الجمعة، 01 نوفمبر 2024 12:36 م

الذكرى الـ89 لتأسيس "الإخوان".. حلم البنا الذى ضيعه القيادات.. الأعضاء مشتتون فى الخارج والجماعة تقترب من خسارة حليفها الأقوى أمريكا بعد مساعى "ترامب" اعتبارها إرهابية.. وخبراء: شارفت على الانتهاء

عيد ميلاد "الإرهابية"

عيد ميلاد "الإرهابية" عيد ميلاد "الإرهابية"
الأربعاء، 22 مارس 2017 12:17 م
كتب محمد إسماعيل – أحمد عرفة
يمر اليوم الذكرى الـ89 لتأسيس جماعة الإخوان على يد حسن البنا، فى الوقت الذى تواجه فيه الجماعة عددًا كبيرًا من الأزمات سواء على المستوى الداخلى أو خارج الكيان، وتشرذم قواعدها، ومخاوفها من الإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية واعتبارها منظمة إرهابية، وشتات قياداتها بين ماليزيا، والسودان، وبريطانيا، وأمريكا، وتركيا.

Donald_Trump_Laconia_Rally,_Laconia,_NH_4_by_Michael_Vadon_July_16_2015_20
وتعيش جماعة الإخوان فى الذكرى الـ89 لتأسيسها فى انقسام هائل، وتذبذب فى الإعلان عن مراجعات وتقييم للأخطاء التى وقعت فيها الجماعة خلال 6 سنوات، وتنصل من جانب القيادات التاريخية للجماعة من تلك المراجعات، وسط انقسام التنظيم إلى جبهة يتزعمها محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، وجبهة أخرى يتزعمها المكتب العام المؤقت للجماعة والذى يمثله شباب الإخوان.

الجماعة لم تخسر الحكم فقط، بل تقترب من فقدان التنظيم الدولى بشكل كامل، بعدما أعلنت عدد من فروع الجماعة انفصالها عن التنظيم الدولى، كان من بينها إخوان تونس والأردن، وآخرهم اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا.

وظهرت أزمة جديدة للإخوان بداية عام 2017، مع صعود دونالد ترامب لرئاسة أمريكا، ومساعى إدارة واشنطن الجديدة لاعتبار الإخوان منظمة إرهابية، بجانب صعود اليمين المتطرف فى أوروبا، والذى يحمل العداء للإخوان، ويسعى لمنع تنامى نفوذ الجماعة فى دول القارة العجوز.

C015ED3D-4ADC-4F48-A931-2AAB87037520_mw1024_s_n
وتأتى الذكرى الـ89 للجماعة، فى ظل تحذيرات داخل ألمانيا والسويد من تصاعد الدور الإخوانى فى منظمات المجتمع المدنى، وتنامى نشاطهم فى بعض المدن، وسط مطالبات لمواجهة هذا التنامى والاختراق للمجتمع الأوروبى، وكان آخرها ما كشفته وكالة الطوارئ المدنية فى السويد (إحدى إدارات وزارة الدفاع) بأن جماعة الإخوان الإرهابية تقود الإسلاميين فى السويد إلى اختراق المنظمات، وتسعى إلى إنشاء مجتمع مواز داخل البلاد.

وأكد خبراء أن الجماعة تمر بأسوأ مراحلها فى الوقت الحالى، مشيرين إلى أنها استمرت طيلة فترة البنا حتى 2012، لأنها لم تُخْتَبَر فى السلطة، ولكن بعد صعودها للحكم وفشلها فيه؛ بدأت مراحل الانهيار.

وقال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الجماعة كان لابد أن تصعد إلى السلطة بحكم التاريخ، حتى تُخْتَبَر فى الحكم، وقياس دعواها ومزاعمها عمليًا، موضّحًا: "أرى أنه بدون هذه الخطوة الكونية فى الأساس لم يكن ليتاح إسقاط الجماعة وسحق أساطيرها التى دأبت على ترويجها طوال قرن تقريبًا".

وأضاف "النجار" فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى" أن الجماعة استمرت منذ حسن البنا مرورًا بالمحنة الثانية فى الستينيات وما بعد عهد الرئيس السادات، لأنها فى الأساس لم تُخْتَبَر فى الحكم والسلطة ولم توضع برامجها حيز الاختبار، وهذا أتاح لها الانتشار من موقع المعارضة السهلة التى تجتذب قطاعًا واسعًا من الجماهير الساخطة والمتحمسة لديها بالفطرة، وكانت فى مجملها شعارات مطلقة وخيالية وغير واقعية.

وأوضح أن ما حدث بعد يناير 2011 كان مفصليًا فى تاريخ مصر، لأن ما أطلق عليه داخل الجماعة "جيل التمكين" قد تمكن بالفعل وظهر للجميع فشل جماعة وتنظيم ظل طوال قرن يزعم بأنه قادر على حكم مصر بل العالم الإسلامى كله، ثم اتضح أنها غير قادرة على حكم "عزبة"، وهذا فى حد ذاته البداية الطبيعية للتعامل مع هذه الحالة من منظور نقدى، لأنه لم يكن ذلك متاحًا قبل اختبار الجماعة فى الحكم وهى تطلق أحكامها، وتزعم مزاعمها الضخمة، وأنها تمتلك الحق المطلق والمشروع الإسلامى والنهضة، واليوم ينطلق نقد الحالة بصورة متسلسلة وطبيعية بعد أن سقطت الهالة الأسطورية، وظهرت محدودية قادتها وتواضع إمكانياتهم فى مختلف التخصصات والمجالات.

بدوره قال أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن الجماعة الآن أشبه بمريض السكرى الذى لا يمكن أن يعيش بدون الـ"أنسولين"، موضّحًأ: "الربيع العربى الأمريكى حرق الجماعة وأتى على مشروع حسن البنا، فلم تعد رسائل البنا هى دستور ومنهاج قيادات التنظيم فى جميع أنحاء العالم، ولم يتبقَ من هذا التنظيم سوى اسم البنا مؤسس الجماعة".

وأوضح فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "قيادات التنظيم هاربين ومطاردين خارج مصر بعد أن كانوا يحكمون، والجيل الثانى والثالث فى التنظيم مشوهين تعلما وتدربا من خلال شُعَب إلكترونية بعد انهيار التنظيم، وأصبح مطارد من الأجهزة الأمنية، وحمل عناصره السلاح فى مواجهة الشعب المصرى".

واستطرد: "أعمار قيادات الصف الأول تجاوزت الثمانين، منهم مهدى عاكف، وإبراهيم منير، ويوسف ندا، وبعد رحيل هذه القيادات سيتحول التنظيم إلى فِرَق، جزء فى مصر، وآخر فى أوربا، وجزء فى منطقة الخليج أشبه بالمماليك فى فترات ضعفهم أيام حكم طومان باى".
0_805271314


print