الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 11:21 ص

مكاسب مصر فى القمة العربية.. استعادة العلاقات مع السعودية والإبقاء على مواقف القاهرة السياسية.. لقاء البشير رد على تجاوزات الإعلام.. العرابى: السيسى استغل القمة لتهدئة التوترات مع أهم الشركاء

قمة البحر الميت.. لقاء دفن الخلافات

قمة البحر الميت.. لقاء دفن الخلافات قمة البحر الميت.. لقاء دفن الخلافات
الخميس، 30 مارس 2017 10:02 م
كتبت سماح عبد الحميد
رغم أن معظمنا لم يعد يُعول على القمم العربية فى شىء، إلا أن القمة العربية الأخيرة المنعقدة فى الأردن، شهدت عدة مكاسب لمصر، لأنها كانت بمثابة قمة "تهدئة التوترات" بالنسبة لمصر وللقيادة السياسية، وهو ما ظهر من تحركات ولقاءات الرئيس السيسى.

استعادة العلاقات مع السعودية مع الإبقاء على مواقف مصر السياسية


المكسب الأول لمصر من هذه القمة، هو اللقاء الذى لفت نظر الجميع وهو لقاء الرئيس السيسى بالملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، والذى كان رسالة واضحة لتنقية الأجواء وإزالة التوترات التى شهدتها العلاقة بين مصر والسعودية خلال الفترة الماضية.

لقاء الرئيس السيسى والملك سلمان، والحفاوة التى ظهرت خلال هذا اللقاء، تكشف عن تحسن العلاقات بين مصر والسعودية، والأهم من ذلك أن تنقية الأجواء بين البلدين جاءت فى ظل ثبات مصر على مواقفها السياسية، والتى كانت إحدى نقاط الخلاف فى الفترة الماضية.

حرص الرئيس السيسى على توصيل نفس الرسائل عن رؤية مصر فى حل مختلف المشكلات العربية والإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية، والتى كانت نقطة خلاف واضحة إلا أن مصر لم تغير موقفها تجاهها، وهو ما ظهر خلال كلمة الرئيس السيسى فى القمة العربية وتأكيده أن القضية السورية تشهد تدخلا خارجياً غير مسبوق فى شئونها ومقدرات شعبها، قائلا: "رغم عمق المأساة فإن الأسابيع الماضية شهدت تطورا إيجابيا تمثل فى استئناف المفاوضات فى جينيف بعد ما يقرب من عام على توقفها، والتوصل إلى جدول أعمال موضوعى لمناقشة جوهر المشكلة وسبل تسويتها على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

وشدد الرئيس السيسى على أن الحل السياسى للأزمة السورية هو السبيل الوحيد القادر على تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السورى، واستعادة وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية والحفاظ على مؤسساتها الوطنية والقضاء على خطر الإرهاب والمنظمات المتطرفة، وتوفير الظروف المواتية لإعادة إعمارها وبنائها من جديد.

البشير والسيسى يتفقان على التعاون المشترك


اللقاء الثانى المهم الذى دار على هامش هذه القمة هو لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الرئيس عمر البشير، والذى كان رسالة أخرى على تهدئة الأوضاع مع السودان والتى شهدت احتداما قويًا خلال الفترة الماضية خاصة على المستوى الإعلامى بين البلدين.

ووفقا لما أعلنته رئاسة الجمهورية، فإن اللقاء تم خلاله التشاور بين الرئيسين حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، حيث أكد الرئيسان حرصهما على استمرار التعاون والتنسيق المشترك بما يعكس العلاقات التاريخية التى تجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين.

هذا اللقاء من المؤكد سيكون له تأثيره على تلطيف الأجواء بين مصر والسودان، كما أنه سيكون رسالة لمن اختار لهجة الهجوم الشديدة فى الإعلام، أن القيادة السياسية فى البلدين لديها رأى مختلف أو تعامل مختلف تجاه الخلافات.

عرض رؤية مصر لمكافحة الإرهاب


انعقاد القمة فرصة جيدة أيضا لتأكيد الرئيس السيسى على موقفه بشأن مكافحة الإرهاب، ورؤية مصر فى هذه القضية، فضلا عن توجيه رسالة للدول العربية باتخاذ موقف قوى لمواجهة الإرهاب.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى: "إننا نتطلع لموقف قوى يستعيد وحدة الصف العربى وأن الإرهاب استغل الفراغ، الذى تسبب فيه المؤسسات الوطنية".

وأضاف السيسى خلال كلمته فى القمة العربية بالأردن، أن بعض القوى تستغل ظروف المنطقة لتعزيز نفوذها، وعلينا تعزيز دور المؤسسات الدينية للتصدى للفكر المتطرف، متابعا أن استئناف المفاوضات فى جينيف يعد مؤشرا إيجابيا تجاه حل الأزمة.

وأشار الرئيس إلى أن العلاقة بين الإرهاب وتهديد كيان الدولة علاقة تفاعلية، موضحًا أن الإرهاب استغل الفراغ فى ضعف المؤسسات الوطنية.

العرابى: تفاءلوا بعلاقات أكثر عمقًا


السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية قال عن القمة العربية الأخيرة إنها كانت فرصة جيدة، استغلها الرئيس السيسى بذكاء ومهارة.

وأضاف العرابى لـ"برلمانى"، أن السيسى استطاع تهدئة الأجواء مع أهم الشركاء الاستراتيجين فى الإقليم.

وأكد العرابى، أن علاقات القمة تؤثر على المستويات كلها، ومن هنا يجب أن نتفاءل بعلاقات أكثر عمقًا فى الفترة المقبلة.



print