، وكيل اللجنة، إنه لا توجد تنمية مع الإرهاب، ومصر تواجهه من خلال محورين، التنوى والفقكرى، وتطوير الخطاب الدينى، للوصول بالأفكار الدينية المعتدلة، والدفع بالأزهر فى إفريقيا.
وفى ردها على استفسار إحدى عضوات الوفد الكندى عن حماية البرلمان المصرى للاستثمارات وحقوق المستثمرين ومكافحة الفساد، قالت النائبة منى منير أن هناك مشروع قانون للاستثمار يحمل طمأنة للشركات ويعمل على حماية حقوقها، فضلاً عن جهود مكافحة الفساد من قبل هيئة الرقابة الإدارية، وإصدار تشريعات متعلقة بالصحافة لحماية الحق فى التعبير، ومساعى الدولة الجاة لتمكين المرأة والشباب.
كما أشارت إلى أن مصر تواجه الإرهاب والإسلام السياسى فى قارة أفريقيا عبر التواصل مع دول القارة للتحذير من جماعة الإخوان الإرهابية، التى تسعى للدخول إلى القارة وتظهر أنها ضعيفة ومغلوبة على أمرها بالرغم من أنها تسعى للسيطرة، قائلة "بوكو حرام حرام فى نيجريا لا تخنلف كثيراً عن جماعة الإخوان فى مصر".
من جانبه قال السفير الكندى بالقاهرة أن تركيز مصر على أفريقيا واضح تماماً، مضيفاً: "ندعمكم إيماناً بأهمية الاستقرار، ونتفهم التهديدات الإرهابية، ولا نستطيع التقليل من كونه ظاهرة كونية تسبب مأساة للجميع، وهناك قلق بشأن الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار ومعدلات التضخم وإجراءات ترشيد الدعم، والحكومة اتخذت قرارات للتصدى لهذه القضايا باتفاقها مع صندوق النقد الدولى، وهو أمر مشجع فى هذا الوقت العصيب، ولدينا قلق، ونود مساعدتكم".